صلاح سرمينيمن باريس: يحتفي أكثر من نصف عدد البلاد العربية بمهرجاناتٍ سينمائية، دولية، ومحلية، عامّة، ومُتخصصّة (المغرب، الجزائر، تونس، مصر، سوريا، الأردن، العراق، الإمارات، قطر، سلطنة عمان، لبنان، البحرين).
بينما وصلت الأخبار حديثاً عن إلغاء أحد المهرجانات المُهمّة في جدّة/السعودية بعد ثلاث دوراتٍ طموحة (هناك quot;مهرجان أفلام السعوديةquot; في مدينة الدمام الذي أُسّس في عام 2008، ولا أعرف ماذا يخفي مصيره ؟).
وباستثناء بعض التظاهرات المُؤقتة في الكويت، تفتقدُ باقي الدول العربية لمهرجاناتٍ مُماثلة (اليمن، السودان، ليبيا، موريتانيا، الصومال، جيبوتي، جزر القمر).
وعلى الرغم من مرحلة بناء الدولة الفلسطينية، والاعتداءات الإسرائيلية المُستمرة، والحصار، وسرطان المُستوطنات،...لم تخلُ quot;الضفة الغربيةquot; من تظاهراتٍ سينمائية مُؤقتة، ولكن لم يتأسّس فيها بعد مهرجان سينمائي دولي لأسبابٍ، ومُبرراتٍ منطقية تماماً تعيشها البلاد، وانطلاقاً من معرفتي بالمشهد المهرجاناتيّ العربي، هناك، على الأقلّ، مبادرةٌ/فكرةٌ واحدةٌ بدأها منذ عامٍ تقريباً الفلسطينيّ quot;عز الدين شلحquot; الذي تُشير سيرته المهنية إلى دراسته في القاهرة، وعمله الصحفيّ، والتلفزيونيّ، والإعلاميّ.
وقد تخيّر لمشروعه عنواناً كبيراً، مُهماً، وإشكالياً: quot;مهرجان القدس السينمائي الدوليquot;.
بالنسبة لي، أعرف quot;عز الدين شلحquot; من خلال الأخبار التي كان يُرسلها لي من حينٍ إلى آخر، وكنتُ أنشرها في مُدونتي quot;سحر السينماquot; قبل التوقف عن تجديدها، والتفكير جدياً بتحويلها إلى مُدونة مُتخصصة بالسينما الهندية (وللسينما العربية نقاداً أشداءَ يحمونها).
كان يستوقفني في تلك الأخبار quot;الطابع الدعائيّquot; المُتكرر في طريقة تحريرها، ومحتواها، موقعةً غالباً بأسماء صحفيين مثل : حسن دوحان، سامية بطاش، أمجد التميمي، حميد الأبيض،...( ولا أعرف إن كانوا حقيقيين، أم وهمييّن) يعاندون في ممارساتهم الترويجية بطريقةٍ مُقلقة.
ولم يمنعني ذلك عن متابعة نشاطه المُقتصر حالياً على مُشاركته في عضوية لجنة تحكيم الدورة العاشرة (وربما الحادية عشر أيضاً) لـquot;مهرجان العالم العربي للفيلم القصيرquot; الذي ينعقد في مدينتيّ quot;أزروquot;، وquot;أفرانquot; المغربيتيّن، وحصوله وقتذاك على quot;جائزة الأرز الذهبية تكريماً للسينما الفلسطينيةquot; (كما جاء في خبرٍ نُشر في مواقع كثيرة مصحوباً بصورةٍ له) .
ذاك الجانب quot;الدعائيّquot; المُبالغ فيه أحياناً، أثار انتباهي حقاً (تعوّدت quot;مسابقة أفلام من الإماراتquot; في quot;أبو ظبيquot;، بإدارة السينمائيّ quot;مسعود أمر اللهquot; حتى دورتها السادسة على منح كلّ الضيوف المُشاركين شهاداتٍ تقديرية، يضعها الجميع عادةً في أرشيفهم)، حتى قراءة خبر تأسيس quot;مهرجان القدس السينمائي الدوليquot;.
