رئاسة كردستان تؤكد ان العلم العراقي الحالي يمثل الشوفينية
طالباني: فراغ دستوري يمنع رفع العلم في كردستان

أسامة مهدي من لندن: انضم الرئيس العراقي جلال طالباني الى الجدل المحتدم حول قرار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني منع رفع العلم العراقي

جلسة لبرلمان كردستان والى اليسار العلم الذي تقرر رفعه في الاقليم

الحالي في الاقليم مؤكدا ان القرار سببه فراغ دستوري نتيجة عدم اختيار مجلس النواب لعلم جديد بعد سقوط النظام السابق مؤكدا انه مستمر برفع هذا العلم متهما جهات عدة باستغلال هذا الامر لتشويه المواقف.. وبعد المساجلات التي شهدها نهار اليوم بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي رفض قرار منع رفع العلم في كردستان عادت رئاسة الاقليم عصر اليوم لتحسم موقفها من الامر بالتأكيد على ان هذا العلم لن يرفع لانه يمثل الشوفينية والدكتاتورية والارهاب .

وقال الرئيس طالباني في بيان صحافي اصدره مكتبه ارسلت نسخة منه الى quot;إيلافquot; ان حقائق عدة قد تكشفت له في ما يتعلق بالامر اثر اتصالات اجراها مع المالكي وبارزاني في مقدمتها أن الإشكال الخلافي الذي برز بعد إسقاط نظام بعث صدام مباشرة تمثل في أي علم للعراق يعتمد و يرفع وقد نوقشت هذه القضية في مجلس الحكم و اقر فيه اعتماد علم جديد لم يؤخذ به وهذا يعني قانونياً أن هناك فراغاً دستورياً حول العلم الرسمي الذي ينبغي اعتماده إذ لم يحدد و لم يقر بعد و هو ما دفع البرلمان الكردستاني إلى معالجة هذا الخلل والفراغ الدستوري بتبني علم الجمهورية العراقية، quot;جمهورية 14 تموزquot; لرفعه في إقليم كردستان لحين إقرار علم جديد للبلاد وفقاً للدستور العراقي وهذا بالضبط، هو مضمون الأمر الرئاسي لإقليم كردستان.

واكد طالباني ان قرار بارزاني لا علاقة له بإنزال العلم العراقي بل العلم الصدامي الملطخ بدماء مئات آلاف العراقيين في حروبه الداخلية و صراعاته الدموية ضد كل القوى و الأحزاب و المكونات الوطنية العراقية وانتهكت باسمه الحرمات واقترفت تحته الجرائم الكبرى . واوضح ان اختيار علم 14 تموز من قبل البرلمان الكردستاني لرفعه إنما هو تأكيد على حرص القيادة الكردستانية على تجاوز الفراغ الدستوري الذي مثله التلكؤ في إقرارعلم جديد وفقاً للدستور والتصدي لأي تداعيات مغرضة قد تفسر بسوء نية إذا ما جرى الاكتفاء برفض التعامل مع علم صدام حسين. واشار الى ان العلم العراقي الرسمي هو مثار خلاف قانوني لم يحل دستورياً بعد وقال انه في هذا السياق فانه يعلن وهو الذي يرفع في مكاتبه العلم العراقي الحالي بأن العلم العراقي الذي سيقره البرلمان العراقي وفقاً للدستور سيصبح علماً مقدساً معترفاً به من قبل الجميع مرفوعاً يرفرف فوق رؤوس العراقيين وقمم جبال كردستان من اجل عراقنا الديمقراطي الجديد ..وفي ما يلي نص بيان طالباني :

علم العراق القديم وعلم كردستان

تناقلت وسائل إعلام مغرضة، بينها صحف و قنوات تلفزيونية معروفة بمواقفها من الخيار الديمقراطي للعراق الجديد، و تبنيها و دعمها للإرهابيين و التكفيريين و أيتام الطاغية المنهار صدام حسين و نظامه الاستبدادي، تناقلت بصيغة مشوهة و مجتزأة و مغرضة، القرار الذي أصدره رئيس إقليم كردستان حول كيفية التعامل مع العلم العراقي، و أي علم يعتمد في الدوائر و المؤسسات الكردستانية. و بعد أن أجرى السيد رئيس الجمهورية اتصالاً مع الأخ رئيس الإقليم و الأخوة المعنيين و تداول معهم حول هذا الأمر و خلفياته، تبين لسيادته الحقائق التالية:

اولاً:
إن الإقليم ملتزم بقرار القيادة الكردستانية المتخذ بالإجماع و القاضي برفع العلم العراقي في جميع أرجاء البلاد بما في ذلك كردستان العراق.

