محطة بوشهر النووية الإيرانية
تؤكد تقارير تكنولوجية أن فيروس quot;ستوكسنتquot; الحاسوبي، عبارة عن جزء متطور وذاتي التوالد من شفرة خبيثة، يعني باستهداف أنظمة التحكم الإشرافي وحيازة البيانات التي تقوم بتصنيعها شركة سيمنز، ويتميز هذا الفيروس أيضاً بالقدرة على تحديد وتدمير شبكة التحكم الخاصة بمنشأة ما.

في الوقت الذي تتواصل فيه موجات الجدل حول فيروس quot;ستوكس نتquot; الحاسوبي، الذي أثار حالة من الذعر والهلع على مدار الأيام القليلة الماضية في العديد من دول العالم، وخصوصاً إيران، بعدما بدأت تتسرب أخبار عن أن منشآتها النووية هي المستهدفة من وراء ذلك الفيروس، أوضحت تقارير تكنولوجية حديثة أن هذا الفيروس عبارة عن جزء متطور وذاتي التوالد من شفرة خبيثة، يعني باستهداف أنظمة التحكم الإشرافي وحيازة البيانات التي تقوم بتصنيعها شركة سيمنز.

وتتميز تلك الدودة الخبيثة أيضاً بالقدرة على تحديد وتدمير شبكة التحكم الخاصة بمنشأة ما، علماً بأن هناك ما يقرب من 45 ألف نظام حول العالم، 60 % منهم في إيران. وسبق للجمهورية الإسلامية أن أعلنت أن الدودة لم تلحق ضرراً ببرنامجها النووي، وإنما أحدثت خسائر بقطاع تكنولوجيا المعلومات في البلاد، وفي إندونيسيا، وبلدان أخرى.

وفي هذا السياق، شدد تقرير نشرته شركة quot;نتورك وورلدquot; المعنية بالشؤون التكنولوجية عبر موقعها الإلكتروني على ضرورة انتباه دول العالم كافة لما يحمله هذا الهجوم الفيروسي بين طياته من مخاطر شديدة. ورأى التقرير في البداية أن هذا الهجوم يمثل فعلاً من أفعال الحرب الإلكترونية. وقال إن هجوم quot;ستوكس نتquot; ينضم إلى أحداث أخرى مثل الهجمات التي تم شنها في تموز/ يوليو عام 2009 على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والهجوم الذي تم شنه على الدفاعات الجوية السورية، وكذلك الهجمات السياسية التي تم شنها على أوسيتيا الجنوبية واستونيا.

ثم مضى التقرير ليقول إنه من السهل التأكيد على أن هذا الهجوم تم تحت رعاية إحدى الدول، وأن مصدره إما إسرائيل أو الولايات المتحدة، ولم يستبعد احتمالية أن يكون مصدره إحدى الجماعات الخاصة الممولة تمويلاً جيداً ويمكنها الوصول إلى الخبرة التقنية. واستناداً إلى تقديرات شركة quot;سيمانتكquot; المتخصصة في مجال الأمن وإدارة المعلومات، فإن الجهة التي قامت بتطوير فيروس quot;ستوكس نتquot; تتكون مما يقرب من عشرة أفراد. كما تبين أن مشروعاً كهذا لن يحتاج إلى كثير من الأموال.

وهي الجزئية التي شدد عليها التقرير، نظراً لخطورتها، حيث اتضح أنه قد بات بالإمكان إلحاق الكثير من الأضرار بالبنية التحتية لدولة بأكملها بواسطة
مبلغ قليل من المال وبعض التقنيين المحترفين. ولم يستبعد التقرير في السياق ذاته احتمالية ضلوع الصينيين أو الروس في أمر كهذا. وأشار إلى أن هذا الهجوم قد يكون جرس إنذار للسماح للإيرانيين بمعرفة ما هو قادم. كما نوه التقرير لجزئية أخرى شديدة الأهمية، تتلخص في ذلك المصطلح الذي يُعرف بـ quot;الاستطلاع الإلكترونيquot;، أي القيام بشن هجوم سيبراني على إيران، يُرجح أن يُلقي فيه باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن ثم التريث والانتظار لمشاهدة ماذا سيحدث بعد ذلك.

وختم التقرير بقوله إن دودة quot;ستوكس نتquot; عبارة عن دودة تتكاثر تلقائياً، ولهذا السبب ربما قامت بإصابة أنظمة سيمنز على الإنترنت، وربما تم إدخالها أيضاً في مكان ما بسلسلة توريد الإنترنت. وربما تم توصيلها بواسطة مُكَمِّل نُظُم خبيث أو أضيفت خلال شحن المعدات. وسواء حدث هذا أو ذاك، فإن هذا يُبَيِّن مدى ضعف معدات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بنا - حتى قبل أن يتم توصيلها. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن، هو: ماذا سيحدث بعد ذلك ؟ وقد أجاب التقرير بالقول إن فيروس quot;ستوكس نتquot; سيستمر في التمحور وإصابة النظم كدليل على ما يتمتع به من قوة. وأشار إلى أننا قد نرى في غضون ذلك موجات من الضربات الانتقامية من جانب إيران أو أي من مؤيديها. وهو ما ينذر بحدوث تصاعد في الحرب الإلكترونية، التي توصف باللعبة الخطرة التي ليس لها قواعد، وهو الأمر الذي يهدد أمن الولايات المتحدة، لأنها أكثر عرضة للخطر بكثير عن أي دولة أخرى.