دمشق لم تعد واحة إستقرار أمني بين بيروت وبغداد
سوريا في عين عاصفة الإرهاب
تابع التفاصيل الكاملة
إيلي الحاج من بيروت: بدت سوريا في عين عاصفة الإرهاب مع وقوع التفجير الإرهابي في دمشق صباح السبت. وكانت مؤشرات متلاحقة بيّنت أن عاصفة الدم تقترب من تلك البلاد التي لطالما عرفت بإستتباب الأمن فيها إلى حد بعيد، وإن بطرق الإستبداد الأمني، وهذه كانت إحدى نقاط قوة النظام السوري الذي كانت تفضله غالبية شعبه والأرجح لا تزال على مشاهد الرعب الذي تعيشه بغداد وسائر مدن العراق والذي سبقتها إليه بيروت وبقية مدن لبنان وأنحائه. بين بغداد وبيروت كانت دمشق واحة للأمن وليس للحرية والديمقراطية، وكان هاجس الامن يغطي ويبرر لمن يريد أن يخفف من وطأة الكلفة أشد الضربات لأحلام الديمقراطية التي انكفأت حتى الموات مع ربيع دمشق الذي لم يزهر وانطفأ في السجون.
في زيارته الأولى لدمشق بعد انتخابه ، سأل الرئيس اللبناني ميشال سليمان نظيره السوري بشار الأسد، على ما تسرب من اللقاء، عمن قتل في طرطوس العميد محمد سليمان، مستشار الرئيس السوري والمسؤول الامني لمركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا، والذي كان يشارك في تحقيقات وكالة الطاقة الذرية في الموضوع النووي السوري ، على ما أعلن مدير الوكالة محمد البرادعي قبل ثلاثة أيام؟ وأجاب الأسد سليمان: quot;هذه الجريمة من صنع الإرهابيين الذين يتحركون عندكم في لبنانquot;.
كانت دمشق تتحسس إقتراب الخطر، خصوصًا بعدما اغتيل في أحد أمكنتها الأكثر أمانًا على ما يفترض القائد العسكري والأمني في quot;حزب اللهquot; عماد مغنية. في تلك الحقبة صعب على كثيرين التصديق إن الأمن السوري يمكن أن يكون مليئاً بالثغر، ومشظى إلى هذا الحد. ولكن مع انفجار دمشق صباح السبت قد يكون على هؤلاء أن يعيدوا تقدير الموقف. فليس متاحاً كل مرة ترف إتهام النظام السوري بأنه يقتل نفسه، حتى لو كان النظام اكتفى بعد أيام على اغتيال العميد سليمان بذكر عبارة في إعلامه عن لسان المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس الأسد بثينة شعبان التي تحدثت عن quot;جريمة القتلquot;. فقد يكون أن النظام السوري الذي ينأى بنفسه عن الإعلام عندما يتعلق الأمر بالأمن لا يزال يتصرف كما كان يفعل في السبعينات والثمانينات.
لم تكشف السلطات السورية حتى اليوم من قتل مغنية مع أنها وعدت بنشر الحقائق فور وقوع الجريمة ، ولا كشفت من قتل العميد سليمان، وميدانيًا لم تفعل سوى تكثيف عسكرها على حدود لبنان الشمالية ، مما يوحي أنها فعلاً تستشعر خطرًا من تنظيمات أصولية تتحرك هناك ، ولكن ماذا عن الحدود الطويل مع العراق التي لطالما قال قالر الرئيس السوري إن ضبطها صعب جدا في معرض الإجابات عن المطالبات الغربية والأميركية خصوصًا بالحؤول دون انتقال quot;الجهاديينquot; عبر أراضي سوريا إلى العراق. هل سلك quot;الجهاديونquot; هذه المرة الطريق عكس السير السابق؟ وبأوامر من؟ وما هو مضمون الرسالة؟
على من يتبع هذا الملف أن يتوخى أقصى الحذر ، فما يقال كثير وإمكانات التأكد ضئيلة. على سبيل المثال يقال في بيروت إن انفجار دمشق استهدف شخصية أمنية عالية المستوى، وإن المنفذ إنتحاري عراقي، وإن هذه الجريمة جاءت ردًا على ضغوط يقوم بها النظام السوري على تنظيم quot;القاعدة quot; تجاوبًا مع طلبات أميركا. في ظل نظام مثل النظام السوري من يمكنه أن يعرف الصح من الدسّ؟
التعليقات