دودة الربداء الرشيقة |
وجد علماء من بريطانيا والولايات المتحدة، أن دودة الربداء الرشيقة يمكن أن تساعد الباحثين في معرفة تأثير البيئة الغريبة على رواد الفضاء.
لندن: وجد علماء من بريطانيا والولايات المتحدة ان دودة الربداء الرشيقة واسمها اللاتيني caenorhabditis elegans، التي تعتبر السماد بيتها والفاكهة المتعفنة طعاما فاخرا لها، يمكن أن تقدم مساعدة كبيرة الى الباحثين الذين يحاولون ان يعرفوا كيف يمكن للبيئة الغريبة ان تؤثر على رواد الفضاء.
وكانت عينات من هذه الدودة أمضت ستة اشهر على متن المحطة الفضائية الدولية، حيث ارسل الباحثون 4000 دودة ليدرسوا تأثير التعرض فترة طويلة الى قوة الجاذبية التي تكون طفيفة جدا في الفضاء، على سلوكها وجسمها الضعيف.
وسلطت نتائج الدراسة التي نُشرت الآن، أضواءً على مسائل فضائية وأخرى ذات طابع خصوصي أكثر مثل الجنس. فان من القضايا التي كانت وكالات الفضاء تتحاشى الخوض فيها حتى الآونة الأخيرة تأثير الجاذبية الطفيفة في الفضاء الخارجي على تناسل البشر في الفضاء، لا سيما وأن بعض الكائنات العضوية التي ارسلها العلماء الى الفضاء توقفت عن التناسل في البيئة الجديدة.
ولكن نتائج البحث الذي أُجري على دودة الربداء الرشيقة تبين ان بيوضها بلغت مرحلة النضج في الفضاء بصورة مماثلة لنظيراتها على الأرض. وإذا صحت هذه النتائج على البشر ايضا فان ذلك سيبدد المخاوف من فقدان البشر قدرتهم على التناسل في الفضاء. وتابع العلماء تكاثر الدودة عبر 12 جيلا.
وعلى مستوى أوسع، فإن ضمور كتلة العضلات الذي أصاب الديدان خلال وجودها في الفضاء، مثلها مثل البشر، توقف بعد فترة. وقال الباحثون أن هذا يبين أن ضمور العضلات وفي حالة البشر ضمور العظام ايضا، قد يمثل عملية تكيف مع بيئة جديدة وليس تدهورا مطردا، كما كان يتوجس بعض العلماء.
ونقلت صحيفة quot;كريستيان ساينس مونترquot; عن نتانيال شيفتشيك رئيس فريق الباحثين من جامعة نوتنغهام البريطانية ان مثل هذا التغير قد ينتهي في غضون جيلين أو ثلاثة اجيال.
وفي حين ان العلماء اعترفوا في نتائج دراستهم بأن quot;الدودة ليست انساناquot; فان جينوم البشر وجينوم دودة الربداء الرشيقة متشابهان في الحجم. وأن 50 الى 60 في المئة من جينات الدودة البالغ عددها 20 الف جين تقوم بتشفير البروتينات لدى نظيراتها الواضحة في البشر.
ولهذه الدودة جهاز عصبي وعضلي متطور وتتحرك بلا صعوبة في التربة أو السائل وتستجيب للتغيرات التي تحدث في بيئتها. وتُستخدم دودة الربداء الرشيقة لدراسة آثار ملوثات البيئة.
وقال فريق الباحثين أن مراقبة الديدان في الفضاء يمكن أن يوفر خدمة مماثلة في تصميم دروع ضد الإشعاع، وغير ذلك من العناصر التي تدخل في بناء منظومة فضائية تحافظ على الحياة.
اعداد عبد الاله
التعليقات