في البداية، اعتقدتُ بأنه ينعقدُ في quot;القدس المُحتلةquot;، وحينها، طرحتُ على نفسي سؤالاً :
ـ كيف يصبح quot;عز الدين شلحquot; مديراً لمهرجانٍ سينمائيّ دوليّ في دولة الاحتلال، وهل وصلت إلى درجة من الديمقراطية/الشفقة كي تسمح لفلسطينيّ بأن يترأس مهرجاناً سينمائياً دولياً باسم quot;القدسquot; ؟
إذاً، ومنذ البداية، يُثير العنوان تساؤلاتٍ، وحالةً من الاستغراب، خاصة، وأنه يُحيل فوراً إلى مهرجانٍ آخر ينعقدُ في إسرائيل، ويعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1984، وانعقدت دورته الأخيرة خلال الفترة من 9 وحتى 18 يوليو 2009، (يوماً واحداً قبل نشر الخبر في إيلاف)، ولا أعرف فيما إذا كان quot;شلحquot; غافلاً عنه ؟
زحمة عملي لمهرجاناتٍ سينمائية راسخة، والدموع الهادرة التي أذرفها خلال مشاهداتي اليومية للسينما الهندية، جعلتني أنسى quot;مهرجان القدسquot;، وأيّ مهرجانٍ عربيّ آخر(وحتى التوقف عن السعيّ لحضورها، ومُتابعتها)، ولهذا، لم تتخطَ تساؤلاتي ذاك الحدّ، وقلتُ لنفسي : لِمَ لا، ربما يرغب quot;عز الدين شلحquot; تحديّ المهرجان الإسرائيلي، وهذا من حقه؟ خاصةً، وأنني كنتُ المُحرّك الأساسيّ لفكرة تأسيس quot;مهرجان سينمائيّ دولي للأفلام القصيرةquot; في quot;الناصرةquot;، ولكن هذه المرة، من خلال الاتصالات التلفونية المُستمرّة، واللقاءات اللاحقة في باريس، وتونس مع السينمائيّ الفلسطيني المُجتهد quot;عنان بركاتquot;، مدير quot;المدرسة العربية الفلسطينية للسينماquot; في تلك المدينة .
في الحقيقة، لم يتركز فضولي الاحترافيّ حول quot;مهرجان القدس السينمائي الدوليّquot; إلاّ بعد قراءة خبر مُقتضب نُشر في قسم السينما بموقع quot;إيلافquot; بتاريخ 10 يوليو 2009 تحت عنوان:
quot;الحصار يمنع مخرجين فلسطينيين من المُشاركة في مهرجاناتٍ سينمائيةquot;.
وفي الوقت الذي يُوجه محتوى الخبر الانتباه نحو حالةٍ مُؤلمة يعيشها المخرجون الفلسطينيون:
quot;حالَ الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من عامين خروج عدد من المخرجين الفلسطينيين من غزةquot;.
يُشير الخبر ـ نفسه ـ إلى وضعٍ مُناقض تماماً، وكأنّ الحصار لا يشمل quot;عز الدين شلحquot;.
quot;الذي وصل إلى المملكة المغربية للمُشاركة كعضو في لجنة التحكيم لمهرجان العالم العربي، والذي يعقد بتاريخ 23-27/ يوليو 2009 بمدينة إفران، ومن ثم المُشاركة في المهرجان الدولي للفيلم العربي في الجزائر المنعقد في وهران بتاريخ 23-30/ يوليو، وفي مهرجان الإسكندرية الدولي الذي يستضيف في دورته الخامسة والعشرين السينما الفلسطينية بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية، والمنعقد بتاريخ 4-10/ أغسطسquot;.
ومن الطبيعي أن يُثير الخبر، ومحتواه، وتناقضاته حفيظة المخرجين الفلسطينييّن quot;المُحاصرينquot;، حيث يُوحيquot;عز الدين شلحquot; بأنه يتحدث باسمهم، ويدافع عن أوضاعهم في ظلّ الحصار:
quot;وقد أعرب الناقد السينمائي عز الدين شلح رئيس مهرجان القدس السينمائي الدولي عن استيائه من عدم تمكنهم في المشاركةquot;.
والأكثر استفزازاً لهؤلاء، بأنه يضع صورةً له، وهو في quot;عزّquot; حالاته المعنوية، بدل أن يُرفق الخبر بصورةٍ من أفلام أحدهم، مما يجعل التطرّق لمُعاناتهم حجةً للحديث عن نفسه.
تلك التناقضات أعادتني إلى طرح التساؤلات عن حقيقة المهرجان، وجدية مديره، وزاد من فضولي التعليقات المُثيرة التي حصدها، ووصلت (حتى تاريخ كتابة هذه السطور) إلى 53 تعليقاً.
