حوار مع الأديب السوداني امير حمدquot;:
هالتني الحقائق التاريخية بان العرب كانوا جالية قوية وضخمة ولها تاثير ونفوذ كبير في برلين مقارنة باليوم
بدأت احاضر عن عروبتي وعن الاسلام وعن الحقيقة في المنابر الغربية
عبير حميد مناجد من برلين: هو شاعر وقاص من مواليد مدينة( واو) في جنوب السودان حاصل على بكلوريوس اللغة العربية من كلية الاداب جامعة بيروت 86/90 وعلى دبلوم اللغة الالمانية من معهد Frakkforter Miedeainstitut am Main له عدة مجموعات قصصية نشرتها له مجلة (ادب ونقد) في القاهرة وتضم 5 قصص كما اصدر عدة مجموعات شعرية وله قيد الطبع رواية بعنوان (مذكرات نزيل مصحة) وعمل في مجال حقوق الانسان في برلين 2000ـ2003 اضافة الى المقالات والدراسات والترجمات المهمة التي قام بها خاصة ترجمته لكراس السيدة ( باربرا يون) مديرة مكتب الاجانب في برلين قبل عامين وحمل عنوان quot;العرب في برلين منذ عام 900 م حتى الانquot; خاصة وان ( فراو يون)معروفة لدى الجالية العربية في المانيا بانها المسؤولة الرسمية عن شؤون الاجانب وبانها مهتمة ومتعاطفة مع قضاياهم العربية والقومية التقيته في المعهد الثقافي العربي في برلين حيث تسلم عمله منذ فترة وجيزة وكان منكبا على الكتابة والاشعار والقصص والدراسات تحيط به من كل جانب فسالته؟ ماهو ابرز ما خرجت به من ترجمتك للكتاب ولماذا اخترته؟
-انا اعرف (باربرا)شخصيا وكنت معجبا بتعاطفها وتفهمها لقضايا الجالية العربية الانسانية والقومية وكنت حين اصدرت كتابها(العرلاب في برلين منذ عام 900 م وحتى الان) اعمل في منظمة حقوق الانسان للفترة من عام 2000 وحتى 2003 واخترت ترجمة الكتاب طوعا بعد ان قراته بالالمانية واعجبت به جدا وهالتني الحقائق التاريخية التي نشرت عن وجود العرب كجالية في المانيا ولفت نظري انه من كان يدري بان للعرب وجودا في برلين منذ العام 900 م وايضا ان العرب في برلين قديما كانوا جالية قوية وضخمة ومنظمة ولها نفوذ كبير جدا مقارنة باليوم اضافة الى الصور السلبية التي تضمنها الكتاب عن العرب والتي عكسها الالمان خلال عهد النازية وقبلها في زمن الرحلات حين كانوا يعرضون في اقفاص لكي يشاهدهم الجمهور باعتبارهم نوع ولون غريب من البشر فكانت هناك مثل هذه الصور السلبية بمقارنة الصور الايجابية الاخرى التي ضمت معلومات ووثائق مهمة عن تاريخ الجالية العربية في برلين وسطوتها ونفوذها طيلة العهود السابقة واسباب تدهورها وبأمكان القاريء ان يطلع على الكتاب مترجما للاستفادة والاطلاع على الدراسات التي نشرتها عنه في صحيفة القدس العربي ومجلة الدليل ومجلة الديمقراطية.
* ماهي القضية التي شغلتك في مجمل كتاباتك سواءا الشعر او القصة والرواية والمقال؟
- عناوين واهتمامات مختلفة وكتبت في كل المجالات وعندي بحث وكتاب هو مقدمة لدراسة(الماجستيرـالدكتوراه) بعنوان(الذاكرة والمكان) وهي مداخلة وبحث لعملين ادبيين (موسم الهجرة الى الشمال)للاديب العالمي الطيب الصالح و(البحث عن الزمن المفقود) لاميل بروست اضافة الى ذلك وردا على سؤالك فيما يخص المقالات والدراسات والترجمات وعروض الكتب اتناول العديد من الموضوعات (مثل ألأنسجام)و(جسر التواصل) بين الشرق والغرب لعكس الحضارة الغربية للشرق والشرقية للغرب اضافة الى الاهتمام الادبي القائم في المدارس الغربية حتى الان.
* هجرتك الى المانيا ومتابعة نتاجك الادبي والثقافي فيها مصادفة ام تعمدت ان تخاطب المثقف الغربي من برلين؟
- انا من السودان والمجتمع السوداني لا اسميه مغلقا وانما مجتمعا محافظا والاديب بطبعه لا منتمي وصوته دائما يعلو على صوت المجموعة ويضيق عليه الفضاء الى حد ما في المجتمعات المحافظة على صعيد المجتمع وعلى صعيد الدولة فكان بالنسبة لي ولكي يصل صوتي احتجت الى حيز كبير جدا ولم احس بوجودي في ذلك الوقت بالسودان.
