تعتزم المملكة العربية السعودية طرح اسهم شركة ارامكو للاكتتاب العام في لندن وهونغ ونيويورك في خطوة باتجاه خصخصة نسبة من الشركة العملاقة التي تُقدر قيمتها السوقية بـ 2.5 تريليون دولار. 
 
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف من مصادر وصفتها بـ"القريبة من التفكير السعودي" ان "السلطات السعودية تأمل باستدراج اكسون موبل وسينوبيك الصينية وربما بريتش بتروليوم البريطانية الى شراء حصص استراتيجية عارضة على الشركات الثلاث امكانية الاستثمار طويل الأمد في عمليات التنقيب والاستخراج مقابل توفير تكنولوجيا حديثة أو عقود في قطاع التكرير والمصافي".
 
وتأتي الخطوة وسط تغييرات جذرية في استراتيجة المملكة في قطاع الطاقة لتقليل الاعتماد على النفط. وفي هذا الاطار يأتي تعيين رئيس ارامكو خالد الفالح وزيرا للنفط خلفا للوزير المخضرم علي النعيمي. 
 
ومن المقرر ان تُطرح اسهم اراموكو في عام 2017 او 2018 لتكون أكبر خمس مرات من أكبر اكتتاب عام اولي في التاريخ. 
 
وستُطرح اسهم ارامكو في سوق الرياض ولكن السوق السعودية الداخلية أصغر من ان تستوعب مثل هذا الاكتتاب لأسهم شركة تنتج تسع امدادات النفط العالمية.
 
وكان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اعلن ان السعودية ستطرح نحو 5 في المئة من ارامكو للاكتتاب مشيرا الى ان قيمة الأسهم التي ستُطرح تبلغ 100 الى 150 مليار دولار.
 
ويشكل الاكتتاب العملاق رأس حربة "رؤية السعودية 2030" التي تهدف الى انهاء "الادمان" على النفط وتنويع الاقتصاد السعودي مع استخدام العائدات للاستثمار في مجالات تمتد من معامل صناعة السيارات الى الانتاج العسكري والبتروكيمياويات والسياحة. وأكد الأمير محمد ان المملكة لن تسمح ابدأ بأن يكون الاقتصاد السعودي "تحت رحمة تقلب السلع أو الأسواق الخارجية".
 
واشارت صحيفة الديلي تلغراف الى ان آمال لندن بطرح الاكتتاب في سوقها انتعشت بانتخاب صادق خان اول عمدة مسلم للعاصمة البريطانية والتغطية الواسعة لانتخابه في الاعلام السعودي. وقالت الصحيفة ان هذا يؤكد نظرة بريطانيا المتسامحة على النقيض من المواقف المتشنجة في الولايات المتحدة حيث أقر الكونغرس قانونا يجيز لذوي ضحايا هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 اقامة دعاوى للمطالبة بتعويض من السعودية.
 
وقال الفالح لمجلة الايكونومست ان اكتتاب ارامكو في نيويورك سيعرض المملكة الى "دعاوى تافهة" في اشارة الى ان الاكتتاب قد يغفل نيويورك ويركز على لندن وهونغ كونغ، بحسب صحيفة الديلي تلغراف.
 
ويتولى الاكتتاب العام الأولي لشركة ارامكو مصرف جي. بي. مورغان والمصرفي مايكل كلاين.
 
وتريد السعودية التعاقد مع شركات عالمية لاستثمار حقولها الغازية وزيادة انتاج النفط من حقولها الحالية وتطوير صناعة النفط الصخري. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مستشار قوله ان المملكة ستدعو الشركات الأجنبية لاستخدام تكنولوجيتها في مجال التنقيب والاستخراج.