أعلنت وكالة الطاقة الدولية أن تثبيتًا محتملًا للانتاج في الدول المنتجة للبترول قد يكون اثره محدودًا نتيجة تصاعد المخزونات، فيما أشار بعض المحللين إلى حاجة الأسواق لتخفيض الانتاج، لا مجرد تجميده. 

باريس: يقول التقرير الصادر من وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من باريس مقرا لها، إن تأثير أي اتفاق في الدوحة بشأن تجميد الانتاج بين الدول المنتجة للنفط لن يكون له أثر كبير، وذلك بسبب استمرار تصاعد المخزونات النفطية.

ووصلت اسعار النفط مؤخرًا الى ما فوق 40 دولارًا للبرميل في اوروبا والولايات المتحدة كرد فعل على توقعات حول صفقة تجميد الانتاج بين المنتجين الكبار في الدوحة، وهذا هو الاجتماع الأول الذي سيشهد تعاونًا منسقًا للتوصل الى اتفاق لتجميد انتاج النفط منذ تهاوي الأسعار في صيف 2014.

ويعتقد المحللون ان الصفقة المقترحة هي للتأثير السيكولوجي أكثر منه لتخفيض المخزونات المتراكمة من السوق المتخم، وهذه النقطة بالتحديد جلبت اهتمام وكالة الطاقة الدولية، حسب تقارير الفايننشال تايمز البريطانية.

اذا كان هناك تجميدات وليس تخفيضات سيكون التأثير قليلًا على الامدادات، لأن السعودية وروسيا تنتجان الآن اقصى الكميات من النفط. وفي غياب تخفيض حقيقي للانتاج، كما قال علي النعيمي وزير البترول السعودي قبل ايام قليلة، فإن وكالة الطاقة الدولية تعتقد ان العالم سينتج من النفط خلال عام 2016 أكثر مما يستهلك، وهذا رغم تراجع انتاج الزيت الصخري في الولايات المتحدة.

الانتاج النفطي سيواصل الارتفاع

وتتوقع الوكالة ان يرتفع انتاج النفط بمعدل 1.5 مليون برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2016، قبل أن يهبط الى 200 الف برميل يوميًا خلال النصف الثاني بسبب انخفاض الانتاج في مناطق التكلفة الباهظة في الولايات المتحدة. واذا بقي الطلب ثابتًا، فهذا سيساعد الأسواق بالاتجاه نحو التوازن في الجزء الثاني من 2016، وبدأت ملامح هذا التوازن بالظهور تدريجيًا في تحركات الأسعار. حيث وصلت الأسعار الخميس 14 ابريل/ نيسان الى 44 دولارا للبرميل لمزيج برنت، وحوالى 42 دولارًا لمزيج غرب تكساس الوسيط.

وعبّر بعض المشاركين في مؤتمر لتجار السلع الدولي، المنعقد حاليًا في لوزان السويسرية، عن حذرهم ازاء انتعاش الأسعار، فيما تنبأ عدد قليل بأن الأسعار قد تصعد الى 100 دولار. وفي هذا السياق قال أليكس بيرد، مدير شعبة النفط في شركة غلينكور، إن مخزونات الخام والمنتجات المكررة لا تزال تتراكم، وهذا سينعكس على الأسعار. 

ورغم توقعات صندوق النقد الدولي بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، الا أن وكالة الطاقة الدولية تقول إنها لم تقم بتغيير تنبؤاتها حول الطلب العالمي للنفط. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ان ينمو الطلب على النفط بمعدل 1.2 مليون برميل يوميًا، مع احتمال أن الهند ستحل محل الصين كالمحرك الرئيسي خلف زيادة الطلب على النفط. 

خفض التوقعات

ومن الجدير بالذكر ان وكالة الطاقة الدولية قالت في مارس/ آذار إن توقعاتها من اجتماع الدوحة تبقى باردة الى حد ما. وحسب تقرير "سي ان بي سي" العربية بتاريخ 23 مارس/ آذار، فقد أعلن مسؤول تنفيذي بارز في وكالة الطاقة الدولية أن اتفاقاً بين بعض منتجي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا على تثبيت الإنتاج ربما يكون "لا معنى له"، إذ إن المملكة العربية السعودية هي الوحيدة القادرة على زيادة الإنتاج.

وأضاف مدير قسم صناعة وأسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية نيل أتكنسون أن "من بين مجموعة الدول المشاركة التي نعرفها، المملكة العربية السعودية هي الوحيدة التي تتمتع بقدرة على زيادة إنتاجها"، واستطرد: "تثبيت الإنتاج ربما يكون لا معنى له، إنه يميل أكثر إلى كونه نوعًا من الإيماءة التي ربما تهدف إلى بناء الثقة في استقرار أسعار النفط".

كما أن بنك غولدمان ساكس الاستشاري الأميركي، المتخصص بالاستثمار، يشارك وكالة الطاقة في تخفيض التوقعات، وتعليقًا على اجتماع الدوحة المنتظر في تقرير نشر اوائل هذا الاسبوع، قال: "إن من غير المتوقع أن يتمخض اجتماع منتجي النفط في الدوحة عن مفاجأة تدفع الأسعار للصعود".

وكانت قطر دعت جميع الدول الاعضاء في أوبك وكبار منتجي النفط خارج المنظمة لحضور محادثات في الدوحة في 17 (أبريل) نيسان من أجل التوصل الى اتفاق لتجميد الإنتاج عند مستويات (يناير) كانون الثاني 2016، بهدف دعم سوق النفط العالمية.