كم مرة بَحثنا عن "فلسطين" في قائمة الدول للتسجيل في موقعٍ ما أو التّقديم على طلبٍ أو خدمةٍ ولم نجدها! كم مرة طمَسوا وجودها في الخرائط وتجاهلوا شعبها! كم مرة رفُضت تأشيرات السفر ومحاولات تأسيس عملٍ أو شِراء عقار، لِمجرد أنَّ الذي يطمح للحياة؛ فلسطيني!

ليست المُشكلة في أنَّ العالم بما فيه من دول وممالك وجمهوريات، بمنظمات حقوقية وأممية ومجالس وقمم، لم يستطع أن يُحرك ساكناً إزاء الظُلم الغاشم على فلسطين وشعبها، بل أنه وعندما يحاول الفلسطينيّ إدارة زمام أموره وتحرير نفسه، يجتمعون ضده ويدينون حقه في الحريّة، متناسين الخذلان والتخلي الذي أغرقوهم فيه.

المُعادلة غير متكافئة، والمنطق غائب والعقل لا يستوعب، أليس من حق الفلسطيني الكنعاني العربي أن يعيش حراً بين إخوته العرب؟ لماذا يُمنع الفلسطيني من الحياة ويُمنح حقه لصهيوني على طبق من ذهب؟

عالمنا مليء بالجنون، في شهرين فقط اعتدنا المشاهد المؤلمة، وأصبحت الأشلاء المتناثرة لا تؤثر فينا، ولون الدم لون عادي ومُفضل للأغلبية... لكنّها ليست النهاية.

أخطأ العالم في قراءة البوصلة وتنبؤ القادم، سيأتي يومٌ تُرفض فيه تأشيرات بعض المسافرين إلى القدس؛ لأسبابٍ أمنية! ولن يُمنح حق التملّك للأجانب في حيفا لأن الأراضي ستعود لأصحابها، سيعُم الأمان وتنتعش السياحة وينمو الاقتصاد، ولن يُسافر بعدها فلسطينيٌ للبحث عن عمل في الخارج. والأهم من ذلك أن المُعلم الفلسطيني سوف يُروي لطلبته في المدرسة تاريخ النضال والصمود، وسيروون معه القصص التي عاصروها، ويحتفلون جميعاً بيوم الحرية الآتي قريباً بإذن الله.