الظهران: تخطط "أرامكو" السعودية لاستثمار أكثر من 300 مليار دولار "1.125 تريليون ريال سعودي" على مدى العقد المقبل لتعزيز مكانتها في مجال النفط والمحافظة على طاقتها الإنتاجية الاحتياطية والتوسع بصورة كبيرة في إنتاج الغاز التقليدي والاستفادة من مصادر الغاز غير التقليدي.

وأكد المهندس أمين الناصر رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين في كلمته أمام مؤتمر الطاقة العالمي الثالث والعشرين في مدينة اسطنبول، وزعتها الشركة اليوم، أن النفط والغاز سيحتفظان بمكانتهما الجوهرية في قطاع الطاقة العالمي لعقود مقبلة، داعيا المستثمرين في صناعة الطاقة الى الاستعداد للانتقال إلى أنواع وقود بديلة.

وشدد على أن صناعة الطاقة تواجه في الوقت الراهن تحديات صعبة. لافتا إلى أن انخفاض أسعار النفط ليس السبب الوحيد لهذه المصاعب، وإنما بسبب ضعف الاستثمارات العالمية بصورة رئيسة هو الذي أدى إلى اختلال موازين العرض والطلب. وقال إن هذا الاختلال سيؤثر على المدى البعيد على أسعار النفط والاقتصاد العالمي.

وأوضح أن أرامكو السعودية ستستمر في الاستثمار في مشاريعها الأساسية المرتبطة بالنفط والغاز وفي مجالات المعالجة والتكرير والتسويق والكيميائيات. أما المشاريع التي قامت بإرجائها فقد كانت في معظمها من مشاريع المساندة.

وأكد استمرار الشركة في المحافظة على الطاقة الإنتاجية الاحتياطية لتعزيز أمن الطاقة العالمي حتى في ظل حالة التراجع طويل الأمد التي تشهدها الأسواق وللحد من تأثير الظروف غير المتوقعة، موضحًا أن العالم سينتقل إلى أنواع وقود بديلة خلال الفترة الانتقالية التالية.

ووفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.. فإن نحو 75 % من الطلب العالمي الأولي على الطاقة "ما يعادل 360 مليون برميل في اليوم من النفط" في العام 2040 ستتم تلبيته من مصادر الوقود الأحفوري، لذا فإن الدور المحوري للنفط والغاز في مزيج الطاقة العالمي سيستمر لعقود مقبلة.

وأوضح أن هدف أرامكو السعودية أن تصبح شركة عالمية رائدة في تطوير تقنيات متطورة في مجال الطاقة والكيميائيات والوقود النظيف بما يسهم في دعم الكفاءة وتقليل الكلفة والحد من الانبعاثات، فضلا عن المساعدة على توفير طاقة موثوقة ومستدامة بأسعار معقولة.

وقال إن أرامكو السعودية وضعت أهدافًا طموحة للاستفادة من التقنية من خلال الأبحاث والتطوير لزيادة معدلات استخلاص النفط في الشركة من 50 إلى 70 % ورفع الاحتياطيات النفطية المثبتة بنحو 100 إلى 150 بليون برميل لتصل إلى 900 بليون برميل من مستواها الحالي البالغ 261 بليون برميل.

ونوه الناصر بأن زيادة الحصة في مصادر الطاقة البديلة في مزيج الطاقة العالمي على المدى الطويل ستتطلب استثمارات تقنية ضخمة وستنفذ تدريجيا في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية العالمية.