عبير جابر من الدوحة: ينتظر رواد السينما والنقاد في دولة قطر، وخاصة المهتمين منهم بأحدث وأهم عروض الشاشة الذهبية بكثير من الترقّب إنطلاق النسخة الأولى من مهرجان quot;ترايبيكاquot; الدوحة في نهاية أكتوبر المقبل. ومع أن البرنامج العام للمهرجان لم يحدد بعد حتى الآن إلا أن المتابعين للشأن السينمائي يعوّلون كثيراً على ما سيقدمه هذا المهرجان العالمي من جديد، خاصة أنه يقام ضمن إطار تعاون ثقافي بين مؤسسة عالمية هي quot;ترايبيكاquot; وهيئة متاحف قطر.
وكشفت المسؤولة الإعلامية في مؤسسات ترابييكا العالمية تامي روزين في مراسلة مع quot;إيلافquot; أن المهرجان السينمائي العالمي quot;الدوحة- ترايبيكاquot; للأفلام سينطلق في دورته الأولى في الدوحة من 29 أكتوبر إلى 1 نوفمبر المقبل بالتعاون بين مهرجان ترايبيكا للأفلام وإدارة متاحف قطر. ولفت بيان صادر عن إدارة المهرجان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه أن quot;مهرجان الدوحة- ترايبيكا للأفلام سيطرح أفضل ما في المجتمع القطري والثقافة العربية بشكل أوسعquot;.
وسيشهد المهرجان حضوراً مميزاً يشمل ضيوفاً من المجتمع القطري، إضافة الى حشد من رواد صناعة السينما العالمية. كما سيكون هناك من ضمن فعاليات المهرجان مجموعة من النشاطات المنوعة والبرامج الأسرية التي تساعد في بناء وإلهام وتحفيز صناع ومنتجي الأفلام على التركيز المبادرات السينمائية التربوية الرائدة في دولة قطر.
ونوّهت إدارة المهرجان في بيانها إلى أنه quot;على المدى البعيد، سيوفر مهرجان الدوحة-ترايبيكا للأفلام المناخ الملائم والدعم اللازم والتحفيز المستمر لصناع السينما المبتدئين، كما أنه سيمهد لتوفير منبراً تعليمياً وتوجيهياً على مدار السنة للنشاط السينمائيquot;.
يذكر أن مهرجان quot;الدوحة- ترايبيكا للأفلامquot; أطلق رسمياً في نوفمبر من العام الماضي، خلال زيارة قام بها ممثل المؤسسة العالمية في نيو يروك الى الدوحة حيث أعلن عن تأسيس المهرجان من خلال التعاون الثقافي بين سمو الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان وبين مؤسسي مهرجان ترايبيكا نيويورك جاين روزنثال وكريغ هاتكوف وروبيرت دي نيرو، بحضور والرئيس التنفيذي لهيئة متاحف قطر عبدالله النجار.
وسيستضيف متحف الفن الإسلامي في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات الدورة الأولى للمهرجان، إضافة الى العديد من دور العرض السينمائية القطرية. وسيعلن البرنامج الكامل للمهرجان خلال الفترة المقبلة.
وفي التفاصيل العامة التي أعلن عنها في وقت سابق سيقدم quot;مهرجان ترايبيكا السينمائي الدوحةquot; أعمالاً جديدة لصانعي أفلام معروفين، إلى جانب أفلام جديدة من إنتاج مواهب شابة. كما سيضم برنامج المهرجان حوالي 40 فيلماً بالإضافة إلى أحداث خاصة، الى جانب إطلاق برنامج quot;محادثات الدوحةquot; وهي عبارة عن حوارات هادفة وشاحذة للفكر بين نخبة من مثقفي العالم بهدف تعزيز لغة الحوار في قطر والعالم، خاصة أن من أهداف المهرجان المعلنة العمل على تحويله الى حدث سنوي رئيسي في عالم السينما. وسيوفر المهرجان فرصا نادرة قد لا تتكرر أمام الحوارات والنقاشات التي ستفجر الأفكار والأحاسيس بين أساطير الفن والثقافة العالمية وبين رواد المهرجان من الجمهور المحلي والعالمي.
ويستضيف مهرجان ترايبيكا السينمائي الدوحة أيضا مهرجان الأسرة والرياضة في حديقة البدع في جو حافل بالترفيه الأسري والأنشطة العائلية وكذلك العروض والفعاليات الرياضية المختلفة بالإضافة إلى الألعاب التفاعلية المباشرة، إلى جانب أفلام الأطفال، والأفلام الوثائقية وأحدث أعمال سينما هوليوود والأفلام المستقلة من أفضل أعمال المنتجين العرب.
