دمشق : أكد مصدر دبلوماسي عربي أن المملكة السعودية ترفض بشكل مطلق أي حوار مع سورية من أي نوع وأي مستوى ما لم يتم حل المشكلة اللبنانية ، مشيراً إلى أن العلاقة بين البلدين مرشحة للتدهور أكثر بكثير مما هي عليه .

وأوضح المصدر أن القيادة السعودية quot; غير مستعدة بالمطلق quot; لتحسين العلاقات مع سورية في الظرف الراهن ، كما أنها quot; لا ترغب بأي وسيط عربي أو دولي quot; بينها وبين سورية ما لم يتم حسم الخلافات حول الملف اللبناني بما يتماشى والمطالب العربية والدولية.

وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إلى أن السعودية quot;لديها ملفات إعلامية هامة ضد النظام السوري، وإن ساءت الأحوال قد تقوم بحملة إعلامية عبر وسائل إعلامها المقروءة والمسموعة والمرئية، وخاصة قناة العربية وصحيفة الشرق الأوسط، خاصة إن بقيت سورية متمسكة بموقفها من الأزمة اللبنانية ولم ترفع يدها عن لبنانquot; .

وقال إن السعودية quot;حرصت على أن يبقى الخلاف مع سورية على مستوى النظام السوريquot;، مؤكداً على أن الخلاف quot;لن ينتقل إلى مستوى المواطنين السوريين أنفسهمquot;.

واستبعد المصدر أن تنجح اللجنة الوزارية العربية في حل الملف اللبناني وخاصة لجهة ملئ الكرسي الرئاسي اللبناني، إلا أنه أشار إلى أنها quot;قد تنجح في تجميد المشاكل ومنع التدهور الأمني في لبنان مؤقتاًquot;.

وترفض سورية ربط علاقاتها مع الدول العربية بالملف اللبناني، ويقول كبار المسؤولين السوريين إن الملف اللبناني هو شأن لبناني داخلي يجب بحثه مع كافة قوى المعارضة اللبنانية، فيما تتهمها دول عربية وأجنبية بأنها تستخدم حلفائها في لبنان لتعطيل أي حل للقضية اللبنانية لا يتناسب مع رغباتها.

وكان العاهل السعودي توّج سوء العلاقة بين البلدين برفضه المشاركة في القمة العربية الأخيرة التي استضافتها دمشق، وطالبت السعودية سورية في أكثر من موقف أن تعامل لبنان على أنه دولة مستقلة ذات سيادة وتوقف كل محاولات الهيمنة على شؤونه الداخلية.

وكانت العلاقات السعودية السورية بدأت تشهد توتراً حاداً بعد اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري، واشتد التوتر بعد الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006، حين وصف الرئيس السوري العرب الذين انتقدوا حزب الله لقيامه بالحرب بـ quot;أنصاف الرجالquot;.