جاءت إحدى الدراسات الجديدة حول أصل الحياة على الأرض لتنسف الكثيرمن سابقاتها، حيث أشارت إلى أن الحياة على الأرض لم تنشأ نتيجة تضافر شروط بيئية ومناخية محددة على كوكبنا بل ربما انتقلت إليها من الفضاء الخارجي.


أشارت دراسة جديدة الى ان الحياة على الأرض لم تنشأ نتيجة تضافر شروط بيئية ومناخية محددة على كوكبنا بل ربما انتقلت إليها من الفضاء الخارجي.
وقالت الدراسة التي أعدها العالم في وكالة الفضاء الاميركية ريتشارد هوفر ان نيزكا اصطدم بالأرض في العقد الأول من القرن التاسع عشر يقدم أدلة واضحة على وجود كائنات عضوية تعيش في الفضاء الخارجي.
وأضافت الدراسة ان دلالات ذلك تتمثل في ان الحياة موجودة في كل مكان، وان الحياة على الأرض ربما جاءت من كواكب أخرى. لكن علماء أبدوا تحفظهم مشيرين إلى سوابق منها ما نشرته مجلة تايم عام 1996 عن وجود حياة في المريخ.
وقال عالم من وكالة الفضاء الأميركية وقتذاك انه وجد أدلة على ان بكتيريا قديمة كانت تعيش داخل صخرة مريخية عُثر عليها في القطب الجنوبي بعدما خلعها عن سطح المريخ إصطدام كويكب في الزمن الغابر وسقطت شهبا على القطب الجنوبي.

وتلقفت وسائل الاعلام هذا النبأ بتغطية واسعة نظراً لمصدره العلمي بعد كل الحديث عن وجود مخلوقات في الفضاء الخارجي. فإن صاحب الدراسة لم يكن عالماً في وكالة الفضاء الاميركية quot;ناساquot; فحسب بل ان الوكالة نفسها أعلنت الإكتشاف في مؤتمر صحافي ونُشرت الدراسة في مجلة quot;ساينسquot; العلمية المعروفة لتضفي عليها مزيدا من المصداقية. ولكن بعد فترة نُسي الموضوع لا سيما حين قام فلكيون آخرون بتمحيص الأدلة وتوصلوا الى انها ليست مقنعة.

وفي الستينات قال عالم كيمياوي في جامعة فوردهام الاميركية انه عثر على أدلة تؤكد وجود حياة في نيزك، وهو النيزك نفسه الذي يتحدث عنه العالم هوفر في دراسته الجديدة. ونُسي هذا الاكتشاف ايضا مثلما كان النسيان مآل اعلانات في الثلاثينات بأن العلماء لم يكتشفوا بكتيريا هامدة في نيزك بل أحيوها ايضا. وشهدت تسعينات القرن التاسع عشر ادعاءات بالعثور على أحفوريات داخل نيزك.

ولعل هذا هو السبب الذي يقف وراء عدم الإكتراث الذي أبداه كثير من خبراء البيولوجيا الفضائية بالضجة التي رافقت احدث دراسة عن اكتشاف حياة في نيزك. ولكن هناك مَنْ يدعو الى التمهل قبل الاستهانة بالاكتشاف الجديد. فمن يدري. لعل العالم هوفر أصاب في ما أخطأ به آخرون من قبله.