انطلقت فعاليات مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة، بدورته السابعة يوم 14 نيسان (أبريل)، في إشارة للنجاحات المتواصلة التي حققها على مدى السنوات السابقة. وتتواصل فعاليات المهرجان الذي يقام تحت شعار "نساء من أجل القيادة" حتى 19 نيسان (أبريل) الجاري. أقيم حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان في قاعة كازينو لبنان، بحضور جماهيري ضخم، حيث تم تكريم الفنانة المصرية الكبيرة يسرا، كضيفة شرف، تقديرًا لمساهمتها المميزة والرائدة في عالم السينما والفن. وكرم الفنانة المصرية القديرة يسرا وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري، بالإضافة إلى رئيس ومؤسس مجتمع بيروت السينمائي ومدير المهرجان سام لحود. وتسلمت يسرا جائزة "تانيت" وهي عبارة عن مجسّم تانيت بيروت الذهبي، تمثال الإلهة الفينيقية، تقديراً لمسيرتها الرائدة والمتميزة في عالم السينما والفن، وسط حضور متميز من السفراء ونجوم الفن وأهل السينما وضيوف المهرجان، بالإضافة إلى نخبة من مدراء المهرجانات العالميين، والمخرجين، والمنتجين اللبنانيين والعرب والأجانب، وشخصيات سياسية ودبلوماسية ونقابية وفنية وإعلامية وثقافية. أرادت اللجنة المنظمة للمهرجان أن يكون هذا الحدث محطة لتجاوز منطق الحروب والعنف، ورمزاً للصمود رغم كل التحديات التي يواجهها لبنان والوطن العربي. ويهدف المهرجان إلى نشر رسالة سلام ومحبة وثقافة وفن، على الرغم من الظروف الصعبة والصراعات المستمرة. يهدف المهرجان، الذي بات حدثًا سنويًا ومنبرًا لصنّاع الأفلام والنقاشات المفتوحة، إلى تمكين المرأة وتسليط الضوء على دورها القيادي والريادي في مجال صناعة السينما. ويتم تكريم نساء رائدات في هذا المجال خلال حفل افتتاح المهرجان، ولم يكن هذا العام استثناءً، حيث تم تكريم أيقونة السينما العربية يسرا، التي تألقت بأداء استثنائي وإنسانية مميزة، مما أدهش عشاقها وأثار إعجابهم. بعد أن منحت الفنانة يسرا جائزة المهرجان، ألقت كلمة استقطعتها دموعها المنهمرة تأثراً والتي لم تتمكن من السيطرة عليها. وعبّرت يسرا عن شكرها العميق للمنظمين على التكريم الذي تجاوز توقعاتها. وقالت: "لقد عشت معكم في هذا التكريم كل مراحل حياتي: ذكرياتي، أوجاعي، ضحكاتي، نجاحاتي، فشلي...". كما عبرت عن سرورها لأنها لم تفوت عليها هذه الفرصة الثمينة رغم التوتر الذي يعم المنطقة وبالخصوص لبنان، مشيرة إلى أنها شعرت بحب كبير لم تشعر به منذ وقت طويل. وأشادت بمزايا الشعب اللبناني، مثل حب الحياة والعطاء اللا محدود والقدرة على التغلب على الأزمات. كما أعربت عن محبتها الصادقة للشعب اللبناني، مشيرة إلى أنها استفادت كثيرًا من تجاربهم، خصوصاً القوة والصمود. وفيما يتعلق بالأحداث الأمنية الأخيرة، قالت: "لقد اشتقت كثيرًا للبنان، وعندما وصلت إليه وجدت بيروت حزينة، ومع التطورات الأمنية الأخيرة شعرت بالخوف عليكم، وخشيت أن أحزن معكم، وفي الوقت نفسه، لم أعش مثل هذه اللحظة من قبل، لكن عندما رأيت كيف تتعاملون مع الأحداث، شعرت بالخجل من ردة فعلي". في ختام كلمتها، أثنت الفنانة يسرا على عظمة الحفل من كل الجوانب: التنظيم، التميّز في الأداء الفني على المسرح، الكلمات المؤثرة التي تم تقديمها، والحب الذي شاهدته في عيون الحضور. وأكدت أن اللبنانيين يتفوّقون دائمًا في كل المجالات، وأعربت عن شكرها وحبها وامتنانها لهذا الشعب العظيم الذي سيتخطى كل أزماته بفضل صموده وإرادته الصلبة في البقاء والاستمرار. وكان فريق إيلاف حاضرًا في هذا الحدث المميز، حيث أجرى مقابلات ودردشات حصرية مع الفنانة المكرمة يسرا وأبرز الحاضرين ومحبي الفن السابع. تضمن حفل الافتتاح عرض وثائقي عن حياة يسرا ومسيرتها المتميزة، إلى جانب عرض فيديو مميز للملحن وعازف البيانو ميشال فاضل ووصلة غنائية قدّمتها فرقة الفيحاء، بالإضافة إلى أداء حي للمطرب بافو. وأضفت هذه العروض تنوّعًا وإثارة على الفعالية، كما قدّم الشاعر والنحات رودي رحمة منحوتتين لكل من الفنانة يسرا والمنتج صادق الصبّاح، وتلى قصيدة شعرية للمكرّمة. تستمر فعاليات "مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة" حتى 19 نيسان (أبريل) الجاري في صالات Grand Cinemas في مجمّع ABC في ضبيه، التي تفتح أبوابها أمام الجمهور للاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأفلام. يشمل برنامج المهرجان عرض 73 فيلمًا طويلاً وقصيرًا، يتنوع بين الأفلام الروائية والوثائقية والرسوم المتحركة والتجريبية، بالإضافة إلى أفلام الرقص، وذلك من 35 دولة مختلفة. كما يتضمن المهرجان ندوات وحلقات حوارية تعزز التفاعل والتبادل الفكري بين الحضور. ويختتم المهرجان في 19 نيسان (أبريل) بحفل توزيع الجوائز، حيث سيقوم أعضاء لجان التحكيم، التي تترأسها الممثلة اللبنانية كارمن لبّس، بتقديم الجوائز للأفلام المتميزة. وتتألف لجان التحكيم من 18 عضوًا من كبار صنّاع السينما والممثلين والفنّانين، حيث يتم توزيعهم على لجان خاصة بكل فئة من الأفلام المشاركة، بهدف تكريم التميز والإبداع في عالم السينما. يجدر بالذكر أن هذا الحدث يجذب سنويًا نخبة من رواد السينما والفن، الذين يجتمعون للاحتفال بتميز وإبداع النساء في عالم السينما. ويلعب المهرجان دورًا محوريًا في تعزيز دور المرأة في صناعة السينما، حيث يتم تكريم إسهاماتهن المتميزة وتسليط الضوء على دور المرأة القيادي والريادي في المجتمع.