* مع ان النظرة الماخوذة عن السودان انه مجتمع مثقف؟
- هذا صحيح انا كنت ارغب في دراسة الادب منذ نعومة اظفاري لكن شاءت الظروف ان اتجه في دراستي الى المجال العلمي ولا ادري لماذا مع ان نتائجي في العلمي كانت مشرفة على الدوام لكن كان في داخلي ميول ادبية لم استطع ان احققها في السودان لان ذلك كان سيمثل خروجا على سلطة العائلة فقررت من ضمن الاسباب الاتجاه الى الخارج اضافة الى ذلك (حرية الراي) لذا سافرت اولا الى لبنان وانهيت دراستي فيه ثم توجهت الى المانيا
* كيف تقيم تجربتك في لبنان على ضؤ المقولة الشهيرة التي تقول ان الكتاب يكتب في مصر ويطبع في لبنان ويقرأ في العراق؟
- (بابتسامة يجيب) يقرأ ايضا في السودان ولبنان كان مرحلة واجبة لدراستي البكلوريوس والشعب اللبناني شعب طيب ومثقف وكانت تجربة ناجحة وبعد ذلك اتجهت الى الغرب الى المانيا ومنها بدات اتفرغ للنثر وللكتابة وعملت بين عامي2000الى 2003 في منظمة حقوق الانسان هنا في المانيا.
* وماهي اهم الامور التي تناولتها في مجال حقوق الانسان؟
- طبعا الاندماج بين الجالية العربية والمجتمع الغربي اضافة الى البرامج الثقافية وقبلها كنت استاذا جامعيا للغة العربية في الجمعية العربية الالمانية في برلين وبعد ذلك عملت لمدة سنة واحدة في مؤسسة G.S.V شركة المستوطنات السكنية كموظف اجتماعي وثقافي ولخلق الاندماج والان في المعهد الثقافي العربي
* لماذا المعهد الثقافي العربي وما هي طبيعة عملك فيه؟
- بدأت لتوي لكن مع خبرتي السابقة حيث اني بدات مع المعهد واخترت العمل فيه طوعيا لانه سبق وقدمت لي دعوات واستضافات عدة من قبله وقدمت دراستي في مجلة المعهد الخاصة (حوارات) في عدديها الاول والثاني واعرف انه معهدا مهما وهو احد المراكز الفعالة في بلدية مدينة كرويز بيرك وانا حريص على فعالية هذا المعهد ولاقدم له خبرتي خاصة وان غالبية الموظفين فيه من الجالية العربية المثقفة والاكاديمية وسأواصل نشاطي فيه وفي اصدار مجلة حوارات واقامة الفعاليات الثقافية فيما يخص الاندماج بين الاجانب والالمان
* شهدت الرواية العربية خاصة في العشرين سنة الماضية فتورا من قبل القارئ العربي عكس ازدهارها فترة الستينات والسبعينات و حتى منتصف الثمانينات فكيف ستستميله لمتابعة اعمالك الادبية؟
- بالنثر وباستفادتي من سبق الغرب في مجال الكتابات النثرية والرواية والقصة وانا اعفقد ان تجربتي في الكتابة هي تجربة قامت على اساس ان الشرق هو اصل الشعر ومنبت الرواية اي كنت اعتقد هذا ولكن حين خرجت الى الغرب وجدت ان عالم الانفتاح هو اوسع واكبر بدليل ان الغرب له الباع الطويل والشرفي اذا جاز التعبير في مجال الكتابات النثرية والروائية والقصص وان الغرب هو اصل النثر ومع ان السائد بين الناس ان النثر ولد من رحم العراق في كتابات نازك الملائكة وشعر السياب الا ان المقصود هنا هو النثر الادبي وليس النثر الشعري لان الاول فيه متسعا للتعبير عن رأي الكاتب لان الشعر فيه قيود وهو منضبط وانعكاسي اي ان بدايات النثر الشعري ولدت في الحضارة العربية لكن النثر في الرواية والاقصوصة ولد في الغرب وهذه حقيقة لا يمكن انكارها ومن عمالقة النثر في الرواية الغربية على سبيل المثال (اميل بروست)و(تشارلز ديكنز) وفي الشرق وليس لاني سوداني لم يقابلني انتاج اعظم من انتاج (الطيب الصالح) في(موسم الهجرة الى الشمال) وهناك الكتاب الذين احبهم واقرأ لهم مثل (سهيل ادريس)و(محمد خضير) من العراق وهم اسماء لامعة ولهم انتاجهم الثر الذي لعب دورا على انتاجي في بداياتي الكتابية فانا بدأت فعلا في الشعر العامودي ونظمت فيه الكثير من القصائد بذلك الوقت ثم تركته الى النثر.