وأعتقد جازماً بأنّ quot;عز الدين شلحquot; تسرّع كثيراً في الإعلان عن فكرته الجادة، والنبيلة بطريقته الحماسية تلك، وهكذا تناقلتها الصحف، والمواقع الإلكترونية، وأصابها التشكيك، ووصلت إلى درجة الإساءة إلى الفكرة نفسها بدل خدمتها، وتعزيزها، ورُبما تسببّ في إجهاضها، وهي ما تزال نطفةً/فكرةً قبل أن تصبح جنيناً يتطوّر في محيطه الطبيعي.
والحقيقة، بأنّ الأفكار في هذا العالم كثيرةٌ جداً، ولا يُحصى عددها، ولكنّ الأهمّ، إمكانية تطبيقها، واستمرارها.
بدوري، بدأتُ أهرب من إلصاق مهماتي المُختلفة لمهرجاناتٍ عديدة بصفاتٍ اعتبارية استهلكها العابرون الباحثون عن فوائد آنية (مُبرمج، مُندوب، مُستشار، مُنسق، مُراسل،...)، وحتى تعمدتُ إغفال الإشارة إلى بعضها في سيرتي المهنية، فقد وجدتُ بأنّ عدداً من الوصوليين، والانتهازييّن (بتواطئٍ مُريبٍ مع بعض مدراء المهرجانات العربية) يستسهلون انتحال تلك الصفات بدون امتلاك أيّ دراية، أو خبرة بالعمل السينمائي، والهمّ الوحيد لهم هو حبّ الظهور، واختراق الوسط السينمائي، والاستمتاع بمُميزاته المُختلفة (مهرجانات، دعوات مجانية، لقاءات، سفر، علاقات عامة،..)، فقد درسوا دراسةُ لا علاقة لها بالسينما، ولم تكن في يوم من الأيام شاغلاً حقيقياً لهم، وعملوا في مهنٍ أخرى قبل أن تقودهم quot;الصدفةquot; إلى مهرجانٍ ما لإنجاز مهمةً تطوعيةً، إداريةً، أو تقنية قبل أن يتفطنوا بأنهم يحبون السينما، ويموتون في quot;دباديبهاquot;.
وبالعودة إلى فكرة quot;مهرجان القدس السينمائي الدوليquot;، فإنّ أول ملاحظة تخطر على البال، هي تناقض جوهر الخبر مع إمكانية تحقيقه:
كيف يمكن تأسيس مهرجانٍ في منطقتيّن جغرافيتيّن منفصلتيّن (الضفة الغربية، وقطاع غزة) تُعانيان من حصارٍ، واعتداءاتٍ إسرائيلية في أيّ لحظة، والدخول إليهما عن إما عن طريق الأردن، أو مصر، أو إسرائيل.
ومهرجانٌ سينمائيّ يعني حتماً نسخاً من أفلامٍ تصل، وتعود إلى أصحابها، ذات يومٍ اضطر أحد المخرجين الفلسطينيينquot;المُحاصرينquot; لإرسال نسخةً من فيلمه إلى quot; دبيquot;، وتطوّع أحد أصدقائه بإرساله مرةً أخرى إلى عنواني في باريس؟
وإذا تجرأ السينمائيون على إرسال أفلامهم، وتغاضوا عن ضياعها، مصادرتها، أو تلفها، فهل يصل quot;نضالquot; أحدهم، وتعاطفه مع quot;القضيةquot; إلى حدّ المُخاطرة بالسفر إلى الضفة، أو قطاع غزة، وانتظار مشيئة الله، والحصار كي يدخل إليهما، أو يخرج منهما.
وهل تتوفر في المنطقتيّن الحدّ الأدنى من البنيّة التحتية لاستقبال الضيوف المُفترضين: مواصلات، فنادق، صالات سينمائية، مناخ أمني،...
فإذا كانت المهرجانات العربية الأكثر ثراءً تُعاني من عقباتٍ تنظيمية، وإدارية حقيقية، فكيف يكون الحال مع مهرجانٍ سينمائيّ ينعقدُ للمرة الأولى في quot;مكانٍ مُلتهبquot; .
