كتب ـ نبيل شرف الدين :
في وقت يبدأ فيه يوم غدٍ الجمعة البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية جولة رعوية في محافظات صعيد مصر، تشمل محافظتي قنا وسوهاج ومدينة الأقصر، تنطلق في مدينة شيكاغو الأميركية فعاليات quot;المؤتمر الدولي القبطيquot;، الذي ينظمه التجمع القبطي بالولايات المتحدة، برئاسة رجل الأعمال والناشط كميل حليم، ومشاركة حشد من المهتمين بالمسألة القبطية، وممثلي وسائل الإعلام المصرية والدولية .
وفي اتصال هاتفي مع كميل حليم بمقر إقامته بمدينة شيكاغو الأميركية، قال لـ quot;إيلافquot; إن اثنين من نواب الكونغرس الأميركي سوف يشاركان في فعاليات المؤتمر، التي تتواصل على مدى يومي الجمعة والسبت، 19، 20 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي .
ولفت حليم إلى أن هذا المؤتمر هو الخامس من نوعه في سلسلة المؤتمرات القبطية التي بدأها الناشط القبطي الشهير عدلي أبادير في سويسرا والولايات المتحدة، وأن هذا المؤتمر يستهدف مناقشة السبل المختلفة لتفعيل وتحديث الحركة القبطية وفق معالجة جديدة للواقع والآليات المتاحة.
ومضى حليم قائلاً عبر الهاتف، إن أجندة المؤتمر تركز على أربعة محاور رئيسة هي:
1- التأكيد على خيار الوحدة الوطنية كأداة وهدف في آن واحد .
2- نقل الحركة القبطية إلى القاعدة الجماهيرية العريضة بعد أن ظلت لسنوات طويلة مقصورة على النخبة
3- التأكيد على الإنجازات والإسهامات العديدة والتأثيرات الفعالة للأقباط عبر التاريخ المصري الممتد .
4- مناقشة الوضع الراهن لأحوال الأقباط في مصر، والبحث عن السبل المتاحة للتعامل مع القوى المؤثرة على الساحة .
الصعيد وشيكاغو
وفي اليوم نفسه الذي تنطلق فيه فعاليات المؤتمر القبطي بمدينة شيكاغو الأميركية، يعقد البابا شنودة الثالث مؤتمرًا شعبيًا في quot;دير القديسينquot; بمدينة الأقصر جنوب مصر، ويستأنف أنشطته يوم السبت حيث يتفقد أعمال الترميم بكنيسة quot;الأم دولاجيquot; بمدينة إسنا بقنا، أما يوم الأحد فمن المقرر أن يفتتح مشروع تجديد دير quot;الأنبا شنودةquot; بسوهاج ليختتم بذلك زيارته إلى صعيد مصر، التي ينتظر أن تشهد استقبالاً شعبيًا حافلاً .
وعاد بطريرك الكنيسة القبطية مؤخرًا من الولايات المتحدة في ختام زيارة استمرت ثلاثة أسابيع، أجرى خلالها فحوصًا طبية، وبدا البابا لدى عودته بصحة جيدة، وسط أحاديث خرجت إلى العلن ووسائل الإعلام أثناء مرضه، عمن سيخلف البابا شنودة الثالث على كرسي quot;مارمرقسquot; الرسول للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إحدى أقدم كنائس العالم، والتي يشكل أتباعها أغلبية ساحقة بين مسيحيي مصر والشرق الأوسط .
ومن صعيد مصر إلى مدينة شيكاغو في ولاية quot;إلينويquot; الأميركية، حيث تنطلق فعاليات المؤتمر القبطي الخامس الذي ينظمه quot;التجمع القبطى الأميركيquot;، وهو ـ كما ورد بتعريفه في موقع التجمع ـ منظمة غير هادفة الى الربح تعمل على ترويج ونشر وتدعيم وحماية حقوق الأنسان والدفاع الحريات الدينية في مصرquot;
حملات تشهير
وبينما تجاهلت الصحف الحكومية هذا المؤتمر تمامًا، ولم تتطرق إليه من قريب ولا من بعيد، فقد شنت صحف محلية مصرية حملة حادة للمؤتمر القبطي، وينظم عدد من الأحزاب الصغيرة مؤتمرًا لمهاجمة المؤتمر، ووصل الأمر أحياناً إلى حد التراشق بالتصريحات والملاسنات، كما اتهم أحد رؤساء تلك الأحزاب الصغيرة منظمي المؤتمر وأقباط المهجر، الذين يربو عددهم على عدة ملايين، بأنهم quot;عملاء ومتآمرونquot; وأنهم يسعون إلى ما أسماه quot;النيل من رموز مصر ووحدتها الوطنيةquot;، حسب تعبيره
وفي هذا الإطار أقام كميل حليم، رئيس التجمع القبطي الأميركي، عدة دعاوى قضائية ضد صحافيين اتهمهم بنشر أخبار كاذبة عن quot;خطة لأقباط المهجر تهدف إلى تنصير المسلمين والإساءة إلى الإسلامquot;، وقال حليم في تصريحات خاصة عبر الهاتف لـ (إيلاف) إن ما نشرته تلك الصحف يشكل جرائم نشر أخبار كاذبة والسب والقذف، معرباً عن اعتقاده بأن هناك أطرافاً متنفذة في السلطة تدفع بهؤلاء للنيل من وطنية أقباط المهجر، الذين وصفهم حليم بأنهم مصريون حتى النخاع، ولا يقبلون مزايدات من أحد على وطنيتهم وحبهم لبلدهم الأم مصر، وأكد أنه يعتزم ملاحقة كل من يسعى لنشر معلومات مغلوطة قضائيًا.
واختتم حليم تصريحاته قائلاً : quot;إن هذه الحملة العدوانية التي تشنها بعض الصحف التي تدور في فلك النظام، وبعض الكيانات الحزبية التي لا يسمع بها أحد داخل مصر ولا خارجها، إنما تأتي في إطار حملة تشهير منظمة، لممارسة الإرهاب الفكري على فعاليات المؤتمر والمشاركين فيه، وتشويه سمعة أقباط المهجر، والتشويش على المطالب المشروعة للأقباطquot;، على حد قوله.
التعليقات