خلص باحثون من كاليفورنيا وألمانيا إلى نتائج مثيرة تتعلق بالفيروس الالكترونيّ الذي أثار ذعر العالم (ستوكسنت). وكشف الباحثون أنّ تلك الدودة الخبيثة، التي تعتبر أول quot;صاروخ سيبرانيquot; في العالم، قد صُمِّمَت لتخريب إمدادات الطاقة الخاصة التي تستخدم في نظم الطرد المركزي المعنية بتكرير الوقود النووي.


واشنطن: في أعقاب موجة الذعر التي سببها فيروس quot;ستوكسنتquot; الحاسوبي منذ ظهوره قبل بضعة أشهر، ما جعل بعض الحكومات تدخل في مواجهة مع مخاوف من احتمالية تعرض أمنها الخاص بالفضاء الإلكتروني العسكري للخطر، مع ترقب البعض الآخر لما قد يسفر من تداعيات متعلقة بمنشآتها النووية، أبرزت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية تلك النتائج المثيرة التي خلص إليها باحثون من كاليفورنيا وألمانيا بعد دراستهم شفرة هذا الفيروس، حيث كشفوا النقاب عن أن تلك الدودة الخبيثة، التي تعتبر أول quot;صاروخ سيبرانيquot; في العالم، قد صُمِّمَت لتخريب إمدادات الطاقة الخاصة التي تستخدم على وجه الحصر تقريباً في نظم الطرد المركزي المعنية بتكرير الوقود النووي.

وقد رأى الخبراء أن هذا الكشف يمثل لغزاً آخر، قائلين إن هذا يشير إلى أن محطات الطرد المركزي النووية في إيران ربما كانت الهدف المحتمل من وراء الهجوم بهذا الفيروس الخبيث.

وبينما تم الكشف أولاً عن ذلك الفيروس في يونيو/ حزيران الماضي من جانب إحدى الشركات المتخصصة في مكافحة الفيروسات في بيلاروسيا، ثم اكتشاف قدرته خلال الشهر التالي بشأن تحكمه في العمليات الصناعية.

بيد أن دوره الحقيقي بوصفه أول سلاح سيبراني عملاق معروف في العالم ndash; قد جرى تصميمه لعبور الفجوة الرقمية وتدمير هدف محدد جداً في العالم الحقيقي ndash; لم يتم الكشف عنه إلا في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.

ومنذ ذلك الحين، أثير كثير من التكهنات بشأن طبيعة الهدف المحتمل مهاجمته عبر هذا الفيروس الضار. فهناك من تحدث عن احتمالية استهداف محطة بوشهر النووية الإيرانية أو المفاعل الخاص بتكرير وقود أجهزة الطرد المركزي في نطنز، أو ربما استهداف القمر الاصطناعي العملاق الذي أطلقته الهند وفشل بشكل كبير في تموز/ يوليو الماضي.

وقد أشار الباحثون في هذا الصدد إلى أن شفرة ستوكسنت الخبيثة كانت ترمي إلى استهداف إمدادات الطاقة التي من المؤكد أنها تُستخدم بصورة كبيرة داخل أي مفاعل إيراني يعنى بتكرير الوقود النووي.

ورغم عملهم بصورة مستقلة، إلا أن الباحثين في شركة سيمانتيك المعنية بالأمن الحاسوبي، ويوجد مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية، قد خلصواإلى النتيجة نفسها التي توصل إليها باحثون ألمان نهاية الأسبوع الماضي، وهي أن أجهزة الطرد المركزي الخاصة بالوقود النووي كانت الهدف المراد تدميره.

وأوضحت الصحيفة أن الباحثين تتبعوا أثر أحد المسارات المعقدة. ووجدوا أنه وفي أعقاب وصول الفيروس بذكاء إلى أنظمة الكمبيوتر باستخدام مجموعة من المآثر المراوغة، فإنه يقوم بالبحث عن بعض الأجهزة التي تقوم شركة سيمنز بتصنيعها وتُعرَف بـ quot;متحكمات المنطق القابلة للبرمجةquot;، ومن ثم يقوم بإصابتها.

وبعدها، يبدأ الفيروس في ملاحقة أرقام تعريف فريدة من نوعها لنوع خاص من الأقراص الصلبة المعنية بتحويل الترددات، لا تنتجها إلا شركتان فقط في العالم، إحداهما في فنلندا والأخرى في طهران.

ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أن الأقراص التي تعنى بتحويل الترددات عبارة عن نوع من أنواع إمدادات الطاقة التي يمكنها تغيير وتيرة إنتاجها للتحكم في سرعة المحركات. ويستجيب هذا القرص للأوامر الحاسوبية الخاصة بمتحكمات المنطق القابلة للبرمجة ويُستخدم للمراقبة الصناعية في عمليات ضبط المصانع بجميع أنحاء العالم.

ثم مضت الصحيفة تقول إن quot;ستوكسنتquot; يقوم بملاحقة أقراص محددة تعمل بسرعات محددة ndash; عبارة عن سرعات عالية للغاية يجب أن تصل إليها أجهزة الطرد المركزي لكي تقوم بالفصل المادي وتزيد من تركيز نظائر اليورانيوم للاستخدام كوقود نووي. وبعدها، يمكن استخدام هذا الوقود في مفاعل، أو يستخدم كسلاح نووي، إذا ما تمت تكريره إلى تركيزات أعلى من ذلك بكثير. وقد اتضح، بحسب ما ذكرته الصحيفة، أن الأقراص الخاصة التي يستهدفها فيروس ستوكسنت، تم تطويرها للعمل بسرعات مرتفعة للغاية .. وهي السرعات التي تستخدم فحسب في عدد محدود من التطبيقاتquot;.