تحدثت عن رحلة عام مكلّلة بالعذابات والأمل
مي شدياق: سأصفع من حاول اغتيالي ولن أغفر
ريما زهار من بيروت: في عينيّ مي شدياق، الاعلامية المتألقة التي انتصرت على الموت بفعل ارادتها القوية، الكثير من الكلام والمعاني، لا يبدأ بفعل الايمان الذي يرافقها في جميع اجوبتها ولا ينتهي بتلك القوة التي تنبعث منها فتزيدك قوة على قوة.
بكثير من الهدوء النفسي والمعنوي جلست مي شدياق تحدثني عن العام الذي مر عليها بعد محاولة اغتيالها العام الماضي، مرحلة كانت مكللة بعذابات كثيرة وامل اكبر، تسلحت مي خلالها بفعل ايمان كبير بالله واخذت من تجربتها الكثير من العبر والمعاني جعلتها دائمًا تنظر الى نصف الكوب الملآن وليس الفارغ.
عن ترشحها عن المقعد الماروني تحدثت، كما عن اختيار ايلاف لها كاعلامية العام 2005 وعندما سألتها اذا تواجدت وجهًا لوجه امام من حاول اغتيالك منذ عام اجابتني بكل عزم وقوة ساصفعه عن كل شهداء لبنان واسلمه الى العدالة ولن اغفر له.
وفيما يلي نص الحوار معها
* مضى عام على محاولة اغتيالك في 25 ايلول/سبتمبر الماضي، ما هي العبر او التحولات التي رافقتك خلال هذا العام؟
- العبر التي رافقتني كثيرة ومنها من له عمر لا تقتله شدة، والعبرة الاساسية هي على الانسان ان يتسلح بالقوة الداخلية والايمان كي يتغلب على اي مصاعب، والحياة تستحق ويجب النظر الى نصف الكوب الملآن وليس الفارغ.
* هل تعتبرين نفسك بعد هذه الجريمة اقوى من قبل؟
- اقوى بمعنى انني متسلحة بايماني وجريئة اكثر من قبل وصريحة بالمستوى نفسه لانني كنت طوال حياتي صريحة وصريحة جدًا وهذا ما جعلني ادفع الثمن غاليًا، ولكن هناك نوع من السكينة والاستقرار الداخلي الذي زاد بفعل الصدمة ولم ينقص.
عذابات وامل
* مرحلة سنة ربما كانت مكللة بعذابات كثيرة وامل اكبر، اين تقف مي شدياق اليوم امام هذه التجربة الاليمة؟
- تجربة صعبة جدًا، وخضعت ل26 عملية جراحية و23 مرة خضعت لبنج عمومي، لم تكن الامور سهلة لكنني تسلحت بالايمان وبالقوة الذاتية التي بالطبع استمدتها من العطف الذي لقيته من امي وشقيقاتي واولادهما، كنت محاطة دائمًا بالاصدقاء، وهذا ساعدني كثيرًا، والله موجود.
الترشح للنيابة
* ترشحت عن المقعد الفارغ بعد وفاة النائب ادمون نعيم، لماذا انسحبت وهل كنت تتوقعين فوزًا في حال خضت هذه التجربة؟
- كنت اتوقع فوزًا؟ ربما، ليس هناك شيئ مضمون 100%، لكن كنت من خلال هذه التجربة اريد ان اسجل موقفًا على المستوى الشخصي والوطني، لانني من هنا كنت موجودة وعلى الساحة، وكنت اريد خوض المعترك السياسي لانني حتى من خلال عملي الصحافي عملت في الصحافة السياسية، ولكن بالطبع كانت لي دائمًا آرائي السياسية الخاصة، علمًا انني كنت اقوم بدوري بكل موضوعية ومهنية ولكن كنت اسلط الضوء ربما على مسائل معينة انطلاقًا من قضية معينة بمهنية، وكنت اعتمد على الوقائع لكي اظهر صورة معينة، وبان لبنان بلد تحت الاحتلال والقوات الغريبة ما زالت موجودة على ارضه، هناك عملاء في الداخل يريدون ان يزرعوا الرعب في نفوسنا.
كنت اسلط الضوء على هذه الوقائع انطلاقًا من آرائي السياسية التي تمثل في النهاية حرية واستقلال لبنان وسيادته على كامل اراضيه.
والمقعد الذي فرغ كان للدكتور ادمون نعيم الذي كان منتسبًا الى فريق سياسي معين وهو القوات اللبنانية، وانا قريبة منها ومن آرائها، ولكن المنطقة لم تكن منطقتي، لذلك اقول بانني كنت اريد ان اسجل موقفًا، ولو كانت الظروف في تلك الفترة كانت للتوافق على اسمي لما كان هناك اي مشكلة، ولكنني لم اكن مهيأة يومئذ بسبب وضعي الصحي ان اخوض معركة بالمعنى الحقيقي لها.
