مسفرغرم الله الغامدي من الرياض- وكالات:بعد النجاح الذي حققته قمة مكة المكرمة في طي صفحة من الخلافات بين القوى الفلسطينية، سجل اليوم الملك عبدالله بن عبد العزيز هدفًا جديدًا في سلة الخلافات العديدة التي تضعف وترهق الأمم العربية منذ سنوات عديدة. وقد تكللت اليوم جهود رجل السلام بتوقيع اتفاقية بين الرئيس السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي، حيث وضعت حدًا للخلافات التي شهدها البلدان مؤخرًا.
وقد وقع البشير وديبي على الإتفاق الذيجاء تحت عنوان quot;اتفاق ثنائي لتطوير وتعزيز العلاقات بين جمهورية السودان وجمهورية تشادquot;، كما وقع على الإتفاق العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذي رعى هذا اللقاء .
و قد تلا وزير الثقافة والإعلام إياد بن أمين مدني بيان الإتفاق التالي:

رغبة من حكومة جمهورية السودان وحكومة جمهورية تشاد / المشار إليهما فيما بعد بالطرفين / في توثيق أواصر الصداقة الأخوية بين البلدين ، وتدعيم الروابط التاريخية بين شعبيهما الشقيقين في كافة المجالات، وإلتزامًا باحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وإدراكًا منهما بالآثار المدمرة للنزاعات المسلحة على الأمن والإستقرار وجهود التنمية في البلدين، وتماشيًا مع أهداف ومبادئ القانون التأسيسي للإتحاد الأفريقي، واستجابةً منهما للمبادرة الكريمة والجهود المخلصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز .
اتفقا على ما يلي...
المادة (1)
يؤكد الطرفان التزامهما الكامل بالإتفاقيات الموقعة بينهما ، الثنائية منها والمتعددة الأطراف، خاصة إعلان إتفاقية طرابلس الصادرة في 8 شباط (فبراير) 2006، وكذلك الإلتزامات المنصوص عليها في محاضر الإجتماعات الثنائية والمتعددة الأطراف الهادفة إلى تفعيل اتفاق طرابلس ومعالجة الوضع بين السودان وتشاد .
المادة (2)
يتعهد الطرفان بالعمل المخلص والجاد من أجل تطوير العلاقات وتعزيزها بين البلدين في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، والعمل على تحقيق هذا الهدف عبر كافة القنوات الرسمية والشعبية في البلدين .
المادة (3)
يلتزم الطرفان لتنفيذ هذا الإتفاق بما يلي :
أ - احترام سيادة أراضي الطرف الآخر وسلامتها وعدم التدخل في شؤونه الداخلية .
ب - منع استخدام أراضي البلدين لإيواء أو لحشد أو لتدريب أو لمرور أو لتموين الحركات المسلحة المعارضة للطرف الآخر. . . أو تقديم أي نوع من أنواع الدعم المادي والمعنوي لهذه الحركات ، والعمل على إبعادها فورًا عن أراضي البلدين .
ج - دعم جهود الإتحاد الإفريقي السياسية والأمنية لإعادة الإستقرار لإقليم دارفور والمناطق الحدودية بين البلدين ، من خلالتنفيذ اتفاق سلام دارفور .
المادة (4)
يؤكد الطرفان على العمل من أجل التنفيذ الكامل لما ورد في اتفاق طرابلس، وبصفة خاصة الجوانب المتعلقة باللجنة الأمنية العسكرية العليا التي تم الإتفاق على إنشائها بتاريخ 28 آب (أغسطس) 2006، واتخاذ الخطوات اللازمة لتفعيلها.
المادة (5)
اتفق الطرفان على تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ، وفي هذا الصدد إلتزم الطرفان بالعمل على فتح قنوات الإتصال المباشر بين المسؤولين في البلدين، وتشجيع تبادل الزيارات على المستويات الرسمية والشعبية، بما في ذلك رجال الأعمال والمستثمرين، وإبرام الإتفاقيات والبروتوكولات اللازمة لهذا الغرض، أو لما تتطلبه مجالات التعاون المشترك وفق الحاجة إليه.
المادة (6)
اتفق الطرفان على التعاون والعمل المشترك لتطوير ودعم العلاقات بين الأقاليم الحدودية في المجال الاقتصادي والصحي بصفة خاصة وتجارة الحدود ومكافحة الأمراض العابرة للحدود والنقل والاتصالات بصفة عامة وذلك عبر إنشاء الآليات ووضع البروتوكولات المناسبة لهذا الغرض .
المادة (7)
يلتزم الطرفان بالسعي والتعاون مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لإيجاد الحل الدائم للنزاع الدائر في إقليم دارفور وشرق تشاد بما يحقق السلام والإستقرار للجميع .
المادة (8)
يدخل هذا الإتفاق حيز التنفيذ بعد التوقيع عليه من قبل الطرفين .
حرر في اليوم 16 من شهر ربيع الثاني 1428هـ .
الموافقة 3 من شهر أيار (مايو) 2007 .
عمر حسن أحمد البشير إدريس ديبي
رئيس جمهورية السودان رئيس جمهورية تشاد

وكان خادم الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد عقد إجتماعًا ثنائيًا مغلقًا مع الرئيس إدريس ديبي أنتو رئيس جمهورية تشاد، ثم انضم إليهما الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان بحضور الأمير سلطان بن عبدالعزيز . وحضر مراسم توقيع الاتفاق الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام و الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الإستخبارات العامة والوفدان الرسميان للبلدين وأصحاب المعالي الوزراء .
هذا وقد قلد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مزرعته بالجنادرية اليوم الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان قلادة الملك عبدالعزيز التي يتم منحها لكبار قادة وزعماء دول العالم . وكان العاهل السعودي قد قلد مساء أمس الرئيس إدريس ديبي أنتو رئيس جمهورية تشاد قلادة الملك عبدالعزيز
وكانت العلاقات بين تشاد والسودان قد توترت مجددًا بعد المواجهات الحدودية الدامية التي حصلت في التاسع من نيسان (أبريل) الماضي بين الجنود السودانيين والتشاديين في إقليم دارفور السوداني وفي مناطق محيطة به.إلا أن مساع بذلت بسرعة لاحتواء الأزمة مع تأكيد الطرفين على ضرورة التهدئة.

وفي الماضي تبادلت السودان وتشاد الاتهامات بدعم متمردين على الجهتين من الحدود، وسط مخاوف من تمدد النزاع في دارفور في غرب السودان إلى تشاد المجاورة.

وتأتي زيارة البشير بعدما رفض السودان الأربعاء مذكرتي توقيف أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق اثنين من مسؤوليه هما وزير الدولة السابق في وزارة الداخلية احمد هارون وعلي كشيب احد قادة ميليشيا الجنجويد لضلوعهما المحتمل في جرائم ارتكبت في دارفور.
.
.

وفي ما يلي صور التوقيع على الاتفاقية