طلب من نازك أن تطبع على قبر أبيه "قبلة العالم"
سعد الحريري: تقرير ميليس خطوة أولى نحو العدالة
قال الحريري في الكلمة التي بثتها مباشرة محطات التلفزة اللبنانية والعربية :"إن الله أراد أن تظهر بشائر الحقيقة في هذه الأيام المباركة، وعلى أعتاب ليلة القدر... وكان القدر هو على موعد جديد مع رفيق الحريري ورفاقه الذين يتطلعون إليكم من جنات الخلد إن شاء الله"،مضيفاً أن والده الرئيس رفيق الحريري كان يحمل" مشروع إنقاذ لبنان".
وأشار الحريري الإبن، الذي ظهرت خلفه صورة مكبرة للمظاهرات اللبنانية في ساحة الشهداء، إلى أن المجرمين حاولوا قبل اغتيال والده اغتيال شخصيات أخرى قائلاً:"لقد فعلوها قبل ذلك عام 1998، وكرروها عام2000، وبعد مؤتمر باريس، وقبل وبعد التمديد لرئيس الجمهورية (اللبنانية) الذي يعد مخالفة دستورية غير مسبوقة في تاريخ لبنان"، متجنباً ذكر الرئيس اللبناني اميل لحود بالإسم.
سعد الحريري الذي تسلم الإرث السياسي بعيد اغتيال والده قال أن أباه رفض تسليم لبنان إلى وصاية المنظومة الأمنية في الداخل والخارج، مشيراً بذلك إلى النظام الأمني السوري في لبنان وأعوانه الذين قيدوا إلى السجن كما ذكر، وهو في ذلك يشيرُ إلى الضباط الأمنيين جميل السيد ومصطفى حمدان وعلي الحاج وريمون عازار، الذين أمر رئيس لجنة التحقيق االدولية ديتليف ميليس بتوقيفهم على خلفية تجاوزات فيما يتعلق بمسرح الحادثة، والإشتباه بتورطهم في إغتيال الحريري الأب.
وأعتبر سعد الحريري أن أفراد الشعب اللبناني الذي "وجه أصابع الإتهام بعيد وقوع الجريمة بدقائق" لم يخطئ الهدف طبقاً لما أعلنه في كلمته"، في إشارة إلى الإتهامات الشعبية المتواترة التي طالت النظام البعثي السوري، وسحبت على أثرها الحكومة السورية جنودها من لبنان بعد أكثر من ثلاثة عقود على وجودها فيه باتفاق عربي ودولي.
وأضاف :"إننا أمام منعطف جديد في حياتنا الوطنية والسياسة"، معتبراً أن تقرير ميليس هو الخطوة الأولى في عملية كشف الحقيقة بغية الوصول إلى العدالة الكاملة فيما يتعلق بحادثة الاغتيال التي طالت والده ورفاق دربه.
وشدد سعد الحريري على ضرورة حماية نتائج تحقيق ميليس، معتبراً إياها مسؤولية لبنانية وطنية في المقام الأول، متطلعاً إلى مشاركة جميع الهيئات الأهلية في ذلك، وقال:"إن لبنان أمام فرصة ذهبية لتأكيد وحدته وعروبته وبناء دولته الحديثة،وهي فرصة بجيب أن لا تضيع. وأنا على ثقة بأن اللبنانيين الشرفاء سيعملون على منع تبديدها".
وأكد أننتائج تحقيق لجنة ميليس الدولية لن تكون محل مساومة ، سواء في الداخل أو الخارج " فدماء رفيق الحريري ورفاقه لن تكون قابلة للمساومة. ولن نقبل أن تكون وسيلة للإقتصاص السياسي".
ولفت إلى معانٍ عدة طلب من اللبنانيين أن يعملوا النظر فيها وأهمها "سقوط المنظومة الأمنية في لبنان وسوق العديد من مسؤوليها إلى السجن"،منبهاً إلى أنه "لابد من الانتقال من مخلفات الدولة الأمنية إلى واقع الدولة الديمقراطية الحديثة".
وقال إن ضلوع "حفنة من الأشرار" في جريمة اغتيال رفيق الحريري لن تحجب الرؤية عن معرفة التاريخ المشترك مع الشعب السوري "الذي كان يعتبره الرئيس الشهيد شعباً عزيزاً" وشقيقاَ يتطلع إليه لإرساء علاقات الأخوة المشتركة القائمة على الإحترام المتبادل"، مضيفاً:" الجريمة لن تخرج لبنان من عروبته...ولا اللبنانيين عن هويتهم العربية".
وقال:"نحنُ نريدُ لبناناً جديداً". وذكر بأن المجتمع الدولي غداة صدور نتائج لجنة التحقيق الأممية بقيادة القاضي الألماني ميليس لا يثأر لرفيق الحريري فحسب، بل يعلن أيضاً أن الحقيقة لن تموت لأن الجناة سيعاقبون :" إنها المرة الأولى التي تكتشف فيها الحقيقة من سلسة جرائم"، كما قال.
ولم يفت الحريري الإبن توجيه الشكر إلى ثلاث دول: المملكة العربية السعودية التي اختارها ليبث منها خطابه،"وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز"، ومصر بقيادة الرئيس المصري محمد حسني مبارك، وكذلك رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك "الذين وقفوا وقفة الشقيق والصديق المنتصر للعدالة"،طالباً في ختام كلمته من والدته نازك الحريري "أن تطبع قبلة العالم" على قبر أبيه الشهيد.
التعليقات