واشنطن: أفادت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية اليوم الأحد أن الولايات المتحدة تدرس احتمال الإبقاء على وجود عسكري في العراق لسنوات عديدة يصل عديده إلى حوالى خمسين الف عسكري مقابل 150 الف حاليًا. ولم يؤكد المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو ولم ينف هذه المعلومات.

وقال لشبكة quot;سي بي اسquot; التلفزيونية الاميركية quot;في وقت من الاوقات بالتأكيد، نريد ان نكون قادرين على سحب قواتquot; من العراق، مع الإشارة إلى أن ذلك يتعلق بالظروف على الأرض وقدرة المسؤولين السياسيين العراقيين على وضع حد لخلافاتهم.

وأشار إلى أن الجنود الاميركيين يفترض أن يكونوا قادرين، في حال خفض عديدهم بشكل كبير، على التدخل في العراق على شكل قوة تدخل سريع لمساعدة القوات العراقية التي ستكون في الخطوط الامامية. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ضباط عسكريين اميركيين ومسؤولين آخرين، لم تكشف هوياتهم، أن الخطة تستند إلى أساس الإستنتاج بأن تخفيضًا كبيرًا للقوات سيبدأ على الارجح في منتصف السنة المقبلة، على أن يتم سحب ثلثي القوات الحالية البالغ عددها 150 الفًا في أواخر 2008 أو مطلع 2009.

وأضافت أن الأسئلة التي يتداول بها المسؤولون الآن ليست إن كان سيتم خفض الوجود الاميركي، لكن بأي سرعة وإلى أي مستوى ولأي هدف.
ويقول بعض المسؤولين إن خفض القوات سيظهر للقوات المناهضة للاميركيين أن الاحتلال لن يستمر الى الابد، فيما يطمئن الحلفاء العراقيين إلى أن الولايات المتحدة لا تعتزم مغادرة البلاد، كما اضافت الصحيفة.

ورأى بعضهم أنه حتى وإن كان الهدف الاإسحاب الكامل، فإن الأمر سيستغرق سنة لتنفيذه. وقدر أحد المسؤولين أنه مع وجود طريق رئيس واحد للخروج من البلاد - عبر جنوب العراق إلى الكويت - سيتطلب الامر ثلاثة آلاف قافلة كبرى على الأقل وعشرة أشهر لسحب المعدات الاميركية وعناصر الجيش، من دون أن يتم احتساب آلاف الآليات التي سيكون المطلوب منها حماية مثل هذه العملية.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين الاميركيين يعتبرون ايضًا انه خلف الخطاب المناهض للاميركيين، حتى المتشددين الشيعة لا يريدون فعليًا الانسحاب الاميركي الكامل لا سيما انهم يشعرون بتهديد المسلحين السنة. واوضحت quot;واشنطن بوستquot; ان الجنود الباقين على المدى الطويل لن يتخذ وجودهم شكل الاحتلال الحالي، مع الاحتفاظ بإمكانية تنفيذ عمليات مستقلة.

وذكرت أن أساس الخطة سيكون توكيل فرقة مشاة معززة تضم حوالى 20 الف جندي ضمان أمن الحكومة العراقية ومساعدة القوات العراقية في معارك عند الحاجة. وثانيًا، ستتولى قوة تدريب واستشارات تضم حوالى عشرة آلاف عنصر العمل مع الجيش العراقي ووحدات الشرطة.

إضافة الى ذلك، فإن المسؤولين يفكرون في نشر وحدة عمليات خاصة صغيرة لكن قوية لتركز على محاربة تنظيم القاعدة في العراق. وقال مسؤول في البنتاغون للصحيفة quot;اعتقد اننا سنبقي على قدرات قوية لمكافحة الارهاب في هذا البلد لفترة طويلة جدًاquot;. واخيرًا، قالت واشنطن بوست إن قيادة مثل هذه القوة والعناصر اللوجستية التابعة لها ستضم أكثر من عشرة آلاف عنصر.