تتعرّض الشبكات المدنية والعسكرية الأميركية والنظم الموجودة في مقر منظمة حلف شمال الأطلسي للهجوم بما لا يقل عن 100 مرة يومياً، بما يكشف تصاعد وتيرة نشاطات التجسس على الإنترنت ضد الحكومات والشركات بجميع أنحاء العالم بعد تحول الهجمات السيبرانية إلى عنصر رئيس للصراع بين الدول.

واشنطن: في وقت تصاعدت فيه وتيرة نشاطات التجسس على شبكة الإنترنت ضد الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم خلال العام الماضي، مع تحول الهجمات السيبرانية إلى عنصر رئيس للصراع بين الدول، ذكرت اليوم صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن الشبكات المدنية والعسكرية الأميركية يتم فحصها آلاف المرات كل يوم، وأن النظم الموجودة في مقر منظمة حلف شمال الأطلسي تتعرض للهجوم ما لا يقل عن 100 مرة يومياً.

ومضت الصحيفة تنقل عن مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن أكثر من 100 دولة تحاول الآن اختراق الشبكات الأميركية. وأن الجزء الأكبر من الهجمات ينطلق من الصين وروسيا. هذا ومن المقرر أن يتم إنشاء وحدة قيادة سيبرانية للبنتاغون، بحيث تبدأ عملها الشهر المقبل، في وقت يتخلف فيه جزء كبير من باقي القطاعات الحكومية في هذا الشأن، وهو ما أثار نقاشاً حول المسؤوليات الخاصة بالوكالات المختلفة، على حسب ما نقلت الصحيفة عن مجموعة من الخبراء المعنيين بأمن الإنترنت.

وقالت الصحيفة أيضاً إن البيت الأبيض يدرس الآن ما إن كان البنتاغون بحاجة إلى مزيد من السلطات التي تعينه على صد هجمات قراصنة الكمبيوتر داخل الولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة هنا عن أحد مسؤولي إدارة أوباما، قوله :quot; تولي إدارة أوباما اهتماماً شديداً بهذا الأمر. وقد صنَّف الرئيس ( الأمن السيبراني) باعتباره أصلا وطنيا حاسما. وتتشكل الآن الوكالات المسؤولة عن الأمن السيبراني، بما في ذلك قيام وزارة الأمن الداخلي الأميركية بتكوين فرق خاصة للرد على الهجمات السيبرانية ضد البنية التحتية الأساسية. ونحن لا نمتلك فقط إستراتيجية، بل انتقلنا إلى مرحلة التنفيذquot;.

وفي الوقت الذي نفى فيه جيمس أباثوراي، ناطق باسم الناتو، أن تكون الحواسيب الخاصة بالحلف دائمة التعرض لعمليات قرصنة، تابعت الصحيفة بنقلها عن السير نيغل شينوالد، السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة، قوله :quot;نتوقع أن نشهد زيادة في الموارد بالنسبة إلى عمليات الأمن السيبراني كجزء من المراجعة القادمة للإنفاق بشأن الأمن والدفاع، ونأمل أن نعمل عن قرب مع الولايات المتحدة بخصوص مثل هذه العملياتquot;.

وفي غضون ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن أسلحة سيبرانية يُجرى تطويرها الآن بوتيرة سريعة. وأن عدة دول، بما فيها الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وإسرائيل، والمملكة المتحدة، وباكستان، والهند، والكوريتين الشمالية والجنوبية، قد قامت بتطوير أسلحة سيبرانية متطورة يمكنها الاختراق مراراً وتكراراً واكتساب القدرة كذلك على تدمير الشبكات الحاسوبية، وفقاً لما أوضحه اختصاصيون في أمن الإنترنت.

وأبدى بعض المحللين ومسؤولي المخابرات الأميركية تخوفهم من أن تصبح الأسلحة السيبرانية مشكلة quot;النووي الطليقquot; المقبلة. وقال جيمس لويس، أخصائي أمن الانترنت في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن :quot; القضية الآن هي: متى ستتسرب تلك الأسلحة إلى تنظيم القاعدة ؟ فرغم الرقابة المشددة التي تخضع لها تلك الأسلحة، إلا أن أطرافاً غير حكومية ستحصل بعد عدة سنوات على أشياء جيدةquot;.

وأتمت الصحيفة حديثها بحالة الذعر التي سببتها مؤخراً دودة quot;ستوكس نتquot;، بعد أن وصفتها بأنها أول مثال علني للأسلحة الإنترنتية التي تستهدف البرامج الخاصة بنظم التحكم في الحواسيب. وقد حدثت معظم الإصابات التي طالت النُظم في إيران، ويعتقد محللون أن الدودة كانت تستهدف مفاعل بوشهر للطاقة النووية.

كما أدت الدودة إلى إصابة المسؤولين في البنتاغون والصناعة الأميركية بحالة من الانزعاج، لأنها تستهدف جوهر النظم الصناعية للتحكم في الحواسيب. وفضلاً عن الدور الذي ينتظر أن يلعبه البيت الأبيض للمساعدة في التصدي للهجمات السيبرانية على القطاع الخاص، أوضحت الصحيفة أن قوات حلف شمال الأطلسي تحتاج أيضاً إلى تطوير السبل التي تعينها على الكشف عن الهجمات ومصدرها في مراحلها الأولية.