* هل يمكن ان يترك المرء الشعر ام انه كالنبع ينبع من الداخل؟
- لا لا يمكن تركه وغالبا ما ياخذني الحنين اليه وحتى لو تركته لن يتركني ولكن مع النثر احسست ان هناك صراعا في داخلي بيني وبين ذاتي وبيني وبين المجتمع لايمكن ان افصح عنه بالضرورة في نطاق الشعر فقط لان النثر له كما ذكرت سابقا متسعا للمخاطبة وشعرت ان هناك بالنسبة لأي مثقف واديب بالضرورة ان يعكس صوته بكل امكانياته هناك صراع حاد يمكن ان يعبر عنه بالمقالات والدراسات وبالترجمات فوق كل شئ وهذا جعلني اتجاوز هذه المرحلة ولا استطيع ان اسمي نفسي شاعرا بحتا ولكن اذا سمحت لي انا اميل الى الكتابة الموسوعية لان الكاتب الحق يجب ان يتناول كل الاختصاصات والمجالات الادبية
* بعد ان نشرت مجموعتك الشعرية والقصصية الاولى في القاهرة كيف وجدت استجابة النقاد والنخبة عنها؟
- نشرتها في القاهرة في مجلة ( ادب ونقد) ونشرتها في السودان في مجلة (كتابات) التي يصدرها مركز الدراسات والبحوث السودانية وولدت انطباعا واستجابة جيدة وسريعة وملفتة للنظر واذكر ان اخر قصة بعثتها الى مجلة (ادب ونقد) مدحت كثرا من قبل الاستاذة الدكتورة فريدة النقاش وعن اعمالي التي شملت دراسات ومقالات وقصص ومجموعات شعرية كتب عنها الكثير من الكتاب والنقاد مثلا في السودان قال عنها الاستاذ محجوب كبلو كلاما طيبا جدا ومن الكتاب العراقيين البارزين هنا في برلين كتب عني الاستاذ صبري هاشم اضافة الى انني لم اسعى الى تكوين مجموعة متكاملة او نشر واضح بحيث تسلط الاضواء علي كانت كتابات متفرقة اخترتها ونشرتها وانا بصدد نشر كل اعمالي في كتب واظن انني حتى الان لم اصدر مطبوعا او كتابا حتى يتعرض له النقاد بدقة اكبر.
* هناك سؤال تقليدي يطرح على معظم الكتاب والادباء في مشوارهم الادبي وهو هل تاثرت بمدرسة محددة كأن نقول بنجيب محفوظ مثلا في مجال الرواية او احسان عبد القدوس او شكسبير او برواد النثر مثل اميل بروست؟
- انا ولكي اقيم السؤال هل تقصدين بشكل عام ام في مجال الكتابة النثرية انا شخصيا لا اضع اي كاتب مقياسا لي ولكن هناك اعمال جميلة تمس دواخل الانسان بالذات الاعمال التي تضئ الماضي لان طفولتي كانت جميلة وذكرياتي عنها اجمل هذا لا يعني ان يتقيد الكاتب بمدرسة معينة لان هناك اعمال جديدة وجميلة جدا متداخلة
حتى مدرسة الواقعية الاشتراكية لنجيب محفوظ لم تنشأ من فراغ وكان قد سبقها كتاب اسسوا لها وهذه حلقة تداخل من الصعب ان نحدد من تأثر بمن لان هذه المدارس بحد ذاتها وليدة مدارس اخرى
* ولكن الكاتب يولد وفي ذهنه ميول ما ويحس انه سينتمي لهذه المدرسة او ذاك التيار ام كيف وجدت الامر؟
- قد يكون هذا بحكم ما بعد ان يكتب وليس قبل ان يكتب اي انه لا يختار كيف يحب او يجب ان يكتب لكن بعد ان يكتب يمكن ان يتولد حبه لقرارات معينة لان نتاجه الادبي او افكاره قريبة من تيار ما او فكر او مدرسة وهكذا وانا اميل اذا سمحت الى( المدرسة السريالية) مثلا احب من الشعراء السورياليين جون بيرت هارفر ومن الشعراء العرب الذين يميلون الى السوريالية الى حد ما محمد الماغوط ولكن كما قلت انا لااضع حدا لتاثير ما واترك لنفسي متسعا من القراءات والاطلاع.