ثانيا:
لكن الإشكال الخلافي الذي برز بعد إسقاط نظام البعث الصدامي مباشرة تمثل في أي علم للعراق يعتمد و يرفع. و قد نوقشت هذه القضية في مجلس الحكم و اقر فيه اعتماد علم جديد لم يؤخذ به. و هذا يعني قانونياً، أن هناك فراغاً دستورياً حول العلم الرسمي الذي ينفي اعتماده، إذ لم يحدد و لم يقر بعد، و هو ما دفع البرلمان الكردستاني إلى معالجة هذا الخلل و الفراغ الدستوري بتبني علم الجمهورية العراقية، quot;جمهورية 14 تموزquot; لرفعه في إقليم كردستان، لحين إقرار علم جديد للبلاد وفقاً للدستور العراقي. و هذا بالضبط، هو مضمون الأمر الرئاسي لإقليم كردستان.

ثالثا:
و خلافاً للمضامين المغرضة للجهات الإعلامية و السياسية التي تناولت هذا الموضوع، فالأمر الرئاسي للإقليم لا علاقة له بإنزال العلم العراقي، بل العلم الصدامي الملطخ بدماء مئات آلاف العراقيين، في حروبه الداخلية و صراعاته الدموية ضد كل القوى و الأحزاب و المكونات الوطنية العراقية، و انتهكت باسمه الحرمات، و اقترفت تحته الجرائم الكبرى، بما فيها إبادة عشرات الآلاف من أبطال انتفاضة آذار، و قصفت مقدسات المسلمين، و منها الأعمال التي سميت بالأنفال التي راح ضحيتها 182 ألف مواطن كردي مسالم لم يسلم منها الرجال و النساء و الشباب و الشيوخ و الأطفال، دون ذنب أو جناية، و دون حتى محاكمة صورية، دفنوا أحياءً في مقابر جماعية، في صحارى العراق بأمر الجلاد الطاغية صدام حسين. هذا هو العلم الذي يريدون من الشعب الكردي أن يستظل به، و يرفرف فوق ربوع كردستان الذي لم يسلم أي جزء فيه من المحن و النكبات و الويلات التي تعرض لها تحت لوائه.

رابعاً:
إن مجرد اختيار علم 14 تموز من قبل البرلمان الكردستاني، إنما هو تأكيد على حرص القيادة الكردستانية على تجاوز الفراغ الدستوري الذي مثله التلكؤ في إقرار علم جديد وفقاً للدستور، و التصدي لأي تداعيات مغرضة قد تفسر بسوء نية إذا ما جرى الاكتفاء برفض التعامل مع علم صدام حسين.

اختيار علم جمهورية 14 تموز جاء لكونه نال رضا الأحزاب المساهمة في جبهة الاتحاد الوطني، الحزب الوطني الديمقراطي، و حزب الاستقلال، و الحزب الشيوعي العراقي، و حزب البعث العربي الاشتراكي، و الحزب الديمقراطي الكردستاني، و هو ما جعله جديراً باعتماده من قبل الشعب الكردي، ريثما يتم اختيار علم جديد و هو ما اقره المجلس الوطني الكردستاني. و لمن لا يعلم، فان هذا العلم مرفوع في المجلس الوطني الكردستاني في اربيل.

خامساً:
لقد أعلنت قيادة الإقليم، على لسان رئيسها الأخ مسعود البارزاني، أن الشعب الكردي سيرفع فوق هاماته علم جمهورية العراق الذي سيختاره مجلس النواب العراقي. إن ما سبق يؤكد أن العلم العراقي الرسمي هو مثار خلاف قانوني لم يحل دستورياً بعد.
و في هذا السياق، يعلن رئيس الجمهورية الذي يرفع في مكاتبه العلم العراقي الذي اعتمده الأخوة في الحكومة المركزية. إن العلم العراقي الذي سيقره البرلمان العراقي وفقاً للدستور، سيصبح علماً مقدساً، مبجلاً، معترفاً به من قبل الجميع، مرفوعاً يرفرف فوق رؤوس العراقيين، و قمم جبال كردستان الشماء الفواحة بعبق بطولات شهداء العراق الذين ناضلوا ضد الدكتاتورية، و من اجل عراقنا الديمقراطي الجديد.

