سمية درويش من غزة-واشنطن -وكالات: تخضع الحكومة الفلسطينية الملونة لأول إمتحان ناري من نوعه، بعدما سجلت الجماعات المسلحة المتناحرة في شمالي قطاع غزة، أول معركة مسلحة أهدت خلالها أم رامي سرور أحد كوادر كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، في عيدها اليوم، رأس ابنها. وكانت حماس وفتح قد إتفقتا في الثامن من شباط (فبراير) الماضي في مكة المكرمة، على تشكيل حكومة وحدة وطنية، ووقف موجة الإقتتال الداخلي التي إندلعت عقب وصول حماس إلى سدة الحكم مع نهاية آذار (مارس) العام الماضي.
ومع عودة المعارك المسلحة في أكثر البؤر سخونة، سلط المواطنون الذين رحبوا بحكومة الوحدة الوطنية قبل أيام، الضوء على الحكومة الوليدة التي تضم بين جنباتها ألوان الأطياف الإسلامية والعلمانية واليسارية، منتظرين أن تلعب الحكومة ووزارة الأمن دورًا حازمًا وصارمًا لضمان عدم تكرار تلك الجرائم.
وقتل ما يزيد عن 300 فلسطيني في المعارك الداخلية التي دارت في مناطق متفرقة بين عناصر حركتي فتح وحماس والتي غذت نيرانها التصريحات الإعلامية التي قادتها الزعامات السياسية خلال الفترة السابقة.
وبحسب مصادر فلسطينية أمنية تحدث إليها quot;إيلافquot;، فان قذائف من نوع quot;ار بي جيquot; أطلقت تجاه منزل القيادي في كتائب الأقصى سميح المدهون والذي نجا سابقًا من عدة محاولات إغتيال، قتل على أثرها أحد مرافقيه رامي يوسف سرور 23 عامًا.
واتهمت على الفور قيادة فتح السياسية والعسكرية، عناصر حركة حماس المسلحة بمهاجمة المنزل وإطلاق قذائف صاروخية تجاهه بهدف إغتيال قائد كتائب الأقصى، في حين تنفي حماس تلك الإتهامات.
وتنفس الفلسطينيون الصعداء بعدما أدت الحكومة الوليدة السبت الماضي اليمين الدستوري أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد مخاض عسير، آملين بأن تتمكن من كسر الحصار الذي فرض عليهم ولجم حالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح ووقف جرائم القتل المنتشرة.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية، إلى اجتماع عاجل بهدف تطويق الأحداث التي اندلعت بين عناصر مسلحة من حركتي فتح وحماس، مؤكدة بأنها ستعمل على تقصي الحقائق للتوصل إلى حل جذري لهذه الأحداث ووقف نزيف الدم في الشارع الفلسطيني.
الرباعية تريد من الحكومة الفلسطينية إلتزامًا حيال السلام
و طالبت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط اليوم الأربعاء، حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بإلتزام واضح وموثوق به حيال السلام مع إسرائيل، وذلك بهدف رفع الحصار المالي والدبلوماسي عنها. وفي بيان أعقب يومين من المداولات، أبقى وزراء خارجية أعضاء اللجنة الرباعية (الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة) على الشروط الثلاثة لاستئناف المساعدة الدولية للحكومة الفلسطينية بقيادة حماس، وهي التخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل وقبول الإتفاقات الموقعة معها سابقًا.
وقال البيان المشترك إن اللجنة الرباعية إتفقت على القول إن التزام الحكومة الجديدة بهذا الصدد لن يقاس فقط على أساس تركيبتها وبرنامجها، وإنما أيضًا بناءً على أفعالها. وأضاف أن اللجنة الرباعية تنتظر من حكومة الوحدة الفلسطينية أن تتحرك بشكل مسؤول وأن تظهر التزامها الواضح والموثوق به تجاه مبادئ الرباعية وأن تدعم جهود الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال (حل) الدولتين للتوصل بالتالي إلى السلام والأمن والحرية التي يستحقها الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي.
ويؤكد البيان علاوة على ذلك تمديد العمل بآلية التمويل الدولية التي أقامها الأوروبيون للتمكن من تقديم مساعدات للفلسطينيين مع تفادي حماس.
خطف مسؤول من حماس في غزة
أعلن مسؤولون في أجهزة الأمن الفلسطينية أن مسلحين مجهولين خطفوا مساء اليوم في مدينة غزة أستاذًا جامعيًا مسؤولاً في حركة حماس. وأوضح المسؤولون أن مسلحين خطفوا أدهم الصوفي الأستاذ في الجامعة الإسلامية في غزة حين كان يغادر مسجدًا وأجبروه على إمتطاء سيارتهم قبل أن يلوذوا بالفرار.
وهي أول عملية خطف لمسؤول من حماس منذ تولي حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تضم حركتي فتح وحماس، مهامها السبت. من جهة أخرى تم خطف ناشط من فتح مساء الأربعاء إثر مواجهات بين فلسطينيين أوقعت قتيلاً و17 جريحًا في شمال قطاع غزة، بحسب حصيلة جديدة للأجهزة الأمنية.
وكانت حصيلة سابقة قد أشارت إلى قتيل وخمسة جرحى. وقتل أحد المارة في تبادل لإطلاق النار بين عناصر من حماس وفتح، بحسب المصادر ذاتها. وتكثر في قطاع غزة أيضًا المواجهات المسلحة بين عائلات متنافسة على خلفية الفوضى الامنية.
التعليقات