*انك تحب ان تجرب كل المشارب؟
- هذه بالضبط الكلمة التي تعبر عن ما ابحث عنه جميع المشارب الادبية احب ان اطلع عليها واجربها لانني بدأت شاعرا فوجدت نفسي اقص ثم اكتب الرواية ووجدتني مترجما جيدا وكاتب مقالة.
*هل يمكن ان يوزع الأديب او المهتم بالأدب اهتمامه على كل هذه المجالات؟ اليس الاجدى ان يوجه همه في مجال واحد ويبرز فيه؟
هذه ملاحظة مهمة يجب ان يجد الانسان لونه الخاص وهذه هي نتيجة وخلاصة البحث في كل المجالات وانا اعتقد ان كل الأدباء والكتاب حتى الراحل نجيب محفوظ قبل ان يختار الرواية ذكر بانه من الصعب ان يصف نفسه بأنه روائي لأنه الى الأن بداخله شواغر كثيرة لكنه انجرف الى هذا التيار واعتقد ان للكاتب لونه الخاص سواءا كان شاعرا او قاصا او روائيا لكن هذا لايمنع من ان يكون كاتبا وقاصا وناقدا وروائيا لان الأدب لايكون حكرا على لون ادبي واحد
* لو تنصح اي قارئ يحب التعرف عليك وبماذا تفكر اي قصة تقدمها له؟
- قصة (محطة القطار المهجورة) التي صدرت مؤخرا عن مجلة (ادب ونقد) في القاهرة باشراف الدكتورة فريدة النقاش وهذه القصة تمثل لي معالجة بين الماضي والحاضر وان كان اغلب النقد الموجه لي هو انني اتوقف كثيرا عند الماضي ربما لان طفولتي كانت سعيدة اضافة الى مايخص الشعر كتبت ونشرت في دور النشر الالمانية مثلHause der Kultur in der Welt منتديات المانية ثقافية ذات مستوى عال هذه القصائد نقلتها بالالمانية ووجدت قبولا ولكن اود الان ان اخاطب الجمهور الالماني بحكم وجودي في المانيا وهذا هو احد الاسباب التي دعتني الى تقديم اعمالي الى ناقد الماني هو (كول مارتن) لانني احاول ان اجمع هذه النصوص الشعرية في مجموعة واحدة واقدمها مترجمة ومطبوعة الى الجمهور الالماني وقد عرض علي هذا الامر فعلا مما دعاني الى اعادة التفكير في الموضوع كما الفت بعض القصائد باللغة الالمانية فيما ترجمت بعضها الاخر من العربية الى الالمانية وهذا نوع جديد من الادب بالنسبة لي جعلني افكر تفكيرين مختلفين لاني حين اكتب قصيدة بالالمانية غيره حين اترجمها من العربية حينها اكون انسانا اخر وهذا ما وجدتني حين نظمت الشعر بالالمانية
*وايهما (احلى)؟
- بالنسبة إلي حين اكتب بالالمانية احلى واجل من ان اترجم الشعر الذي كتبته بالعربية اما المنقول من العربية هو ايضا عالم جميل وغريب بالنسبة لي كذلك له حلاوته.
* ربما انعكس الامر قليلا ووجدنا ادباء وكتاب وشعراء يختارون جمهورا من المثقفين والطلبة الجامعيين فيعرفوا بانفسهم ولا ينتظروا حتى يشتروا اعمالهم ليتعرفوا اليهم فكيف تقيم هذه التجربة الادبية؟
- انا طبعا حاضرت في(الجامعة التقنية) هنا وان اختار المنابر لكي اقدم نفسي انا اعتبر هذا نوعا من تسويق الكاتب لنفسه وليس عليه غبار السؤال المطروح هو هل وصل الكاتب فعلا الى هذه المحنة بحيث يطرح نفسه للتسويق؟
*ولماذا نفكر هكذا ولا نفكر انه يسعى لاستعادة القراء الى قراءة الجيد واالثر من الادب؟
- اعتقد ان المشكلة هي ان قارئ الشعر وقارئ الادب اصلا هو قارئ نخبوي وهو يبحث اردت ام لم ارد عني وانا ابحث عنه ولكن هذه نقطة مهمة فعلا ان اخلق لنفسي فرصة اللقاء بشرائح مختلفة وجديدة من الشعراء كمثل (صالونات ادبية) من قبيل التعارف مع ان ما نشرته من اعمال حتى الان كان على مستوى واسع في الوطن العربي وهو ما عاد لي باصوات وشهرة لا بأس بها وانا اليوم وللاسف ليس همي الشاغل هو تعريف نفسي للقراء وذواقة الادب والنقاد سوى ان عندي( رسالة) اريد ان اوصلها لمن يهمه ويعنيه امرها وهناك هموم اخرى تجعلني انصرف اليها ومنها هويتي كأديب عربي ومسلم وكيف لي ان اقدم هويتي هذه من خلال عملي.
