أعلن وزير النفط الإيراني السبت أن بلاده لن ترسل أي ممثل عنها إلى اجتماع الدوحة لكبار منتجي النفط الأحد، والهادف إلى بحث تجميد الإنتاج، وتحفيز الأسعار.
طهران: قال بيجان نمدار زنكنه إن "اجتماع الدوحة هو للجهات التي تريد المشاركة في خطة تجميد الانتاج (...) لكن، وبما انه ليس من المقرر أن توقع ايران على هذه الخطة، فإن حضور ممثل عنها الى الاجتماع ليس ضروريًا"، حسب ما اورد موقع الوزارة الالكتروني.
تابع زنكنه أن "ايران لا تتخلى بأي شكل عن حصتها في الانتاج"، في اشارة الى مستوى انتاج وتصدير النفط في ايران قبل فرض العقوبات الدولية عليها.
وكانت ايران اعلنت الجمعة أن ممثلها في منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" حسن كاظم بور اردبيلي سيكون حاضرًا في الدوحة.
ويجتمع كبار منتجي النفط الاحد في قطر، لبحث تجميد الانتاج، من اجل دعم الاسعار. يأتي ذلك بعد توصل اربع دول نفطية، ابرزها السعودية (اكبر منتجي النفط الخام عالميًا)، وروسيا (احد ابرز المنتجين من خارج اوبك)، الى اتفاق في شباط/فبراير لتجميد انتاج النفط عند مستويات كانون الثاني/يناير، شرط التزام كبار المنتجين الآخرين بالامر نفسه.
ومنذ دخول الاتفاق النووي، الموقع بين ايران والقوى الكبرى حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير، ورفع قسم من العقوبات الدولية، زادت طهران صادراتها بمقدار مليون برميل في اليوم في كانون الاول/ديسمبر، لتصبح حوالى مليوني برميل في مطلع نيسان/ابريل، بحسب وزير النفط الايراني.
يشكل انضمام ايران الى الاتفاق شرطًا اساسيًا لخصمها الاقليمي، السعودية، التي كررت موقفها بأنها لن تجمد الانتاج ما لم تقم ايران بذلك. وجدد ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في تصريحات صحافية السبت، موقف بلاده الرافض للتجميد في غياب التزام شامل.
وقال لوكالة "بلومبرغ"، "اذا لم يجمد كل المنتجين الكبار الانتاج، لن نجمد الانتاج". وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي الذي اكد هذا الاسبوع ان بلاده لن تخفض انتاجها من النفط، وصل السبت الى الدوحة للمشاركة في الاجتماع، الا انه رفض الادلاء بأي تصريح.
وعلى الرغم من هذه المواقف الحادة التباين، يرى محللون انه يمكن خلال اجتماع الدوحة التوصل الى اتفاق تجميد الانتاج حتى في غياب التزام ايراني. وقال الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي لوكالة فرانس برس: "ايران غير قادرة على زيادة انتاجها من الآن حتى نهاية السنة الجارية، بأكثر من 500 الف برميل يوميًا". اضاف "لا اعتقد أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على الاجتماع".
واشاعت قطر هذا الاسبوع "اجواء من التفاؤل" حول الاجتماع، وهو موقف مشابه لذلك الذي أبداه وزير النفط الكويتي بالوكالة انس الصالح. الا أن اسعار النفط انهت الاسبوع (الجمعة) على انخفاض، مدفوعة بسيل من الشائعات والتناقضات حول المتوقع من اجتماع الدوحة، الذي يرى الخبراء أن نتائجه قد تنعكس سلبًا أو ايجابًا على اسعار النفط التي فقدت زهاء 70 بالمئة من قيمتها منذ منتصف العام 2014. ويشارك في الاجتماع اعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، ابرزهم المملكة العربية السعودية، ودول من خارج المنظمة ابرزها روسيا.
تأثير محدود
ينقسم الخبراء حول النتيجة المتوقعة من اجتماع الدوحة، الا أنهم يجمعون الى حد ما على أن التأثير - سلبًا أو ايجابًا - سيكون محدودًا، خصوصًا أن اتفاق شباط/فبراير لم يؤثر كثيرًا على تذبذب الاسواق. كما اعتبرت المنظمة الدولية للطاقة أن أي اتفاق سيكون ذا "تأثير محدود".
ويعود تراجع اسعار النفط عالميًا لاسباب عدة، منها الفائض في الكميات المعروضة، لا سيما بعد زيادة انتاج النفط الصخري الاميركي، في مقابل تراجع الطلب، لا سيما من جانب الصين. وكبد هذا الانخفاض الدول النفطية مليارات الدولارات من الايرادات.
وسبق لاوبك أن رفضت منذ بدء تراجع اسعار النفط، خفض انتاجها في حال لم يقم منتجون آخرون من خارج المنظمة بذلك، خشية ان يؤدي الامر الى فقدان دول اوبك حصتها من الاسواق العالمية.
وحذرت اوبك في تقريرها الشهري الاربعاء من استمرار الفائض في امدادات النفط، مخفضة كذلك بشكل طفيف توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذه السنة. وادى انخفاض اسعار النفط الى تكبيد الدول المنتجة عشرات مليارات الدولار من ايراداتها، ما دفع بعضها الى اتخاذ اجراءات تقشف وخفض الدعم على مواد اساسية.
التعليقات