لقد تمّ التحضير لمهرجانيّ quot;دبيquot;، وquot;أبو ظبيquot; عاميّن تقريباً قبل الإعلان عنهما، وعلى الرغم من خبرة عشرات السنين التي يتمتع بها أعضاء الهيئة الإدارية لـquot;مهرجان السينما العربيةquot; في باريس، لم يتمّ الإعلان عنه إلاّ بعد الانتهاء من إعداد الصياغة القانونية، والإدارية الأولية للمهرجان، وأكثر من ذلك، والأهمّ مهنياً، لم يحصل أيّ واحدٍ منهم على دعوةٍ لمُتابعة أيّ مهرجان(ولن يسعى إليها) بصفته رئيساً، أو مديراً، أو عضواً في الهيئة الإدارية لـquot;مشروع مهرجانquot;، وكلّ واحدٍ منهم يُمارس نشاطه الطبيعيّ انطلاقاً من صفته الاحترافية الخاصة.
لقد استعجل quot;عز الدين شلحquot; حينما أعلن عن فكرته، ومشروعه قبل أن تكتمل خطواته التنظيمية، وتسرّع عندما منح نفسه صفة quot;مديرquot; بدون الإعلان عن هيئة إدارية، أو جهة مُمولة، أو داعمة من المُفترض بأن تُرشحه لهذه المهمة.
واستفزّ الآخرين عندما اتصل بهذا المهرجان، أو ذاك بصفته الاعتبارية، والكتابة عن نشاطاته، وتحركاته بتلك الطريقة الدعائية التي تخيّرها، وليس بصفته الصحفية.
والأكثر إشكاليةً، بأنّ quot;عز الدين شلحquot; لم يجد غير بعض المشكوك في مصداقيّتهم المهنية كي يجمعهم حوله مُناصرين، ومُدافعين، أو مُنتظرين المنفعة (أحدهم كتب عن نفسه بأنه quot;المُنسق العامّquot; في المغرب لـquot;مهرجان القدس السينمائي الدوليquot;، وقبل ذلك، أطلق على نفسه أيضاً quot;مستشارquot; الدورة الأولى لـquot;مهرجان صنعاء السينمائي الدوليquot; في أفريل 2008، وأيّ quot;جاهلquot; بالثقافة السينمائية العربية يعرف بأنّ المهرجان كان مشروعاً لم يتحقق).
وربما تجاوز quot;عز الدين شلحquot; معرفته بحقيقة هؤلاء، أو منعته خبرته عن معرفتهم، وهي بدايةٌ غير مُشجعة على الإطلاق.
وبغضّ النظر عن الجانب الإشكاليّ في quot;مهرجان القدس السينمائي الدوليquot;، والتساؤلات التي يتعرّض لها quot;عز الدين شلحquot;، فإنّ الفكرة بحدّ ذاتها على قدرٍ كبيرٍ من النبل، والأهمية، وكانت تحتاج فقط إلى الكثير من الصبر، والتعقل، ودراستها مع المُختصين، وانتظار تطوّرها الطبيعي كي لا تتحول إلى فقاعة صابون، ويفقد صاحبها مصداقيّته في الوسط السينمائي.
وعلى الرغم من تحفظاتي، إلا أنني لن أقف في الجانب السلبيّ، وسوف أساهم اليوم بتوجيه الانتباه نحو أفكار، وآراء، ومقترحات قابلة للتعديل، والنقاش، والتطوير،.. مساهمةً مني في دفع المشروع إلى الأمام، بدل تثبيطه، وتحطيمه.
لقد تخيّر quot;عز الدين شلحquot; عنواناً مثيراً : quot;مهرجان القدس السينمائي الدوليquot;.
وبهذه التسمية، يسعى للتذكير، والاحتفاء بمدينة quot;القدسquot; عاصمةً أبدية لـquot;فلسطينquot;، حتى وإن كانت أمنيةً عزيزةً علينا جميعاً (أو أقلّ من جميعاً بنسبةٍ ما)، لأنّه، وحسب أقواله في حواراتٍ مختلفة منشورة في صحفٍ، ومواقع كثيرة، كان يرغب بأن تنعقد دورته الأولى في إحدى المدن المغربية، وربما تنتقل من مدينةٍ عربية إلى أخرى كمهرجان سينمائي مُتنقل يعكس حال الشتات الفلسطيني منذ الاحتلال عام 1948 وحتى اليوم.
تحقيق مثل هذه الفكرة، يجعل المهرجان مختلفاً تماماً، ولا علاقة له بجغرافيا المدينة، ويمكن استخلاص طبيعته، وتوجهاته من العنوان نفسه، فتجمع المُسابقة الرسمية أفلاماً من كلّ أنحاء العالم (ماعدا إسرائيل طبعاً) مُنجزةً من قبل مخرجين فلسطينيين (بما فيهم مخرجي الداخل)، وعرباً, وأجانب، وترتبط موضوعاتها مباشرةً بمدينة القدس/الرمز، وفلسطين، تاريخاً، وحاضراً، ومستقبلاً، وبرامج متنوعة لأفلام تتطرق لفكرة التسامح، السلام، التعايش، المحبة، الحرية،.. وبرنامجاً توثيقياً يُؤرخ لفلسطين، والسينما المُرتبطة بها من خلال الأفلام، الوثائق، التحقيقات التلفزيونية، الكتب، والصور،..
