يواصل المصريون الإقتراع لإختيار رئيس جديد للجمهورية، وقالت أغلبية قرّاء "إيلاف" إن الفوز المتوقع للمرشح عبد الفتاح السيسي يؤكد أنّ "30 يونيو" ثورة شعبية، وليست إنقلابًا عسكريًا.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يتوافد المصريون على لجان الإقتراع، الاثنين والثلاثاء، لاختيار رئيس جديد بين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، فيما قررت جماعة الإخوان المسلمين وغالبية التيار الإسلامي مقاطعة الإنتخابات، إعتقادًا منها أن ما حصل في 3 تموز (يوليو) الماضي، هو إنقلاب عسكري دبره السيسي، وأن الرئيس السابق محمد مرسي ما زال الرئيس الشرعي للبلاد.

أغلبية طفيفة

حسم أغلبية طفيفة من قرّاء إيلاف أمرهم، وقرروا أن الفوز المتوقع للسيسي في تلك الإنتخابات يؤكد أن 30 يونيو ثورة شعبية، فيما قررت أقلية أن هذا الفوز المحتمل يدعم نظرية الإنقلاب العسكري، التي تتبناها جماعة الإخوان وبعض الدول الغربية والأفريقية.

شارك 3836 قارئًا في استفتاء "إيلاف" الاسبوعي، مجيبين على السؤال الآتي: "فوز السيسي بالإنتخابات الرئاسية يدعم نظرية الإنقلاب العسكري أم يؤكد أن 30 يونيو ثورة شعبية؟". وقرر 2096 قارئًا، أي بنسبة 55% من إجمالي المشاركين، أن الفوز المحتمل للسيسي يؤكد أن 30 يونيو ثورة شعبية، بينما مال 1740 قارئًا، بنسبة 45%، إلى أن الفوز المتوقع للسيسي يدعم نظرية الإنقلاب العسكري.

تفويض جديد

رغم أن أيامًا قليلة تفصل المصريين عن إعلان اسم الرئيس الجديد، إلا أن الجدل حول ما حصل في 3 تموز (يوليو) 2013 مازال قائمًا. فهل هو إنقلاب عسكري أم ثورة شعبية؟ لاسيما في ظل الفوز المتوقع للسيسي، الذي قاد الجيش وقرر عزل مرسي استجابة لثورة شعبية شارك فيها ملايين المصريين.

وقال أبو العز الحريري، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، لـ"إيلاف" إن الفوز المتوقع للسيسي يؤكد أن 30 يونيو ثورة شعبية، "فتدخل الجيش لصالح الثورة التي خرج فيها ملايين المصريين ضد حكم الإخوان كان شرعيًا، لاسيما أن وقوفه على الحياد كان سيؤدي إلى إغراق مصر في دوامة من العنف والدماء لا تنتهي".

ولفت الحريري إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تروج لنظرية الإنقلاب، "والزمن تجاوز ذلك الجدل، لاسيما أن المصريين شاركوا بقوة في الاستفتاء على الدستور يومي 14 و15 كانون الثاني (يناير) الماضي، ووافقت عليه بنسبة 98%.

واتهم الحريري الإخوان بإجبار المصريين على الكفر بالثورة والرئيس المدني، بعدما أغرقوا البلاد في العنف، ونشروا الكراهية والإنقسام بين المصريين، ما جعل الشعب يؤمن أن البلاد تحتاج إلى رئيس بخلفية عسكرية.

ووصف الحريري الإنتخابات الحالية بأنها "تفويض جديد للسيسي"، وليست إنتخابات بالمعنى المتعارف عليه.

ردة على 25 يناير

وفقًا لإعتقاد أغلبية التيار الإسلامي، فوز السيسي يؤكد أن ما حصل إنقلاب عسكري. وقال ضياء الصاوي، القيادي بحركة شباب ضد الإنقلاب، لـ"إيلاف" إن ترشيح وفوز السيسي بما يسمى "انتخابات الرئاسة" يؤكد أنه لم يكن إلا انقلابًا قام به قائد الجيش السابق من أجل الوصول للسلطة.

ولفت الصاوي إلى أن هناك قطاعاً واسعاً من المصريين قرروا مقاطعة هذه الإنتخابات، مؤمنًا بأن مرسي ما زال الرئيس الشرعي.

حركة 6 أبريل، التي كان لها دور واضح في التمهيد والمشاركة في ثورة 25 يناير، قررت مقاطعة الإنتخابات أيضًا، ووصفتها بـ"المهزلة". وقال عمرو علي، المنسق العام للحركة، لـ"إيلاف" إن الحركة لا تعتبر ما حصل إنقلابًا، لكنها ترى أن الإجراءات التي تلت ذلك التاريخ تؤكد أن ما حصل كان ردة على ثورة 25 يناير.

ويراهن السيسي على خروج المصريين بكثافة للمشاركة في عملية الإقتراع، من أجل اطفاء الشرعية الشعبية والدستورية على فوزه المتوقع، لاسيما في ظل عدم إعتراف دول غربية وأفريقية بالتغيير السياسي الذي حصل على يده في 3 تموز (يوليو)، ودعا المصريين إلى الخروج للإنتخابات، وقال في تصريحات له:"عليكم النزول الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد.. انزلوا واظهروا للعالم كله أنكم 40 او 45 مليونًا وحتى أكثر".