إن رئيس الجمهورية في الوقت الذي يوضح فيه الموقف المثار حول هذه القضية، يعرب عن بالغ أسفه و استغرابه الشديدين لما أقدم عليه البعض من تشويه و تشويش و انتهاز للفرصة و الإسراع بإصدار تصريحات تنطوي على نزعة صدامية عدوانية، و التلويح بالقوة إلى جانب مواقف أخرى لا تليق بمقام هيئة إسلامية يفترض فيها أن تكون أول المستشهدين بالآية الكريمة التي تأمر المسلمين بالتروي و التأني، إن جاءهم فاسق بنبأ ليتبينوا كي لا يصيبوا قوماً بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين.

سادساً:
لقد رأى البعض من المغرضين و الذي في قلوبهم مرض، إنها فرصة سانحة للنيل من الشعب الكردي، كما عودتهم دائماً أجهزة النظام الدكتاتوري و مريدوها و أيتامها، و ذلك بالحديث عن الميول الانفصالية للكرد، و هي كما كانت سابقاتها، لا تستحق و لا تثير إلا السخرية و الاستهزاء، و هي اعجز من أن تحجب الشمس الساطعة بغربال بعثي صدامي متهرئ. إن كل عراقي منصف و وطني غيور، بل و كل مراقب موضوعي لما يجري في العراق، لا يمكنه إلا أن يشيد بدور الكرد، و على الأخص، الحزبين الكبيرين و قائديهما ببذل كل جهد لتوحيد العراقيين، و السعي المخلص لتأمين مستلزمات إقامة الوحدة الوطنية العراقية و إدامتها و صيانتها، و تحقيق المصالحة الوطنية للحيلولة دون تقسيم العراق و تشرذم العراقيين.

لقد بذل الكرد و قيادتهم في مختلف مواقع نشاطهم و تأثيرهم و مسؤولياتهم الجهود الحثيثة و المبادرات المخلصة لإقامة جسور التقارب و التعاون بين القوى العراقية الفاعلة، و إرساء وحدتها و تعميقها و إشاعة المناخ الايجابي الذي تمخض عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية و الإنقاذ الوطني برئاسة الأخ المالكي، بينما كان البعض ممن يسعون إلى خلط الأوراق كلما تسنى لهم ذلك، يمجدون الإرهابيين و التكفيريين و يدعون إلى إعادة الاعتبار للبعث الصدامي، و يثيرون الفتنة الطائفية و يبشرون بالخراب و الدمار للعراق.

و السلام على من اتبع الهدى .

رئاسة اقليم كردستان: العلم الحالي يمثل الفاشية والمقابر الجماعية

وقالت رئاسة اقليم كردستان في بيان لها ان الإسلوب المتبع في كل إنحاء العالم هو عندما يزول نظام دكتاتوري يزول معه كل ماهو متعلق به او يرمز إليه وهذا ماحصل في العديد من دول العالم. وشددت على ان العلم الحالي هو ليس علم العراق بل هو علم الفاشية والأنفال والمقابر الجماعية وتجفيف الاهوار واعدام المناضلين العراقيين . وقالت ان المالكي يعلم جيداً ان صدام في ظل العلم الحالي قد وقع على امر بإعدام 600 من كوادر حزب الدعوة الذي ينتمي اليه في يوم واحد .. وفي ما يلي نص البيان :

رداً على تصريحات المكتب الإعلامي للسيد رئيس وزراء العراق في 3/9 والذي جاء فيه (علم العراق الحالي هو العلم الوحيد الذي يجب ان يرفع على كل شبر من ارض العراق الى حين اتخاذ مجلس النواب قراراً بشأنه وفقاً للدستور). ان الإسلوب المتبع في كل أنحاء العالم هو عندما يزول نظام دكتاتوري يزول معه كل ماهو متعلق به او يرمز إليه وهذا ما حصل في العديد من دول العالم. ولاندري من الذي قرر ان العلم الحالي هو علم العراق، هل تقرر ذلك في مجلس النواب ام في مجلس الوزراء؟.