تنعقد الدورة الأولى في مدينةٍ عربية، وخلال عامٍ تنتقل إلى مدنٍ أخرى، وتتحمّل سلطات البلد تكاليف استضافتها، حتى تعود إلى المدينة الأولى الحاضنة، لتبدأ الدورة الثانية.
تتكوّن لجنة التحكيم الدولية من شخصياتٍ سينمائية مهمة، وتمنح جوائز مالية، وتقديرية للأفلام الفائزة، بينما تعتمد المدن الأخرى المُضيفة على لجان تحكيم محلية.
يرأس المهرجان شخصيةً مرموقة، ومعروفة في الوسط السينمائي العربي، والدولي، ويتولى الإدارة مجموعة على قدرٍ كبير من الاحترافية، ويُدير شؤونه quot;مُفوضاً عاماًquot; يمتلك الخبرة اللازمة إدارياً، وفنياً، معتمداً على quot;هيئةٍ استشاريةquot; مختلطة من جنسياتٍ عربية، وأجنبية.
ويحصل المهرجان على الدعم الأساسي من البلد العربي الذي تنعقد فيه الدورات الرسمية، بالإضافة إلى مساعداتٍ مختلفة من المُنظمات العربية، والدولية المعنية بهذه التظاهرة.
طبعاً، لن أستطردّ في الكشف عن اقتراحاتي، لأنها من مهمة quot;الهيئة التنظيميّةquot; لهذا الحدث/المشروع، ولكن، ربما تُعتبر سطوري السابقة بمثابة quot;ورقة عملquot; أولية، أو حتى quot;كشف حسابٍquot; يُعيد الأمور إلى نصابها، ويكشف عن الحقيقيّ، والمُتخيّل في الثقافة السينمائية العربية.
هامش:
قبل كتابة قراءتي هذه، ورغبةً مني بمعرفة الحقيقة، وتوضيحها، كتبتُ بتاريخ 09 يوليو(يومٌ واحدٌ قبل نشر الخبر في quot;إيلافquot;) رسالةً إلى quot;عز الدين شلحquot;، طلبتُ فيها quot;معلوماتٍ إضافيةquot; عن quot;مهرجان القدس السينمائي الدوليquot;.
وصلني الردّ في 12 يوليو، يُعلمني بأنّ مجموعةً من السينمائييّن الفلسطينييّن في الوطن، والشتات تعمل على تأسيس المهرجان، وسينطلق حال اكتمال المُوازنة المطلوبة، وإنهاء كافة الترتيبات.
والمجموعة تعمل حالياً على تشكيل quot;هيئة استشاريةquot; من سينمائييّن عرب بارزين يشاركون في تأسيس المهرجان، واقترح عليّ الانضمام إليها(اعتذرت في رسالةٍ لاحقة).
أدركتها برسالةٍ تالية في 19 يوليو، وأشرت بأنني قرأت الخبر المنشور في إيلاف، وتعليقاته، وكتبت قراءةً حول فكرة تأسيس quot;مهرجان القدس السينمائي الدوليquot; ربما تكون بمثابة quot;ورقة عملquot; للمشروع نفسه، وأرغب ختام قراءتي تلك بأجوبةٍ عن أسئلة سوف أستوحيها من فحوى التعليقات نفسها، فهل أفعل ذلك، وأرسلها للإجابة عنها، وأشرتُ بأنني انتهيت من كتابة قراءتي، ولا أريد نشرها في quot;إيلافquot; بدون علمه، وتعاونه، ومن ثمّ طلبت السماح لي بالإشارة إلى مُراسلاتنا المُتبادلة .
في نفس اليوم جاءني الردّ، موضحاً لي بأن هناك أشياء تتبلور خلال الأيام القليلة القادمة، وطلب مني بأن نعمل، ونتعاون معاً بهدوء حتى تتبلور الأمور.