وتعتبر هيئة متاحف قطر بأن مهرجان ترايبيكا السينمائي يجسد شراكة هدفها أن تجلب إلى الدوحة جميع مقومات الجودة والتنوع بجانب روح الجماعة التي تغمر مهرجان ترايبيكا السينمائي. وعلى المدى الطويل، سيكون مهرجان تريبيكا السينمائي الدوحة العامل المحفز والروح الملهمة للمخرجين وصانعي السينما الواعدين، كما سيشكل أرضية خصبة تنبثق من خلالها أنشطة سينمائية متعددة على مدار العام بالإضافة إلى الاستثمارات الجديدة في هذا القطاع الحيوي.
وستكون الفئات المتنافسة بالمهرجان متنوعة حيث تتنافس الأفلام الروائية والوثائقية في فئتي quot;الروائية العالميةquot; وquot;الوثائقية العالميةquot;، حيث ستقوم لجنة التحكيم باختيار الأفلام الفائزة ومنحها الجوائز المقررة في مجالات quot;أفضل فيلم روائي طويلquot;، quot;أفضل فيلم وثائقيquot;، quot;أفضل ممثلquot; وquot;أفضل ممثلةquot;.
أما الفروع خارج المنافسة في المهرجان فهي مجموعة مختارة من الأفلام من الشرق الأوسط والعالم والتي تعرض خارج نطاق المنافسة.
وسيكون هناك مجموعة مختارة من أفلام الشرق الأوسط، حيث سيتم تكريم الفيلم الفائز من خلال جائزة الجمهور الحاضر في المهرجان الذي سيصوت لاختيار الفيلم الفائز من بين الأفلام المعروضة.
وتتضمن فقرات كل من مراسم حفلي الإفتتاح والختام أفلاما تعرض للمرة الأولى على شاشات السينما، وسيتم اختيار تلك الأفلام بما يتناسب مع المجتمع القطري. أما ضمن المهرجان العائلي والعروض الدولية، فسيتم اختيار مجموعة منتقاة من الأفلام من مختلف بلدان العالم والتي تتطرق إلى القضايا الأسرية والعائلية وكذلك تلك التي تستهدف مرتادي السينما بصورة عامة ليتم عرضها ضمن فعاليات المهرجان.
وحتى تحديد البرنامج ستظل التساؤلات تطرح حول مدى قدرة دولة قطر على استقطاب صناع السينما في العالم لعرض أفلامهم ضن مهرجانها، في تجربة تخوضها للمرة الأولى وتراهن عليها لتحقيق الكثير.

مهرجان ترايبيكا السينمائي
يذكر أن مهرجان ترايبيكا السينمائي تأسس عام 2001 من قبل روبرت دي نيرو وجاين روزنثال وكرايغ هاكتوف، كرد فعل على أحداث 11 سبتمبر، وكان يهدف إلى تحفيز النشاط الثقافي والإقتصادي لمدينة منهاتن من خلال احتفال سنوي للأفلام والموسيقى والثقافة. ويهدف المهرجان إلى مساعدة صانعي الأفلام للوصول إلى جمهور أوسع، ومساعدة صانعي الأفلام العالميين والجمهور على تجربة قوة السينما والترويج لمدينة نيويورك كمركز رئيسي لصناعة الأفلام السينمائية.
وعرض المهرجان أكثر من 1100 فيلم من أكثر من 80 بلداً منذ إطلاق دورته الأولى عام 2002. ومنذ تأسيسه جذب المهرجان في نيويورك، جمهوراً عالمياً فاق المليوني شخص، وجمع أكثر من 530 مليون دولار في نشاطات اقتصادية لمدينة نيويورك.
ففي العام 2002، حقق المهرجان على مدى أيامه الخمس نحو 10.5 مليون دولار أميركي من الأنشطة الاقتصادية في حي مانهاتن، وبحضور بلغ 150 ألف مشاهد.
وفي سنة 2003، حقق المهرجان على مدى تسعة أيام نحو 47.6 مليون دولار أميركي، وبحضور بلغ 352 ألف مشاهد، بينما حقق سنة 2004، في تسعة أيام نحو 72 مليون دولار، بحضور 400 ألف مشاهد. أما سنة 2005، فقد حقق المهرجان على مدى أيامه الثلاثة عشرة نحو 77 مليون دولار أميركي من الأنشطة الاقتصادية في مدينة نيويورك، وبحضور بلغ 275 ألف مشاهد.
وفي سنة 2006، حقق المهرجان على مدى أيامه الثلاثة عشرة نحو 119 مليون دولار أميركي من الأنشطة الاقتصادية في مدينة نيويورك، وبحضور بلغ 465 ألف مشاهد، بينما حقق سنة 2007، على مدى أيامه الاثنتي عشرة نحو 106 مليون دولار أميركي من الأنشطة الاقتصادية في مدينة نيويورك، وبحضور بلغ 500 ألف مشاهد، وخلال هذه السنة حقق المهرجان على مدى أيامه الاثنتي عشرة نحو 104 مليون دولار، وبحضور بلغ 400 ألف مشاهد.