ايلاف
* في استفتاء للرأي اجرته صحيفة quot;ايلافquot; العام الماضي عن الشخصيات السياسية والاعلامية والثقافية والفنية، اختارك الجمهور الشخصية الاعلامية للعام 2005، كيف كان وقع الامر عليك؟
- لا شك انني اشكر بالفعل اللبنانيين والمواطنين في العالم العربي وحتى في الغرب في فرنسا واوروبا واوستراليا وغيرها من البلدان، على التعاطف الذي لقيته وغمروني بعاطفة لم اكن بالفعل اتوقعها، ولم اكن اتوقع ما حصل لي، ولكن ردة فعل العالم كانت رائعة جدًا، ولا يسعني سوى ان اشكرهم، ولكن اعتبر ذلك ليس فقط بسبب الحادثة التي حصلت لي، وانما تتويجًا لعملي في المجال التلفزيوني اذ امضيت اكثر من عشرين عامًا في المؤسسة اللبنانية للارسال واعطيت كل وقتي وجهدي كي ابرز في هذا المجال، واشكرهم على تقديرهم لعملي.
العودة الى لبنان
* عدت الى لبنان قبل اندلاع الحرب بيوم واحد، هل فكرت خلال هذه الحرب بالعودة مجددًا الى الخارج؟
- كلا ولا في اي لحظة، وحتى الآن اسافر فقط للعلاج، ولست مرتاحة للفكرة، فانا مشتاقة للبنان ومتعلقة به، لان جذوري في هذا الوطن، وآمل ان يتحقق في المستقبل كل ما يؤمن الظروف الملائمة كي نشعر بحالة استقرار وامن وطمأنينة في بلد بذلنا الغالي من اجله، نحن لا نريد الحرب، ونرفض ان نجر الى مكان لم نعد نريده، نريد وطنًا لكل ابنائه يتعايشون فيه بالطرق السلمية بعيدًا عن اي عنف.
تجربة
*من برنامج quot;نهاركم سعيدquot; الى quot;بكل جرأةquot; كيف تصفين تجربتك في البرنامجين؟
- انا حتى في الانتخابات النيابية الماضية كانت لي تجربة مسائية مع برنامج quot;مواجهةquot; ولكن موضوع الانتخابات اوقف البرنامج، وفي برنامجي اليوم المجهود نفسه، ولكن اكثر في المساء بسبب تعدد الضيوف وكنت مصرة دائمًا ان يكون الموضوع متكاملًا، واصر على ان يكون هناك ريبورتاج خلال الحلقات احضّره مع زملائي بالطبع، ولكن اعتقد بالنسبة لي التلفزيون هو نفسه في الصباح والمساء.
التحقيقات
* اين اصبحت التحقيقات في محاولة اغتيالك وهل تم التوصل الى خيط او بعض المعلومات؟
- على المستوى المحلي لا جديد، اما بالنسبة الى التحقيقات الدولية، وبما انه صدر القرار الذي ربط بين التفجيرات الماضية واغتيال الحريري ، ذكر قاضي التحقيق الدولي في قضية الرئيس الحريري سيرج براميرتس انه بعدما كان هناك رابط افقي بين كل القضايا اي ال14 اعتداءات التي حصلت واغتيال الحريري، اليوم قال ان هناك رابطًا افقيًا وعاموديًا، كلي امل بان نصل الى تسليط الضوء على الحقائق وندل على المعتدي بالاصبع وتتم محاكمته، لانه كان يحاول ان يقوم بعملية ابادة جماعية.آمل ان يكون هناك ميلوزوفيتش آخر لان من اراد ان يرتكب هذه الابادة الجماعية بحق كل الرموز الوطنية ان يحاكم في نهاية الامر امام محكمة دولية.
اصفعه
* اذا تواجدت وجهًا لوجه امام من حاول اغتيالك منذ عام، ما الذي ستقومين به؟
- ساصفعه على وجهه واقول له لماذا انا؟ الم يكن بامكانك ان تحل كل ما هو يزعجك بالطرق الحوارية، هل بالضرورة ان نسعى الى القتل؟ ساصفعه عن جبران تويني وسمير قصير وجورج حاوي وباسل فليحان والرئيس رفيق الحريري وعن كل رفاقه وعن الوزيرين مروان حمادة والياس المر، وبعد ذلك اسلمه للقضاء واقول لهم اصطفلوا به واعطوه الحكم الذي يستحق ولن اغفر له.
الوسط الاعلامي
* ما الذي يعجبك في الوسط الاعلامي وما الذي قد يثير تحفظك لدى بعض الاعلاميين؟
- اللبنانيون يملكون مهنية عالية في هذا المجال، وبالطبع ما لا يعجبني هو بعض التفاصيل لان ما من احد كامل وانا ايضًا لست كاملة، هناك ما يزعجني عند البعض وكل مقدم له ميزاته ومجالات انتقده من اجلها، كما الامر ينطبق علي ايضًا.
* من خلال تجربتك الاعلامية، ما هي النصيحة التي توجهينها للاعلاميين الجريئين في لبنان؟
- لا تخافوا فالاعمار بيد الله.
التعليقات