إيلاف من الرياض: وضعت الزيارة الملكية التي قام بها عاهل السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى إسبانيا، أطرًا أكثر وضوحًا لطبيعة العلاقة بين المملكتين، خصوصًا من جانبها الاقتصادي بعد الإتفاق على إنشاء صندوق مشترك بسيولة مالية تقدر بملايين الدولارات.
وليس هذا فحسب، بل يعتبر بيانها الختامي معاهدة صداقة سياسية بين الرياض ومدريد لجهة الإستراتيجية الخارجية، فيما يختص بملفين يعتبران الأكثر تعقيدًا بالنسبة إليهما، الأول هو عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، والثاني حول ملف مكافحة الإرهاب الذي غدا خبرًا يوميًا في كل صحف العالم.
وركزت الزيارة على الجانب السياسي وكيفية تضافر الجهود لإسكات ناقوس الخطر الذي يعصف ببلدان المنطقة، وأهمية الثقل السياسي الذي تقوم به دول ريادية منها إسبانيا في عملية السلام.
وركزت الزيارة على الجانب السياسي وكيفية تضافر الجهود لإسكات ناقوس الخطر الذي يعصف ببلدان المنطقة، وأهمية الثقل السياسي الذي تقوم به دول ريادية منها إسبانيا في عملية السلام.
وأفردت الصحف الإسبانية صفحات عدة لنقل وقائع هذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها العاهل السعودي،فتقدم ملك إسبانيا خوان كارلوس لمقابلة نظيره السعودي على أرض المطار، لإستقباله شخصيًا، في حين تأتي زيارة العاهل السعودي لإسبانيا في إطار جولته العالمية لربط شتات دول المنطقة الشرق الأوسطية والدفع بعجلة التقدم الاقتصادي وسط مناطق سياسية متوائمة.
وقال خوان كارلوس في خطابه أمام العاهل السعودي، quot;إن ماضينا المشترك وحاضرنا الذي يتسم بروابط مميزة مع العالم العربي يلقيان على عاتق إسبانيا مسؤولية الإنخراط بدينامية من أجل تشجيع السلام في الشرق الأوسط، وفي هذا الصدد يطيب لي أن أحيي جهودكم الحثيثة الرامية إلى تجاوز الوضع المأسوي الذي يسود في الوقت الراهن كلاً من لبنان والعراق وبشكل خاص فلسطينquot;.
وقد أثنى الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الدور الريادي الذي تمارسه إسبانيا في إقرار عملية السلام، و قال: quot;إن منطقة الشرق الأوسط تعاني الكثير من المآسي، فهناك إرهاب دموي إجرامي، وحروب أهلية على وشك الوقوع، ونزاع إسرائيلي عربي متفجر وعملية سلمية جامدة تراوح في مكانها، وكل هذه التحديات تفرض على المجتمع الدولي ومؤسساته والدول الكبرى التحرك بسرعة وفعالية لنزع الفتيل قبل أن تذهب الفرصة ويفلت الزمام، وإن إسبانيا الصديقة بفضل تراثها الغني وموقعها المتميز مؤهلة لأن تشكل دورًا رئيسًا في عملية إقرار السلام، إننا في العالم العربي والإسلامي لن ننسى دعم إسبانيا الدائم للحقوق الفلسطينية المشروعة، كما أن التاريخ سوف يذكر أن أول محاولة جادة جماعية لبدء العملية السلمية ارتبطت باسم مدريدquot;.
وفي الجانب الاقتصادي الذي شهد التوقيع على صندوق البنيات التحتية الإسباني ndash;السعودي والذي يأتي من منطلق المتانة الاقتصادية التي يحظى بها البلدين، فسوف يستثمر الصندوق في العديد من مجالات البنية التحتية ومن أهمها النقل والمياه إضافة إلى الطاقةوتقنية المعلومات، مستفيدًا من خبرة الشركات الإسبانية التي تحتل مراكز متقدمة في العالم في هذه المجالات، وفي الوقت نفسه سوف يفتح لها هذا الصندوق آفاقًا استثمارية واعدة في السوق السعودية، وسوف يوجه جزء من استثمارات الصندوق إلى المدن الاقتصادية المتكاملة التي أعلنت السعودية عن إطلاق أربع منها حتى الآن.
وأكد كارلوس على أن إسبانيا عازمة على بسط نشاطها إلى مناطق لم تستكشف كثيرًا حتى الآن. وحول التوقيع على اتفاقية الصندوق، قال إن ذلك سيؤذن بولادة مرحلة جديدة في علاقاتنا الاقتصادية الثنائية بوضع الأسس الدائمة لإتصالات أكثر قربًا وكثافة بين القطاعات الخاصة في اقتصادنا من أجل تحقيق المصلحة المشتركة. كما جرى التوقيع على اتفاقيات إقتصادية أخرى إلى جانب المجال الصحي.
وفي ما يلي صور بثتها وكالة الأنباء السعودية تلخص الزيارة الملكية السعودية لإسبانيا
التعليقات