تصعيد الاحتلال عدوانه الشامل على أبناء شعبنا في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لوقف العدوان المتواصل قبل انفجار الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه. وفي الوقت الذي ترتكب فيه إسرائيل مجازر يومية بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، تواصل قوات الاحتلال والمستعمرون الإرهابيون جرائمهم اليومية في الضفة، والمتمثلة في استمرار اقتحام المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وتنفيذ عمليات إعدام ميدانية، كان آخرها في بلدة طمون ومخيم الفارعة في طوباس، وما تشهده مدينة نابلس من اقتحام في هذه الأثناء.

حكومة التطرف الإسرائيلية تمارس إرهاباً منظماً بحق أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده، ويجب على مجلس الأمن الدولي التدخل العاجل لوقف هذا العدوان الشامل، ووقف سفك الدم الفلسطيني في ظل صمت دولي غير مسبوق.

حرب الإبادة الجماعية في غزة أسفرت حتى الآن عن تهجير 80 بالمئة من سكان القطاع الذين أصبحوا نازحين، ولا يوجد مكان آمن يأوون إليه في ظل اشتداد القصف على جميع أنحاء القطاع. ومن نزحوا إلى مدينة خان يونس، المنطقة المكتظة بالسكان جنوب قطاع غزة، يواجهون القرار المستحيل المتمثل في الإخلاء مرة أخرى أو التعرض لخطر الموت أو الإصابة بسبب البقاء في هذه المدينة التي تتعرض لقصف مكثف.

وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإنَّ جيش الاحتلال أصدر أوامر إخلاء لمنطقة تغطي 20 بالمئة من مدينة خان يونس، والتي كانت موطنًا لنحو 117 ألف شخص قبل الأزمة، وتستضيف الآن 50 ألف نازح في 21 مركز إيواء، كما تم الطلب من الأشخاص الذين يعيشون في منطقة أخرى شرق المدينة، والتي تشكل 19 بالمئة من غزة، المغادرة والتوجه جنوبًا إلى رفح أو مواقع أخرى، حيث يمارس جيش الاحتلال سياسة تشريد أهالي غزة وترويعهم وإجبارهم على الرحيل وحصرهم في النهاية في منطقة واحدة جنوب رفح عبر بوابة صلاح الدين لإجبارهم وتحت تهديد حياتهم على مغادرة غزة ورحيلهم الى سيناء.

ويعيش الأشخاص الذين نزحوا إلى الجنوب بالفعل في ظروف صعبة للغاية، في ظل نقص الماء والغذاء والملابس الدافئة، والبنية التحتية الحيوية أصبحت منهارة ولا يوجد أي خدمات تتعلق بالصرف الصحي والنظافة. وتجميع المزيد من الناس في منطقة أصغر لن يتسبب بزيادة بؤسهم فحسب، بل سوف يواجهون خطر الإصابة بالأمراض، ما يتسبب في كارثة إنسانية، ولم يدخل إلى غزة سوى كمية محدودة للغاية من المساعدات منذ انتهاء الهدنة، ولم تصل معظم المساعدات الى المحتاجين بسبب شدة القصف، كما توقف توزيع المساعدات في مدينة خان يونس بسبب القصف العنيف.

الإدارة الأميركية تتحمل المسؤولية الكاملة عن استمرار الحرب وتصعيدها وتغطيتها لجرائم الإبادة التي يمارسها جيش الاحتلال، ويجب عليها العمل على ممارسة الضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها وحربها ضد شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

لا يمكن أن تستمر حرب الإبادة المنظمة، ويجب العمل على وقف إطلاق النار، وليس هناك خيار آخر إمام حكومة الاحتلال والإدارة الأميركية سوى العمل على وقف العدوان وإنهاء الاحتلال، لأنَّ هذا العدوان لن يحقق السلام والأمن لأحد، والحلول العسكرية أثبتت فشلها، والحل الوحيد هو إنهاء الاحتلال والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي.