أسامة مهدي من لندن : هاجمت هيئة علماء المسلمين العراقية السنية طلب الرئيس جلال طالباني ببقاء القوات الاميركية في العراق فترة اطول وقالت انه يصادر بذلك ارادة العراقيين لمصلحة الاميركيين ودعت الدول العربية والاسلامية الى الوقوف بوجه مشروع الفيدرالية الخطر وهددت بعدم المشاركة في مؤتمر المصالحة المقبل اذا ما استمرت الكتل السياسية بالتمادي في عدم احترام الاتفاقات المبرمة والاستهانة بما تقدمه من تعهدات والتزامات .. فيما قال وزير الدفاع العراقي الفريق اول عبد القادر محمد جاسم ان المرحلة المقبلة من خطة امن بغداد ستشهد تطويقا للارهابيين .
وفي بيان لها حصلت على نسخة منه quot;إيلافquot; وصفت هيئة علماء المسلمين المعارضة للعملية السياسية وللوجود الاميركي في البلاد ان طلب الرئيس طالباني خلال تصريحات صحافية في واشنطن بوجود عسكري اميركي طويل الامد في العراق بأنه غير مسؤول . واضافت أن مثل هذا الطلب لا يعدو أن يكون رغبة أميركية وفر عليهم طالباني الإفصاح عنها . واشارت الى ان هذا الطلب يتجاهل المشاعر الغاضبة للشعب العراقي بسبب الوجود الأميركي الذي عمل في أبنائهم قتلاً واعتقالاً وتعذيباً وألحق الخراب والدمار بمدنهم وممتلكاتهم.
وقالت ان طالباني يقول إن السنة يؤيدون وجوداً عسكرياً طويل الأمد وهذه دعوى خطرة عليه أن يثبت صحتها موضحة انه إذا كان بعض من في البرلمان من السنة يصرحون بذلك فهم جزء من المشروع السياسي الأميركي ولا يعبرون عن رأي السنة . واضافت أن الخطر القادم من إيران شرّ محض وهو يثير قلق جميع العراقيين من دون شك فهذه الدولة الجارة لم تقدم للعراقيين سوى الفتن والتخريب والدمار، لكن يجب أن ندرك أن المشروع الأميركي هو الأكثر خطراً . ودعت طالباني وغيره من الساسة ألا يصادروا إرادة الشعوب في أوطانهم ولا سيما في مثل هذه القضايا المصيرية .. وفي ما يأتي نص اليبان :
بيان رقم (320)
المتعلق بتصريحات جلال الطالباني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه المجاهدين ومن والاه. وبعد:
فقد قال الرئيس العراقي الحالي جلال الطالباني في مقابلة له مع صحيفة واشنطن بوست نشرت الاثنين إنه يريد وجوداً عسكرياً أميركياً طويل الأمد في العراق، مؤكداً أن بلاده ستحتاج إلى قاعدتين جويتين أميركيتين لمنع ما وصفه بالتدخلات الأجنبية، وأشار الطالباني في حديثه لصحيفة واشنطن بوست إلى أن العرب السنة يؤيدون وجوداً عسكرياً أميركياً طويل الأمد في العراق، وأكد أن العرب السنة في بعض الأماكن يرغبون في بقاء الأميركيين مضيفاً أنهم يعتقدون حالياً بأن الخطر الرئيس يأتي من إيران على وجه التحديد.
إن هيئة علماء المسلمين تستنكر مثل هذه التصريحات غير المسؤولة وتذكر بالآتي:
أولاً: إن مثل هذا الطلب لا يعدو أن يكون رغبة أميركية وفر عليهم السيد الطالباني الإفصاح عنها؛ لأن التدخل الإيراني اليوم بلغ الذروة مع وجود 140 ألف مقاتل أميركي، فكيف يريد السيد الطالباني إقناعنا بأن 10 آلاف مقاتل في قاعدتين جويتين يمكن أن يحولوا دون ذلك التدخل؟!
ثانياً: إن هذا الطلب يتجاهل المشاعر الغاضبة للشعب العراقي بسبب الوجود الأميركي الذي عمل في أبنائهم قتلاً واعتقالاً وتعذيباً، وألحق الخراب والدمار بمدنهم وممتلكاتهم. وإن من يرى في نفسه رئيساً لدولة لا ينبغي به أن يتجاوز ذلك ليصرح بما يريده هو بمعزل عن إرادة الشعب.
ثالثاً: ذكر السيد الطالباني أن السنة يؤيدون وجوداً عسكرياً طويل الأمد، وهذه دعوى خطرة عليه أن يثبت صحتها، وإذا كان بعض من في البرلمان من السنة يصرحون بذلك فهم جزء من المشروع السياسي الأميركي، ولا يعبرون عن رأي السنة أو أي مكون آخر من مكونات الشعب العراقي الرافضة للاحتلال.
رابعاً: إن الخطر القادم من إيران شرّ محض، وهو يثير قلق جميع العراقيين من دون شك، فهذه الدولة الجارة لم تقدم للعراقيين سوى الفتن والتخريب والدمار، لكن يجب أن ندرك أن المشروع الأميركي هو الأكثر خطراً؛ لأنه من سمح للمشروع الإيراني والإسرائيلي وغيرهما بالتدخل، ولا يمكن للعراقيين أن يسلموا من هذه المشاريع الظالمة حتى يزيحوا عن كواهلهم الخطر الأعظم المتمثل بالمشروع الأميركي.
إن على السيد الطالباني وغيره من الساسة ألا يصادروا إرادة الشعوب في أوطانهم ولا سيما في مثل هذه القضايا المصيرية، فهذا على الأقل فحوى الشعارات التي يرفعونها في الحرية ورفض الاستبداد.
الأمانة العامة
4 رمضان 1427 هـ
26/9/2006 م
ومن جهة اخرى عقدت الهيئة مؤتمرا صحافيا في مقرها العام في جامع أم القرى دعت فيه الدول العربية والاسلامية الى الوقوف بوجه مشروع الفيدرالية الخطر كما اوضحت انها لن تشارك في مؤتمر المصالحة القادم اذا ما استمرت الكتل السياسية بالتمادي في عدم احترام الاتفاقات المبرمة والاستهانة بما تقدمه من تعهدات والتزامات.
وقالت في بيان تلاه عبد السلام الكبيسي مساعد الامين العام والمتعلق بقضية الفيدرالية وتحدث عن المساوئ التي حواها الدستور العراقي انه quot;فضلاً عن وضع هذا الدستور في ظل الاحتلال وعدم مشروعيته فإنه يشتمل على بعض الفقرات الخطرة ومن ذلك قضية الفيدرالية التي يراد منها أن يحقق الاحتلال هدفه من غزو العراق وهو التقسيم العرقي والطائفي للبلاد ليبقى أسير الضعف والتمزق والفتن المحليةquot; .
ودعت الهيئة quot;الغيارى من أبناء العراق ممن كانوا داخل البرلمان أو خارجه والدول العربية والاسلامية وجامعة الدولة العربية إلى التدخل المباشر لإبطال هذا المشروع والوقوف ضده لأن المضي في هذا المشروع يعدّ خرقاً لبيان لقاء المصالحة الثاني في القاهرة الذي اتفقت عليه كل الأحزاب والكتل السياسية الممثلة في البرلمان ولأن الشعب العراقي لن يسمح على الواقع بتمريره، ولن يترك عدداً من الساسة يبنون سعادتهم على شقائه ودماء أبنائه الطاهرةquot; . وحذرت الهيئة الدول العربية من هذا المشروع الخطر الذي سيطال بتداعياته إن تحقق المنطقة بأسرها.
واكدت الهيئة انها لن تشارك في المؤتمر القادم للمصالحة إذا واصلت هذه الكتل والأحزاب التمادي في عدم احترام الاتفاقات المبرمة والاستهانة بما تقدمه من تعهدات والتزامات .. وقالت انها quot;اذا كانت قد اغضت الطرف عن خروقاتهم لاتفاق القاهرة الأول فانه كان من أجل مصلحة العراق وانها لن تسمح بتكرار ذلكquot;.
وهاجمت الهيئة الدعم الذي تقوم به قوى سياسية في إرساء قواعد هذا المشروع والذي تسعى إليه تحقيقاً لمصالحها الخاصة على حساب وحدة العراق وعرّض ايضا بالطريقة المتمثلة بالالتفاف على رفض كثير من القوى واستدراج الآخرين إلى الإقرار به ضمناً .
وزير الدفاع : المرحلة المقبلة من خطة أمن بغداد ستحاصر الإرهابيين
قال وزير الدفاع العراقي الفريق اول عبد القادر محمد جاسم وبابكر زيباري قائد القوات المشتركة في رسالة الى منتسبي الجيش لمناسبة حلول شهر رمضان ان المرحلة القادمة من الخطة الأمنية في بغداد ستشهد تطويقاً اكبر وتضييقاً اشمل لشراذم الإرهاب .
واضاف ان الارهابيين القتلة قد تمادوا في غيهم وعدوانهم وقد أضحت جرائمهم مكشوفة وسقطت عنهم ورقة التوت والشعارات المزيفة التي كانوا يتشدقون بها وأصبح همهم وشغلهم الشاغل تحقيق الرقم القياسي في قتل الأبرياء العُزل وتهجير العوائل من بيوتها الآمنة وإيقاف عجلة الحياة واستهداف البنية التحتية واللعب على أوتار الطائفية المقيتة وإجهاض مشروع المصالحة الوطنية الذي بات أمل العراقيين في الخروج من المحنة .. وفي ما يلي نص الرسالة :
إخواني وأبنائي في الجيش العراقي الباسل
يطيب لنا أن نتقدم لكم ولشعب العراق العظيم وللأمة العربية والإسلامية بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك .
إن هذا الشهر الفضيل يُذكرنا بالصبر والإيمان والملاحم البطولية التي سطرها المسلمون الأوائل وهم يقاتلون الأشرار الذين وقفوا بالضد من تطلعات الشعوب نحو خلق حياة جديدة تقوم على أساس احترام آدمية الإنسان وتقديس حقوقه في الحياة كما أن هذا الشهر يعزز قوتنا وإرادتنا باتجاه الإصرار على المُضي قدما في بناء بلدنا وفقاً لإرادة شعبنا التي عبر عنها في صناديق الاقتراع في ظل أجواء إرهاب وتهديد قاسية قل نظيرها في التاريخ .
لقد تمادى الإرهابيون القتلة في غيهم وعدوانهم وقد أضحت جرائمهم مكشوفة وسقطت عنهم ورقة التوت والشعارات المزيفة التي كانوا يتشدقون بها وأصبح همهم وشغلهم الشاغل تحقيق الرقم القياسي في قتل الأبرياء العُزل وتهجير العوائل من بيوتها الآمنة وإيقاف عجلة الحياة واستهداف البنية التحتية واللعب على أوتار الطائفية المقيتة وإجهاض مشروع المصالحة الوطنية الذي بات أمل العراقيين في الخروج من المحنة .
إخواننا الضباط والجنود البواسل
لقد حدثت معركة بدر الكبرى في شهر رمضان المبارك عندما اجبر الأشرار وأعداء السلام جيش المسلمين على خوض الحرب وكان لا بد من الدفاع عن مبادئ الخير والحق التي بشر بها الإسلام .
إن شعبكم يعول عليكم اليوم في إفشال مخططات هذه الشرذمة التي لفظتها الإنسانية وبسواعدكم القوية المؤمنة بوطنها وشعبها ستكون نهايتهم الحتمية لتقذفوا بهم إلى مزابل التاريخ وهذا هو قدرهم الذي اختاروه لأنفسهم . فهنيئاً لكم شهر الصوم والجهاد لدحر الإرهاب وتخليص شعبكم من شروره .
ومن الله التوفيق .
الفريق اول وزير الدفاع
عبد القادر محمد جاسم
بابكر زيباري
القائد العام للقوات المشتركة
ومن جهته أكد الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري أن الصفحة الثالثة من خطة امن بغداد ستشمل نجاحات متميزة وانها ستهتم بتأمين العام الدراسي الجديد ليكون عاما دراسيا سعيدا لكل طلبة العراقquot;.
وقال العسكري في تصريح صحافي quot; ان قوات الجيش العراقي نفذت هذا الاسبوع عمليات نوعية مميزة استهدفت العناصر المسلحة في تنظيم القاعدة وانصار السنة وكتائب ثورة العشرين في بغداد والموصل و ديالىquot;. واوضح ً quot; ان قوة من الفرقة السادسة للجيش ألقت القبض يوم السبت الماضي على مجموعة مسلحة في منطقة ابو غريب و 12 مسلحا في منطقة العامرية كانوا ينتحلون صفة الجيش العراقي ويقومون باعمال القتلquot;.
كما اكد قائد العمليات المشتركة في وزارة الدفاع اللواء الركن عبد العزيز محمد ان ابرز المعوقات التي تواجه قوى الامن في تطبيق الخطة الامنية وجود الميليشيات المسلحة .
وقال خلال مؤتمر صحافي اسبوعي عقده في وزارة الدفاع ان خطة quot;معا الى الامامquot; وللاسف الشديد تواجه معوقات منها مسألة الميليشيات المسلحة وحمل الاسلحة اثناء تطبيق الخطة كذلك عدم التزام بعض المواطنين بضوابط منع التجوال ما اثر بعض الشي على عمل الاجهزة الامنية خلال تنفيذ الخطة . واضاف ان قوى الامن ستقف بقوة ضد كل من يخرق الانظمة والقوانين فضلا عن ان الحكومة مصممة على حل جميع الميليشيات والاحتفاظ بالسلاح لدى الاجهزة الامنية فقط . وقال ان جميع الجهات المسلحة غير الخاضعة لسلطة الدولة سيتم التعامل معها وفق القانون موضحا بقوله quot;ان الجميع سواسية امام لقانون quot;.
التعليقات