*وكيف قدمت نفسك ككاتب وشاعر عربي ومسلم للجمهور الالماني؟
- كنت قد بدات كتاباتي في مجلة الدليل منذ عام 2004 من نصوص شعرية ودراسات كما اخترت الدراسات التي نشرت في مجلات ثقافية في دولة البحرين وجدت نفسي اخاطب الجمهور الالماني ليس من خلال الادب وانما تحليل نفسية الغرب وافكاره عن الشرق كونه شرقا ارهابيا ومتطرفا وهذه القضية صرفتني قرابة العامين عن الكتابة الشعرية والادبية اي كتابتي للدراسات والمقالات ومشاركتي في الحوارات الثقافية مع الغرب وهذا ما وجدته في هذا الوقت وحاليا فعالا اكثر من الشعر.
*خاصة بعد احداث 11 سبتمبر والهجوم على الاسلام عموما والعرب خاصة فهل كانت هويتك هذه تائهة منك قبل هذا الوقت؟
- نعم كانت تائهة ولكن ليست تائهة بهذا المعنى وهذه القوة ولكن حينما اتيت للغرب وجدت نفسي كعربي ومسلم (متهما) فسألت نفسي هل هم على حق في نظرتهم تلك عن العرب والاسلام؟ وبحثت خلالها مخلصا مع ذاتي وهويتي ودراساتي ووجدت انهم على خطأ وان العرب والمسلمين ليسوا ارهابيين كما ينظر اليهم فبدأت احاضر عن عروبتي وعن الاسلام ووجدت الحقيقة في المنابر الغربية وكان هذا هو الجسر في الحوار للالتقاء بين الحضارتين الشرقية والغربية وبين الثقافتين وهذا وما صرفت عليه جهدي ووقتي قرابة العامين.
*وهل نجحت مساعيك حتى الان؟
-اعتقد انني اوصلت عملي بشكل ايجابي ونجحت فيما سعيت اليه من خلال ما تم نشره في مجلة الدليل وفي اللقاءات الثقافية والمحاضرات كانت ردود الفعل ايجابية بمجملها وحتى من قبل مديرة مكتب الاجانب من حزب S.P.D (الفراو باربرا يون) التي اشادت بترجمتي لكتابها الذي اصدرته قبل عامين بعنوان ( العرب في برلين منذ عام 900 م وحتى الان) وبنشاطي في تقريب وجهات النظر بين الثقافتين العربية والغربية اضافة الى الدعوات التي اتلقاها من قبل الاستاذ هارون الصويص رئيس اذاعة (المولتي كولتي) الثقافات المتعددة والذي ساعد يون في الكتاب ودعوة من اذاعة برلين الحرة (الدويتشه فيلا).
*بعد مشوار ادبي امتد لاكثر من عشرين عاما في الشعر وفي الرواية وفي الترجمة والكتابة الى ماذا تطمح؟
- اطمح ان اجد هويتي الشخصية وانا في بحث دائم عنها ولكن اعتقد انني شاعر علما انني توقفت عن الشعر منذ مدة واخر ما كتبت قصيدة اسمها (سمراء) هي مزاولة بين العمودي والحديث اهدي quot;ايلافquot; بعضا من ابياتها:
سمراء ياعرس الحرائر ياجنة مطلولة فوح الورود
واصداء المزاهر يا كلمة مجهولة في وحي شاعر
يا اهة صوفية أوهت عتي الصمت في صم الدياجر
سمراء اشتط المدار واناخت كالحصار ازمنة البوار
في غربة حيث الفتى سيد على اقداره
مازلت اذكر الاسمار تلك حديثك يالق الخرافة
اترى مازلت ابرؤ من عرائس الاطفال في حلم الصغار؟
ولم تدعي التحدي بالجمال........
*ماهي اخر نتاجاتك الادبية وماذا يشغلك؟
- اترجم اختيارات مقصودة بعناية من نتاجاتي الشعرية والقصصية والروائية لترجمتها للالمانية ومركزة لانني بصدد تقديم نفسي للجمهور الالماني وانا منقطع عن الكتابة حاليا لكي اراجع الاعمال التي كتبتها وايضا لانشغالي بمجلة الدليل التي تصدر عن المعهد الثقافي العربي في برلين.
التعليقات