نشرت صحيفة التلغراف مقابلة مع الكاتب مارتن نواك الذي أصدر كتابا بعنوان quot;متعاونون كبارquot; من المتوقع أن يثير جدلا كبيرا. وشارك في كتابته روجر هايفيلد المحرر في صحيفة التلغراف. ومن المتوقع أن ينشر الكتاب في سلسلة حلقات على صفحات التلغراف ابتداء من الأسبوع المقبل.
ويكمن العنصر المثير للجدل في جزء من نظرية تتعلق بالتطور والتي أعلن عنها العالم البريطاني جي بي أس هالداين وقال فيها إن التطور يفضل الأشخاص الذين لا ينجبون أطفالا طالما هم يساعدون على بقاء الإنجاب لدى أقاربهم الذين يحملون نفس المورثات- وأفضل مثال هو العاملات العقيمات في مستعمرات النمل واللواتي يساعدن الملكة في دعم اخواتهن لكنهن لا يخلفن اي صغار.
ويعتبر هذا المبدأ مركزيا في علم الأحياء لأنه يقدم أفضل تفسير للسبب الذي يجعل الوجود مختلفا تماما عن كونه مستندا إلى تدمير القوي للضعيف مثلما هو الحال مع الداروينية. بدلا من ذلك يشدد البروفسور نواك على أن التعاون والايثار هما مهمان أيضا مثل العوامل الأخرى. وقال لمراسل التلغراف إن quot;ركني التطور الأساسيين هما التغير والاختيار الطبيعي: فالتغير يولد تنوعا والانتخاب الطبيعي يختار الفائز. وما أريده هو المحاججة بأن هذا الكتاب يسلط الضوء على البعد الثالث المتمثل في التعاون. إن ذلك ليس ظاهرة صغيرة بل هناك حاجة إليها لتفسير العالم كما نراهquot;. ومن دونها فإننا، كما يرى نواك، سنملك عالما من دون كائنات ذات خلايا متعددة- أو حتى من دون خلايا، وكل ما سيكون لدينا هو نسخ جزيئات أحادية في الحساء العضوي.
وبعد تسع سنوات عمل في أكسفورد انتقل البروفسور نواك إلى هارفارد حيث عمل استاذا لعلم الاحياء والرياضيات هناك. وما أثار حفيظة الكثير من العلماء ضده هو أنه ليس حائزا على عدد من الجوائز المحترمة بل هو أيضا مسيحي متدين. وخصوصا لأنه ضمن مجلس إدارة مؤسسة تمبلتون فاونديشون التي تمنح سنويا جائزة إلى عالم قال شيئا طيبا حول المسيحية.
التعليقات