في الوقت الذي أعاقت الولايات المتحدة الأميركية قراراً يقضى باعتماد دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة تتمتع بالعضوية الكاملة، صوت مجلس النواب الأميركي لصالح مشروع قانون لتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 26 مليار دولار إلى إسرائيل؛ أرقام تترجم على شكل آلاف الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة، وآخرهم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية.

استقرار فلسطين هو المدخل الوحيد الذي يؤدي إلى استقرار المنطقة والعالم، وما من شك في أنَّ الدعم الأمني الأميركي يعد تصعيداً خطيراً، وهو عدوان على الشعب الفلسطيني وضوء أخضر لتقوم إسرائيل بتوسيع رقعة الحرب لتشمل دول المنطقة بأسرها.

المساعدات الأميركية لدولة الاحتلال هي بمثابة دعم حرب الإبادة المنظم وعمليات الاحتلال لإعادة سيطرته على قطاع غزة واستمرار العدوان المنظم على الشعب الفلسطيني، حيث وافق مجلس النواب الأميركي على تقديم الحزمة الجديدة مما يسمى مساعدات، والتي باتت تكشف حقيقة مصداقية الولايات المتحدة الأميركية بالوصول إلى الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، عبر تبنيها دعم حكومة اليمين المتطرفة التي تواصل جرائمها بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة لليوم 198 على التوالي، في انتهاك خطير لقرارات الشرعية الدولية كافة.

إقرأ أيضاً: انعدام مصادر الدخل وتدهور الوضع الإنساني في غزة

في الوقت الذي تقدم فيه أميركا الدعم العسكري لإسرائيل، تواصل عدوانها على مدينة طولكرم في الضفة الغربية لليوم الثالث على التوالي، حيث استشهد أكثر من 13 مواطناً، ودمرت إسرائيل بآلياتها البنية التحتية بشكل كامل في طولكرم، بعد أن دمرتها في جنين بينما يواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية وحرب الإبادة الانتقامية في قطاع غزة حيث ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 34,097 شهيداً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال، وارتفعت حصيلة الإصابات إلى 76,980 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، بينما ارتكبت قوات الاحتلال خمس مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 48، وإصابة 79 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية، وما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

يجب وقف سياسة ازدواجية المعاير الغربية في التعامل مع قضايا المجتمع الدولي وبالذات هذا العدوان الغاشم، كما يجب العمل على إصلاح منظومة القوانين الدولية، ومواثيق عمل المنظمات الدولية التي تمنح السلطة لقوى غربية فقدت بوصلة الأخلاق والإنسانية، حيث يواجه الشعب الفلسطيني حرب إبادة جماعية مستمرة منذ سبعة أشهر يقوم خلالها الاحتلال الغاشم بأبشع الجرائم من خلال القصف الهمجي للأحياء والمدن الآهلة بالسكان المدنيين العزل في قطاع غزة، فضلاً عن تعمد استهداف وتدمير المستشفيات ومنشآت البنية التحتية، ما أسفر عن سقوط آلاف الشهداء الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء، في أكبر جريمة ضد الإنسانية يشهدها العالم في العصر الحديث.

إقرأ أيضاً: جرائم الحرب وتصدير الأسلحة للاحتلال

يجب على المجتمع الدولي بكل مؤسساته وإمكانياته العمل على دعم إقامة الدولة الفلسطينية والتدخل العاجل لتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني، بعد أن تكشفت النوايا الأميركية، ولا مجال أمام العالم أجمع إلا العمل على القبول الفوري لعضوية دولة فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، كونها تعد خطوة لتصحيح الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني، لا سيما أنَّ عضوية فلسطين بالأمم المتحدة هي التزام دولي يجب أن تفي به كل دولة عضو في الأمم المتحدة.