تجمعهما المعاناة وراء القضبان... والعلوم العليا
عارف دليلة وسمير القنطار وإشارة النصر
إيلي الحاج من بيروت: لا شيء يجمع بين مشهد المحرّرين عارف دليلة وسمير القنطار سوى إشارة النصر التي رفعها كل منهما خارجاً من سجنه الممتد زمنياً إلى الهواء الطلق.لا شيء لأن حاشا المقارنة بين سجن العدو وسجن الوطن أو الشقيق في العروبة. لا شيء وإن كانا خرجا في فترة متقاربة خصوصاً أنهما لم يلتقيا عند نقطة واحدة لا في أسباب سجنهما ولا حريتهما. عارف دليلة كان مثقفاً ساهم في ما عرف بquot; ربيع دمشق quot; ، دكتوراً في الإقتصاد وعميداً لكلية الإقتصاد والتجارة في دمشق وخرج بعفو رئاسي الخميس من سجنه الإنفرادي حيث أمضى سبع سنوات مداناً بتهمة quot; التحريض على العصيان المسلح quot; معانياً في ظروف صحية بالغة السوء بعدما أصيب بخثرة دماغية . بشق النفس رفع الرجل إشارة النصر خارجاً من وراء القضبان قبل انقضاء مدة حكمه بثلاث سنوات شفعت له فيها انهياراته الصحية، وغياب العناية الطبية اللازمة لحالته في الجناح السياسي لسجن عدرا وهو السجن المركزي في دمشق.
أما القنطار الذي أمضى في سجون إسرائيل نحو ثلاثين عاماً ، فخرج إلى النور في صفقة مبادلة الأسرى الأحياء والرفات والجثامين بين إسرائيل وquot;حزب اللهquot; في 15 من الشهر الماضي ، قوي البنية مشرقا ً، مصارعاً في سبيل عقيدته التي تحوّل إليها إسلامياً متشددا ، بعدما كان بدأ رحلة عذابه في المعتقلات الإسرائيلية، دخلها أسيراً مراهقاً مقاتلاً في quot;جبهة التحرير الفلسطينيةquot; لم يتجاوز التعليم التكميلي وخرج مثقفاً حاملاً شهادات عليا في الأدب والسياسة والإجتماع ، عارفاً العبرية والعدو جيداً. وفي المقابلة التي أجرتها معه الصحافية حين كوتس-بار لصحيفة quot;معاريفquot; باللغة العبرية قال القنطار إن محاميه نقل إليه اقتراحا ليرشح نفسه لعضوية البرلمان اللبناني عام 2005، واليوم تسري تكهنات قوية في لبنان بأنه قد يترشح فعلاً على لائحة تحالف quot; حزب الله quot; والجنرال ميشال عون . صحيح إنه أمضى خلف القضبان في إسرائيل ثلاثة عقود، لكنه على ما قال كان يتابع الشاردة والواردة في لبنان عبر الإذاعات ومحطات التلفزة.
يستطيع الدكتور القنطار أن يتابع حياته كأنه لم يغادر بيته في قريته عبيه. ومستقبله أمامه.
يستطيع الدكتور دليله أن يتابع حياته، ما تبقى منها بالأحرى، زمنياً ومعنوياً.
غير ذلك لا شيء يجمع بينهما.
التعليقات