الاتحاد الدولي لكرة القدم، المعروف اختصارًا باسم "الفيفا"، هو الهيئة الدولية التي تعنى بشؤون كرة القدم على مستوى العالم، والذي تأسس في 21 أيار (مايو) 1904 في باريس بهدف تحسين مستوى كرة القدم، وتنظيم المباريات الدولية، وترويج اللعبة على نطاق واسع. ويضم الاتحاد في عضويته 211 اتحادًا وطنيًا، وهو مسؤول عن تنظيم وإدارة أبرز البطولات الدولية مثل كأس العالم FIFA، التي تُعتبر أهم بطولة كرة قدم في العالم. ويقع مقر الفيفا في زيورخ بسويسرا، ويعمل وفقًا لمبادئ النزاهة والشفافية والاحتراف في جميع أنشطته.
أمَّا ميزانية الاتحاد الدولي لكرة القدم فمن بين أكبر الميزانيات في عالم الرياضة، حيث تفوق ميزانيات عشرات الدول الصغرى. وهذا يعكس القوة المالية والتأثير الكبير الذي يحظى به الاتحاد في الساحة الدولية، وكذلك أهمية كرة القدم كرياضة عالمية تجتذب الملايين من المشجعين والمستثمرين. إن الإيرادات التي يحققها الفيفا، سواء من خلال بيع حقوق البث التلفزيوني أو من خلال الرعاية والشراكات التجارية، تسهم بشكل كبير في تعزيز موارده.
فقد أصبحت كرة القدم أكبر من رياضة، وتحولت إلى استثمار، وصناعة كبرى، فحجم ميزانية الفيفا ازداد إلى أكثر من 10 أضعاف حجمها للفترة الممتدة من 1995 إلى 1999 والذي كان 257 مليون دولار، وسجّل الفيفا عائدات بلغت 5,7 مليار دولار بين عامي 2011 و2014، وبلغ الاحتياطي النقدي لديه نحو 1,5 مليار دولار. وفي آخر اجتماع للفيفا عقد منذ عدة أيام، وافق الأعضاء بالإجماع على التقرير السنوي لعام 2023، الذي يؤكد الوضع الصحي والمستدام بشكل استثنائي في الفيفا، مع استثمار قياسي في تطوير كرة القدم بقيمة 2.25 مليار دولار أميركي تخصص لكامل دورة 2023-2026 كجزء من برنامج 3.0 FIFA Forward. ويمثل هذا زيادة تقارب سبعة أضعاف في الاستثمار في تطوير كرة القدم مقارنة ببرامج التطوير المعمول بها قبل عام 2016.
ويسير الفيفا على الطريق الصحيح لتجاوز هدف ميزانيته البالغ 11 مليار دولار أميركي لدورة 2023-2026. وهذا يعني أنه سيكون قادراً على تقديم المزيد من الخدمات المخصصة لاتحاداته الأعضاء البالغ عددها 211 اتحاداً، لمساعدتها في تحقيق مشاريعها التنموية والتعليمية والارتقاء بكرة القدم إلى المستوى المتميز.
وساعدت بطولة كأس العالم الأخيرة في قطر 2022 في زيادة الإيرادات المالية على مدى السنوات الأربع الماضية إلى مستوى قياسي بلغ 7.5 مليار دولار، إذ تعد كأس العالم مصدر الدخل الأكبر لـلفيفا، التي لم تتجاوز ميزانيتها للبطولة 1.7 مليار دولار، موزعة ما بين 440 مليون دولار للجوائز المالية، و322 مليوناً للمصروفات التشغيلية، و247 مليوناً للنقل التلفزيوني، و209 ملايين لبرنامج عوائد الأندية، و478 مليون دولار لمصروفات أخرى كتذاكر السفر والضيافة وغيرها.
ماهو المطلوب من الفيفا في المستقبل؟ يتوقع من الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يواصل تطوير اللعبة على مستوى العالم، وأن يعزز من مبادئ النزاهة والشفافية في جميع أنشطته. كما يُأمل أن يسهم فيفا في تحسين مستوى التحكيم، وأن يعمل على تطوير التقنيات المستخدمة في المباريات لضمان العدالة والدقة. إضافةً إلى ذلك، من المهم أن يستمر الفيفا في دعم التنمية المستدامة لكرة القدم عبر برامج تعليمية وتدريبية للشباب حول العالم.
ويتخذ الفيفا خطوات حاسمة وملموسة للقضاء على كافة أشكال التمييز والعنصرية في كرة القدم. من خلال تطبيق سياسات صارمة وبرامج توعية، يسعى الفيفا إلى خلق بيئة شاملة ومرحبة لجميع المشاركين في اللعبة، بغض النظر عن عرقهم أو لونهم أو ديانتهم. إن التزام الفيفا بالتنوع والشمولية يظهر بوضوح في مبادراته المختلفة التي تشجع على الاحترام المتبادل والتفاهم بين الثقافات.
التعليقات