quot;راءانquot; لفيصل بن سلمان بختم quot;أكسفورد البريطانيةquot;
إيران تحت نظارة أمير سعودي:رصد وريبة

كتاب الامير فيصل بن سلمان
سلطان القحطاني من لندن:لو لبسنا quot;النظارة الأكسفورديةquot; التي ارتداها الأمير السعودي فيصل بن سلمان حين كتب بحثه عن تشابكات تأسيس التوسع الإيراني في المنطقة فماذا سنرى؟. الإجابة على ذلك - كما تشير الدراسة التي صدرت تواً باللغة العربية - هي أن الطموحات الإيرانية في السيطرة على الخليج سياسياً ليست حديثة عهد، بل تعود إلى حقبة الستينات الميلادية في إطار انحسار السيطرة البريطانية عن ينابيع الخليج الدافئة، وكون أن القبضة الأميركية ما زالت بعيدة بعدها وعديدها عن الوصول إلى المنطقة.

ولعل التوقيت الذي اختاره الأمير لإصدار النسخة العربية من الكتاب، الذي كان مشروع حصوله على الدكتوراه أواخر الثمانينات من جامعة أكسفورد العريقة، لا يوصف بأقل من أنه توقيت مناسب إلى حد كبير، إذ إن السيناريو يعيد نفسه في المنطقة ذاتها لكن الأبطال تغيروا، إذ إن نظام الشاه الذي كان يحاول تعميق نظرية كونه quot;شرطي الخليجquot; سابقاً، ظهر في صورة جديدة عبر نظام الملالي الذي يحاول عبره الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن يكون quot;شرطي الشرق الأوسطquot;.

وصدرت الرسالة بالنسخة العربية عن quot;دار النهارquot; في بيروت بعنوان quot;إيران والسعودية والخليج.. سياسة القوة في مرحلة انتقالية 1968 ـ 1971quot; في أول دراسة من نوعها للسياسة الدولية في سياق التحولات التي طالت منطقة الخليج خلال عقد الستينات والسبعينات، وهي تبين كيف ولد انهيار quot;السلام البريطانيquot; عام 1968 فراغا في النفوذ حاولت إيران ملأه في ظل الشاه وترتبت على ذلك نتائج لا تزال تؤثر في مسيرة السياسة الإقليمية في غمار المرحلة الحالية.

وكما تقول دار النهار في معرض تقديمها للكتاب فإن الأمير الكاتب يقدم بحثه مستندا إلى وثائق رسمية وغير رسمية، لم تدرس من قبله، وإلى مقابلات مع بعض الفاعلين في الأحداث، بعد أن انطلق المؤلف في إعداد دراسته من القرار الذي أعلنته بريطانيا عام 1968 والقاضي بسحب قواتها من الخليج بحلول عام 1971، مما شكل منعطفا في التاريخ الحديث للشرق الأوسط.

ويعرف الأمير فيصل بن سلمان عدا عن تجربة التأليف، التي كانت quot;بيضة القبّانquot; في الموضوع السعودي الإيراني وتشابكاته، أنه رئيس أكبر إمبراطورية إعلامية عربية هي المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق التي تصدر أكثر من 15 مطبوعة منها الخضراء اللندنية الشرق الأوسط، إضافة إلى أنه أحد النجوم الجدد من الجيل الثاني للأسرة الملكية التي تحكم البلاد منذ نحو قرن وأكثر.

كما أنه متخصص في العلاقات الدولية والتاريخ الحديث للشرق الأوسط، وحاز شهادة دكتوراه من جامعة أكسفورد وعمل أستاذا في قسم العلوم السياسية في جامعة الملك سعود رائدة حركة التنوير في المملكة المحافظة منذ منتصف السبعينات من القرن الميلادي الفائت.

لكن هذا الكتاب يعاني من عيبين، كما يقول quot;خبيرٌ معتّقquot; في الشؤون الإيرانية وهو الكاتب أمير طاهري، في سياق تفكيكه التحليلي للكتاب بصيغته الانجليزية لدى صدورها عن دار quot;توروسquot; اللندنية قبل عدة سنوات، إذ يتعلق أول هذه العيوب بالطريقة والمحصلة التي واكبت خلق الدراسة، ذلك أن كان من الممكن أن يقدم الكتاب خلفية أوسع من المعلومات، وربما كان تضمين الكتاب ببعض الخرائط يساعد القارئ أكثر على الفهم ويجعله أكثر إفادة.

ويرى طاهري أن المؤلف أغفل بعض النقاط الأساسية منها مثلا انه لم يلحظ التوجه المميز نحو العرب في السياسة الخارجية الإيرانية عقب 1967 ، وتجاهل أيضا الحملة التي شنها العراق ضد الخطط الأميركية.

وبخصوص إيران فقد كان من المفيد أيضا لو سرد المؤلف بعض التفاصيل عن التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المثيرة التي صاحبت فترة الستينات وكذلك من المهم التعرض للعوامل التي أدت إلى تغيير التوجه الإيراني التاريخي من الشمال للجنوب.

كذلك تغافل المؤلف، حسب ما يرى طاهري، عن مشكلة رئيسة وهي المتعلقة بالقرار الذي اتخذه العرب بدءا من الستينات بالإشارة إلى الخليج الفارسي على انه الخليج العربي، فهذا القرار أفسد جو العلاقات بين إيران والعرب وأعطى دعما قويا للحدة التي تعاملت بها إيران فيما بعد في منطقة الخليج الفارسي.