ان العلم الحالي هو ليس علم العراق بل هو علم الفاشية والأنفال والمقابر الجماعية وتجفيف الاهوار واعدام المناضلين العراقيين كافة، والسيد المالكي يعلم جيداً ان صدام في ظل العلم الحالي قد وقع على امر بإعدام 600 من كوادر حزب الدعوة في يوم واحد. ثم من حقنا ان نسأل اي علم يقصد هؤلاء الحريصون عليه، هل العلم الذي كتب عليه صدام بخط يده كلمة الله اكبر، ام العلم الذي يكتب عليه الان هذه الكلمة بالخط الكوفي في بعض المناطق وبالخط النسخي والرقعة في مناطق اخرى. حتى العلم الحالي فيه إختلاف كبير وليس عليه اجماع لذلك نناشد مجلس النواب باعتماد علم جديد يرمز الى حقيقة وواقع العراق وفق المادة (12) من الدستور الدائم. والى ذلك الحين لن يرفع علم الشوفينية والارهاب والدكتاتورية على ارض كردستان بل يرفع بدلاً منه علم جمهورية 14 تموز ولحين اقرار علم جديد.

ناطق باسم ديوان رئاسة إقليم كردستان

خلفيات الخلاف حول العلم العراقي الحالي

تسبب رفع العلم العراقي الحالي ذات النجمات الثلاث وعبارة الله اكبر بالكثير من الخلافات بين القيادات الكردية والعراقية خلال السنوات الثلاث السابقة التي اعقبت سقوط النظام السابق نتيجة إصرار الجانب الكردي على رفض العلم القديم وكذلك العلم الجديد الذي اقترح من قبل مجلس الحكم المنحل واكتفى الأكراد برفع علم ثورة 14 تموز خلال هذه السنوات كحل وسط لتجاوز هذه الخلافات . واذا ما تم اختيار علم جديد للعراق فانه سيكون الخامس منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 ليرمز إلى المملكة العراقية انذاك .

فقد اعلن العلم الاول في عام 1921 مع تشكيل الدولة العراقية ويتكون من ثلاثة الوان : الاسود والاحمر والابيض مع نجمتين سباعيتين ترمزان إلى عدد المحافظات الاربع عشرة التي تكونت منها الدولة. اما العلم الثاني فكان بعد الاطاحة بالملكية واعلان الجمهورية العراقية في 14 تموز (يوليو) عام 1958 ويتألف من ثلاثة الوان هي: الابيض والاسود والاحمر تتوسطه النجمة الثمانية الاسلامية في وسطها لون يرمز إلى الحقول الزراعية.

ثم الغى نظام البعث هذا العلم عندما وصل الى السلطة في المرة الاولى عام 1963 واختار علما ثالثا يتألف من الالوان الابيض والاسود والاحمر تتوسطه ثلاث نجمات ترمز إلى دول العراق ومصر وسورية التي اعلنت الوحدة بينها في 17 نيسان (ابريل) من العام نفسه. وفي عام 1991 اضاف صدام حسين لهذا العلم عبارة (الله اكبر) ليصبح العلم الرابع للدولة العراقية الحديثة.

بعد ذلك اختار مجلس الحكم بعد اكثر من عام على سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان عام 2003 علما جديدا من بين 30 تصميما عرضت عليه وكان هذا في السادس والعشرين من نيسان عام 2004 ايضاً وهو من تصميم الفنان العراقي المشهور رفعت الجادرجي ليكون العلم الخامس للعراق خلال 83 عاما هي عمر الدولة العراقية الحديثة.

و قد قرر المجلس اعتماد العلم الجديد وهو يتألف من هلال أزرق فاتح على خلفية بيضاء وشريط باللون الأصفر مع خطين باللون الأزرق عند القاعدة. ويرمز الهلال إلى الدين الرسمي للدولة وهو الاسلام، في حين يمثل الشريط الأصفر إقليم كردستان العراق ويشير الخطان الزرقاوان إلى نهري دجلة والفرات. لكن تظاهرات شعبية غاضبة في انحاء المدن العراقية رفضت هذا العلم بذريعة ان وجود الخطين في اعلاه واسفله جعلاه شبيها بالعلم الاسرائيلي الامر الذي ارغم مجلس الحكم على تجميد قراره السابق بالموافقة عليه وقرر اختيار علم جديد لكن هذا الامر لم ينفذ لحد الان.