في الخليج يقابل الناس تكبيل حرياتهم، ومنعهم من أبسط حقوق التعبير عن الرأي أو مشاركة الأخبار أو النشر، بالضحك وإطلاق النكات، ففي وقت أعلنت فيه السعودية إيقاف خدمة الماسنجر في بلاك بيري فقط، اتجهت الإمارات لإيقاف كل خدمات بلاك بيري، في حين يتخوف البحرينيون من اجتياح إيقاف الخدمة مملكتهم وسط تضارب للمعلومات، وتطلب الكويت من الشركة المصنعة تشفير الجهاز عن المواقع الإباحية.

نزيهة سعيد من المنامة: تتالت النكات وتعالت الضحكات على ما آل إليه وضع مستخدمي بلاك بيري في الخليج، ليس من باب الشماتة، وإنما من باب quot;شر البلية ما يضحكquot;. فبعدما شعر البحرينيون أنهم بعيدون عن قرارات منع خدمات بلاك بيري أو quot;التوت البرّيquot;، يحيط التوجس والخوف بمستخدمي هواتف بلاك بيري، التي تقدم خدماتها بالكامل في البحرين، فيما منعت جزئياً في المملكة العربية السعودية، وكلياً في الإمارات العربية المتحدة.

فجاء في بيان لهيئة تنظيم الاتصالات البحرينية، صدر منذ قليل، أن الهيئة لم تصدر أي توجيهات للمشغلين المرخص لهم في البحرين تطلب تجميد خدمات بلاك بيري أو غيرها من الخدمات التي تقدمها شركة ريسيرش إن موشن (RIM)، كما جاء على لسان مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الهيئة أحمد الدوسري.

يأتي ذلك رداً على المخاوف التي بثها استعداد شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية quot;بتلكوquot;، في حال تم الطلب منها إيقاف الخدمة، حيث أكدت في رسالة أرسلتها لزبائنها مستخدمي بلاك بيري على quot;العمل بجد لضمان تقليص أي إزعاج يمكن أن يسببه مثل ذلك الأمر لهم، إذا تم توجيه بتلكو لتعليق بعض خدمات بلاك بيري مثل خدمة التراسل الأكثر شعبية أو البريد الإلكترونيquot;. ونقلت عن لسان مدير عام العلاقات الصحافية في مجموعة بتلكو أحمد الجناحي quot;ستعمل بتلكو على تقديم خدمات بديلة للتقليل من أي إزعاج محتمل في حال تم تعليق بعض الخدماتquot;.‬‬

‬‬وكانت قبل يومين أكدت أنه لا توجد نيّة لمنع خدمة quot;بلاك بيريquot; في البحرين، نافية وجود أيّة مخاوف أو هواجس أمنية من استخدام خدمات الماسنجر والبريد الإلكتروني بوساطة أجهزة بلاك بيري، خصوصاً وأن دستور المملكة يكفل حرية المراسلة البريدية والبرقية والهاتفية والإلكترونية وضمان سريتها، وعدم إفشائها إلا في الحالات التي ينص عليها القانون بأمر من النيابة العامة أو بأمر المحكمة المختصة.

وفي إيلاف أيضاً ...

900 مليون ريال خسائر إيقاف خدمة البلاك بيري في السعودية

حظر خدمات بلاكبيري في السعودية والإمارات لن يستمر طويلاً

وكانت البحرين قد حذّرت في أبريل (نيسان) الماضي من استخدام quot;بلاك بيري مسنجرquot; في نقل ونشر أخبار محلية، بعد تجاوز أعضاء إحدى المجموعات التي تزود بالأخبار أولاً بأول على quot;البي بي أمquot; الآلاف. فيما أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إيقاف خدمات بلاك بيري اعتباراً من السادس من أغسطس (آب) الجاري، مطالبة المشغلين الثلاثة باستيفاء المتطلبات التنظيمية لتشغيل الخدمة، ويبلغ عدد مستخدمي خدمة بلاك بيري في السعودية نحو 750 ألف مشترك.

وأوضحت الهيئة أن تقديم الخدمة بوضعها الحالي لا يفي بالمتطلبات التنظيمية وفق أنظمة الهيئة وشروط التراخيص الصادرة لمقدمي الخدمة، حيث إن التقديرات تشير إلى ما قدره 900 مليون ريال من إجمالي عوائد شركات الاتصالات العاملة في السوق السعودية تأتي من مستخدمي جهاز بلاك بيري.

وفي بيان لهيئة الاتصالات الإماراتية نقلته وكالة الأنباء الإماراتية اعتبرت quot;أنه تم إخطار مزودي خدمات الاتصالات في الدولة بتعليق خدمات الماسنجر، والبريد، والتصفح الإلكتروني الخاصة ببلاك بيري اعتباراً من 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2010، وذلك حتى يتم التوصل إلى حل يتوافق مع الإطار التشريعي لقطاع الاتصالات في الدولةquot;.

وهذا ما يستدعي اعتبار العقود السنوية التي وقعها المشتركون لاغية، ولا يترتب على المشتركين أي غرامات أو دفعات أخرى، بعد دخول التعليق حيز التنفيذ، حسب بيان أصدرته شركة اتصالات الإمارات، حيث يقدر عدد مستخدمي بلاك بيري في الإمارات بحوالى نصف مليون مستخدم.

أما في الكويت فقد طلبت وزارة المواصلات الكويتية من شركة ريسيرش إن موشن (آر.آي.إم) المصنعة لهواتف quot;بلاك بيريquot; حجب المواقع الإباحية، وأبدت الشركة موافقتها المبدئية على حجب 3000 موقع إباحي وإمهالها حتى نهاية السنة الحالية لتطبيق الحجب.

يذكر أن بلاك بيري، وهو جهاز كفي ذكي مكرس لعمليات استقبال وإرسال البريد الإلكتروني مع ميزة الهاتف النقال؛ تبنى تطبيقاته بلغة (الجافا)، ولكنها مختلفة عن النقالات الأخرى، كما إنَّه يدعم برامج (الجافا) المنتشرة في الشبكة.