الدوحة:&اختتم ممثلو دول منتجة للنفط مساء الاحد مشاوراتهم في الدوحة لبحث تجميد الانتاج بغية انعاش الاسعار، من دون التوصل الى اتفاق، في ظل احجام ايران عن المشاركة في الاجتماع.

وشارك في اجتماع الدوحة ممثلو نحو 15 دولة، بينها اعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ابرزهم السعودية، ودول من خارج المنظمة ابرزها روسيا.

واعلن وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة في ختام ست ساعات من المشاورات أن الدول المعنية بحاجة الى "مزيد من الوقت"، مشيرًا الى عدم تحديد أي موعد لعقد اجتماع جديد.

وجرى اجتماع الدوحة بعد نحو شهرين من اتفاق السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر على تجميد الانتاج عند مستويات كانون الثاني/يناير، بشرط التزام المنتجين الكبار الآخرين، وابرزهم ايران، بالامر نفسه.

وتم هذا الاتفاق ضمن مساعٍ هادفة لإعادة الاستقرار لسعر النفط المتراجع بشكل حاد منذ زهاء عامين.

غير أن احد المندوبين المشاركين قال لوكالة فرانس برس إن بعض الدول طالبت بتعديلات.

وذكر مصدر اوردته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية أن السعودية طالبت بمشاركة جميع دول اوبك في الآلية.

وقال المصدر المشارك في احد الوفود إن الرياض "اشترطت مشاركة جميع دول اوبك، ومن ضمنها ايران".

ايران غائبة

الا ان ايران، العائدة حديثًا الى سوق النفط العالمية، بدت حاسمة في رفض أي تجميد لانتاجها عند مستوى كانون الثاني/يناير، بما سيعني بالنسبة اليها العودة الى مستويات ما قبل رفع العقوبات الدولية عنها.

ورغم اعلان ايران بداية مشاركة ممثلها في "اوبك" باجتماع الدوحة، عادت وأكدت عدم حضورها بشكل كامل.

وقال وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنكنه إن "اجتماع الدوحة هو للجهات التي تريد المشاركة في خطة تجميد الانتاج (...) لكن بما انه ليس من المقرر أن توقع ايران على هذه الخطة فإن حضور ممثل عنها الى الاجتماع ليس ضروريًا"، حسب ما اورد موقع الوزارة الالكتروني.

وتابع زنكنه في تصريحات السبت أن "ايران لا تتخلى بأي شكل عن حصتها في الانتاج"، في اشارة الى مستوى انتاج وتصدير النفط قبل فرض العقوبات الدولية، والتي رفعت في كانون الثاني/يناير بموجب الاتفاق حول ملفها النووي الذي تم التوصل اليه مع الدول الكبرى.

وسئل الوزير القطري الاحد عمّا اذا كانت ايران في صلب المشاورات، فأجاب "بالتأكيد، أن تجميد الانتاج سيكون اكثر فاعلية اذا شارك فيه منتجون كبار بمن فيهم ايران".

واوضح أن "هذا الامر سيساعد في اعادة التوازن الى السوق" مع تأكيده "احترام موقف" طهران.

وكان انضمام ايران للاتفاق شرطًا وضعته السعودية لالتزام المملكة بالتجميد، وهو موقف كرره ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في تصريحات صحافية في نهاية الاسبوع.

وقال الامير السعودي الذي يرأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في بلاده، "اذا لم يجمد كل المنتجين الكبار الانتاج، لن نجمد الانتاج".

واعتبر بن سلمان أن اعادة رفع اسعار النفط "ليس معركة" بلاده، بل "معركة الآخرين الذين يعانون من أسعار النفط المنخفضة".

"تأثير محدود"

وحذر بعض الخبراء من سيطرة اجواء من التشاؤم عل الاسواق الاثنين.

وكان العديد من الخبراء، بينهم المنظمة الدولية للطاقة، اعتبروا أن أي اتفاق سيكون ذا "تأثير محدود"، خصوصًا أن اتفاق شباط/فبراير لم يؤثر كثيرًا على تذبذب الاسواق.

ويعود تراجع الاسعار لاسباب عدة منها فائض العرض لا سيما بعد زيادة انتاج النفط الصخري الاميركي، في مقابل تراجع الطلب خصوصًا من الصين. وكبد الانخفاض الدول المنتجة مليارات الدولارات من الايرادات.

وسبق لاوبك أن رفضت خفض انتاجها ما لم يقم منتجون من خارجها بذلك، خشية أن يؤدي ذلك لفقدان دولها حصصها من الاسواق العالمية.

وحذرت اوبك في تقريرها الشهري الاربعاء من استمرار فائض الامدادات، مخفضة بشكل طفيف توقعات نمو الطلب على النفط هذه السنة.