في مواصلة من جانبها لتغطية القرار المثير للجدل الذي أعلنته السعودية والإمارات بخصوص رغبتهما في تعليق خدمات بلاك بيري، وما تلا ذلك من صخب وجدل، أكدت تقارير صحافية بريطانية أن المواطنين السعوديين ينظرون إلى قرار الحظر على أنه نابع من دوافع سياسية.
القاهرة: ستقوم المملكة العربية السعودية بوقف خدمات بلاك بيري اعتباراً من يوم الجمعة، بسبب مخاوف من أن تُعرِّض شبكتها السرية والأمن القومي والمعايير الاجتماعية للخطر، وذلك كما أوردت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية في مستهل تقرير نشرته اليوم حول هذا السياق.
ونوهت الصحيفة في الإطار عينه بأن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت أول من هدد علناً بفرض الحظر، الذي لن تبدأ في تفعيله حتى يوم الحادي عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، حتى يُسمح لمستخدمي أجهزة بلاك بيري هناك، ويُقدر عددهم بـ 500 ألف مستخدم، بأن يلجأوا إلى بديل آخر.
مع هذا، فقد أكدت السعودية أنها أصدرت تعليمات إلى شركات الاتصالات الثلاث العاملة في المملكة بأن يقوموا بتعليق خدمات بلاك بيري، بعد مهلة مدتها ستة أشهر، قيل إنها مُنِحت في أيار/مايو. ورغم عدم وضوح التصريحات الرسمية بشأن نطاق الحظر، إلا أن مسؤولاً في شركة الاتصالات السعودية يقول إن القرار سيقتصر على خدمة بلاك بيري ماسينجر للتراسل الفوري، في حين ستعلّق الإمارات مجموعة من الخدمات، التي من بينها البريد الإلكتروني، وتصفح الإنترنت، والرسائل.
وفي الوقت الذي ركَّزت فيه الإمارات على قضايا الامتثال التنظيمي والتداعيات الأمنية لخدمات الاتصال المشفرة الخاصة بأجهزة بلاك بيري، فإن السعوديين يشعرون بأن القيود وشيكة الحدوث ترجع بصفة أساسية لأسباب اجتماعية وسياسية. وفي حين أن عدداً كبيراً من مستخدمي بلاك بيري في الإمارات ينتمون إلى طبقة رجال الأعمال والمصرفيين المغتربين، فإن الغالبية العظمى من مستخدمي الجهاز في المملكة العربية السعودية، ويقدر عددهم بـ 700 ألف مستخدم، هم مواطنون سعوديون، لطالما همسوا عن احتمالية فرض حظر على خدمة بلاك بيري للتراسل الفوري، وهو ما يعود بشكل كبير إلى ما يحظى به الجهاز من شعبية بين طبقة الشباب.
ونقلت الصحيفة عن مصرفي سعودي بارز قوله quot;أعتقد أنها قضية اجتماعية بالدرجة الأولى. فقد بات من الشائع على نحو مفاجئ أن يكون في حوزتك جهاز بلاك بيري. وتلك هي الطريقة الأكثر رواجاً الآن للدردشة بين الشباب السعوديquot;. وبعيداً من سبل التكنولوجيا والمعلومات التي لطالما حاولت السعودية فرض سيطرتها عليها حرصاً على عدم تسببها في تقويض تقاليدها ونسيجها الاجتماعي، تشير الصحيفة إلى أن مخاوف الأمن القومي تأتي كذلك على رأس جداول أعمال دول الخليج كافة، وإن كان ذلك بشكل أكبر في المملكة العربية السعودية، التي سبق لها أن عانت سلسلة من الهجمات الإرهابية المحلية طيلة العقد المنقضي.
وتختم الصحيفة بلفتها إلى تلك الهجمات الإرهابية التي زاد عددها عن 30، ووقعت في الفترة ما بين 2003 و2007 داخل المملكة، التي كان آخرها محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف. وتنقل في هذا الجانب عن رئيس تحرير إحدى الصحف السعودية، تأييده العمل لمصلحة تحقيق الأمن والاستقرار. لكن تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول وتفجيرات مدريد، وكذلك التفجيرات التي وقعت في السعودية، حدثت كلها قبل ظهور بلاك بيري. لكن الأمور قد ذهبت لما هو أبعد من ذلك بكثير. وسيجد الإرهابيون طرقاً تمكنهم من التغلب على هذا الحظر، لكن الأسر والشركات تستخدم الجهاز، وسوف تتأثر بذلك. مؤكداً أن هذا quot;ضرب من العبثquot;.
التعليقات