في 21 يوليو، أرسلتُ له رسالة أخرى أشرح فيها بأنني انتهيت تماماً من الكتابة عن مشروع quot;مهرجان القدس السينمائي الدوليquot;, وقد ذيلته بملاحظة بأنني سوف أوجه له أسئلةً مستوحاة من التعليقات، وسألته إن كان على استعدادٍ للإجابة، لأنني لا أرغب استخلاصها من التعليقات، وأجده يرفض الإجابة، ولهذ، فإنني أنتظر موافقته لتلخيصها.
في نفس اليوم، وصلتني رسالة منه، يعبر فيها بأنه سوف يجيب على تلك الأسئلة، ولكن، لن يردّ على أحدٍ لا يعرفه، أو أيّ شخصٍ يتخفى خلف قناعٍ اسود لا يختلف عن أولئك الذين يمارسون القتل على الأرض، ولكن بطريقة مختلفة، وهو يعتقد بأننا إذا تجاوبنا معهم، فسوف يبدو الأمر تشجيعاً لهم، وأكد لي بأنّ المجموعة تعمل بشكلٍ قانوني، وطلب مني بأن أتروى قليلاً، لأن هناك أشياء تتبلور، وخلال وقت قصير سوف يضعني في صورة التأسيس للمهرجان.
في نفس اليوم أيضاً، أرسلت رسالة أخرى أشرح فيها بأنني سوف أنشر الأجوبة في موقع quot;إيلافquot;
وطلبتُ موافقته كي أرسل الأسئلة، وأفهمته، بأنني في قراءتي لا أدافع عنه، ولا أقف ضدّه، ولكنني كتبت قناعتي، وفهمي للموضوع، وإذا لم يرغب بالإجابة عن أسئلةٍ مُستوحاة من التعليقات، فسوف أصيغ أسئلة من عندي، ولكنني لا أريد الإقدام على أيّ خطوة بدون موافقته، ومعرفته.
في نفس اليوم، وصلتني رسالة منه، تؤكد بأنهم يعملون من خلال هيئة تأسيسية، وجمعية موجودتان قبل الإعلان عن المشروع، وهو جازمٌ بأننا لو تجاوبنا مع أصحاب التعليقات، فسوف يشعرون بأنهم قد حققوا انجازاً، وسوف ندخل في دوامة، وأعرب عن رغبته بالعمل بهدوء، ووعدني بإطلاعي خلال فترةٍ وجيزة على الخطوات السابقة، وما يتبلور الآن، ورجاني بأن لا نُفوت الفرصة على أصحاب التعليقات، وأشار بأن من يتخفى خلف قناعٍ أسود هو شخصٌ جبان، ولا يملك الحقّ في حصوله على الإجابة.
في نفس اللحظة، أكدت له بأنني على استعدادٍ لصياغة أسئلة من عندي، فتساءل فيما إذا كانت لي شخصياً، أم للنشر؟
وفوراً عندما فهمت بأنه لا يحبذ الأسئلة، أخبرته بأنني سوف أستغني عن الحوار، ولكن، سوف أنشر في quot;إيلافquot; فقط القراءة التي كتبتها عن فكرة quot;مهرجان القدس السينمائي الدوليquot; من وجهة نظري، وبدون أيّ مجاملات، أستعرض فيها الجانب السلبي، والإيجابي، وفي نفس اللحظة أيضاً، طلب مني قراءتها، وعلى الرغم من أنني لا أرسل ما أكتبه إلى الأشخاص المعنييّن بكتاباتي، إلاّ أنني تخيّرت هذه المرة بأن تكون هذه الحالة استثناءً، وربما تفيد قراءته المُسبقة لها فرصة من أجل لفت انتباهي إلى كلمة، أو جملة لا تُرضيه، وهكذا، أحصل على موافقته بالنشر، وأعفي نفسي من اتهاماتٍ لاحقة.
في 22 يوليو، أرسلت له القراءة قبل أن أحذف منها بعض الكلمات، والفقرات التي ـ ربما ـ تكون حساسة له، أو لآخرين.
في اليوم التالي، 23 يوليو، أرسلت له رسالةً عاجلة أستعجل فيها اقتراحاته قبل إرسالها إلى quot;إيلافquot;.
في نفس اليوم، أرسلت نسخةً مُعدلة للنشر في quot;إبلافquot;.
في يوم 24 يوليو، أضفت إليها هذا quot;الهامشquot; لتوضيح الصورة للقارئ ما أُمكن، وحتى هذه ساعة متأخرة من هذا اليوم، لم تصلني أيّ اقتراحات، أو اعتراضاتٍ من quot;عز الدين شلحquot; ؟
التعليقات