يتوقع على نطاق واسع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي الفائدة في اجتماع يونيو استنادًا إلى الإشارات التي أطلقها صناع السياسات في البنك المركزي في الفترة الأخيرة لتلقي الضوء على أن الأوضاع الاقتصادية تؤهل السلطات النقدية لهذا القرار.

وإذا ما تحققت هذه التوقعات على أرض الواقع، يكون هذا هو الخفض الأول لمعدل الفائدة الأوروبية منذ عام 2016 بالنسبة إلى الفائدة على الإقراض، بينما يكون الخفض الأول للفائدة على الإيداعات منذ 2019.

ويأتي الخفض المحتمل تكريسًا لجهود بذلها البنك المركزي على مدار سنوات لمكافحة الارتفاعات الجنونية للتضخم التي شهدتها منطقة اليورو في 2022، وهي الضغوط التضخمية التي نجح المركزي الأوروبي في السيطرة عليها ليهبط بمعدل التضخم الأوروبي إلى 2.6 بالمئة في أيار (مايو) 2024.

صناع السياسة النقدية
قالت كريستين لاغارد، رئيسة مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، في آذار (مارس) الماضي إنَّ المزيد من الوضوح والبيانات الكافية سوف تتوافر في حزيران (يونيو)، وربما تكون قد حان الوقت الذي تحدثت فيه عن ذلك.

ورغم عدم هبوط التضخم الأوروبي إلى هدف البنك المركزي عند 2.00 بالمئة، إلا أنه يسير بخطى ثابتة نحو الهبوط، مرسلًا إشارات إلى صناع السياسة النقدية والمستثمرين في أسواق المال تفيد أنه قد يحافظ على الاتجاه الهابط في الفترة المقبلة.

وأشارت التقديرات الاقتصادية الصادرة عن السلطات النقدية الأوروبية في آذار (مارس) الماضي إلى إمكانية هبوط التضخم إلى 2.00 بالمئة في 2025، و1.9 بالمئة في 2026. وفيما يتعلق بالتضخم باستثناء أسعار الغذاء والطاقة، أشارت التقديرات الرسمية إلى إمكانية الهبوط إلى 2.1 بالمئة و2.00 بالمئة في 2025 و2026 على الترتيب.

ومن المرجح أن خفض الفائدة الأوروبية قد يبقي على المعدلات الحالية إيجابية؛ أي عند مستويات أعلى من هدف التضخم المحدد من قبل البنك المركزي. على ذلك، يقلل البنك المركزي درجة التشديد الكمي التي يتبناها، لكنه لا يعود بالفائدة إلى المستويات الطبيعية.

نمو منطقة اليورو
خلق ارتفاع تكلفة الاقتراض في منطقة اليورو بيئة ساعدت على تباطؤ أداء الاقتصاد، إذ أدت إلى احتواء الطلب في المنطقة بسبب استهداف السلطات النقدية خفض حدة الضغوط التضخمية.

وبينما حقق الاقتصاد الأوروبي نموًا بنسبة 0.3 بالمئة في الربع الأول من 2024، سجل الربعين السابقين انكماشاً في أداء الاقتصاد بواقع 0.1 بالمئة لكل منهما. وشهد الربع الثاني من 2023 نموًا هامشيًا بواقع 0.1 بالمئة بينما سجل الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول 2023 والأخير من 2022 انكماشًا أيضًا.

هل يستمر المركزي الأوروبي في خفض الفائدة بعد يونيو؟
رغم التوقعات التي ظهرت على نطاق واسع في الفترة الأخيرة بأن المركزي الأوروبي قد يبدأ خفض الفائدة في حزيران (يونيو) الجاري، إلا أنَّ تصريحات خرجت من أورقة البنك في الفترة الأخيرة أشارت إلى إمكانية التوقف لبعض الوقت بعد هذا الخفض المحتمل.

ويعني ذلك أنَّ خفض الفائدة في اجتماع لجنة السياسة النقدية الأوروبية يحيط به انعدام اليقين من جميع الاتجاهات نظراً لحرص البنك المركزي الأوروبي على الالتزام بالمرونة في قراراته المستقبلية وإبقاء الأعين مفتوحة على ما يستجد على الساحة من تطورات وما يصدر من بيانات اقتصادية.