لندن، طهران:
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً بعنوان quot;بوش لا يريد التهدئة بلا مهاجمة إيرانquot;. يقول فيه إنه من المتوقع أن يعقد لقاء غير مسبوق بين الولايات المتحدة وإيران في العراق خلال الاأيام القليلة المقبلة، ويصر الطرفان على أنه لن يتم التطرق فيه لأي موضوع عدا العراق. فهل من المحتمل أن يكون لهذا اللقاء الفضل في تهدئة بينهما، الأولى منذ الثورة الاسلامية؟ ذلك من المستبعد، ومن المؤشرات على ذلك الجولة التي قام بها مؤخرًا نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى المنطقة، بهدف الحد من النفوذ الإيراني.

ومن جهته، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارة له للإمارات، بعد يوم واحد فقط من زيارة تشيني لها إنهم (الأميركيون) يعلمون أنهم إذا أقدموا على ارتكاب هذا الخطأ، فإن انتقام الشعب الإيراني سيكون شديدًا وسيندمون. وقد دعا الرئيس الإيراني خلال زيارته للإمارات إلى إنهاء الوجود العسكري الأميركي في الخليج، وألقى أمام حشود حيته بالهتافات باللوم على اميركا في quot;المساس باستقرار المنطقة ونهب ثرواتهاquot;.

ويضيف الكاتب: quot;الولايات المتحدة رفضت العديد من الخطوات الإيجابية من طهران، بما في ذلك إعرابها عن استعدادها لدعم مبادرة السلام العربية في 2002 والمساهمة في تحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي.

وفي 2003، كانت إيران من جملة قلة من الدول التي وقعت بروتوكولاً اضافيًا لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، من شأنه تعزيز سلطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن الولايات المتحدة لم تكترث لكل تلك المبادرات لأن هدفها الوحيد هو الإطاحة بالملالي. إذًا فكيف لا تحاول إيران الحصول على اسلحة نووية؟

محافظون ايرانيون ينتقدون الحوار مع الولايات المتحدة

من جهة ثانية، انتقد نواب وصحف من تيار المحافظين في ايران قرار حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد، فيإجراء محادثات مع الولايات المتحدة حول العراق. ونقلت صحيفة جمهورية المحافظة عن النائب المحافظ رضا طلائعي-نك قوله إن التفاوض مع الولايات المتحدة رغم الكراهية التي يكنها الشعب العراقي المسلم للأميركيين ولاستراتيجية المواجهة التي تتبعها الولايات المتحدة حيال ايران، ليس مفيدًا. ووصف الممحادثات الأميركية الايرانية بأنها خطأ سياسي ودبلوماسي.

من جهته قال النائب المحافظ حجة الاسلام سبحاني نيا: quot;يمكننا أن نتناقش مع الولايات المتحدة في جو مناسب وعلى أساس المساواة (...) لكن الولايات المتحدة برهنت انها ليست جادةquot;. واضاف: quot;شهدنا باستمرار مؤامرات اميركية لإسقاط الجمهورية الاسلامية. لذلك المناقشة مع دولة لا تحترم مبادئنا لا تتطابق مع الأعراف الدبلوماسيةquot;.

وكان مدير صحيفة quot;كيهانquot; المحافظة المتشددة حسين شريعتمداري قد صرح الإثنين بأن التحادث مع الولايات المتحدة quot;مرادف للرقص مع الذئاب ومصافحة الشيطانquot;. وفي جانب الاصلاحيين،تلقىالمحادثات ترحيبًا.

وكتبت صحيفة quot;هان ميهانquot; المعتدلة: quot;اذا كان هدف حكومة احمدي نجاد الإبتعاد عن سياسة المواجهة مع الولايات المتحدة (...) يمكن أن يشكل الحوار حول العراق خطوة في الاتجاه الصحيحquot;. وأضافت quot;ولكن اذا كانت الحكومة تريد الإستمرار في عرض الولايات المتحدة على انها الشر المطلق فإن المفاوضات لن تؤدي سوى الى مزيد من تعقيد الامور بين البلدينquot;.