تزايدت مؤخرًا شعبية عبد الفتاح السيسي، المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية، لاسيما في أعقاب المقابلة التي أجراها مع الإعلاميين إبراهيم عيسى ولميس الحديدي، بينما يناضل المرشح حمدين صباحي للحصول على موضع قدم في السباق الذي من المتوقع أن يفوز به السيسي من الجولة الأولى وبإكتساح.

&
اظهرت نتائج استطلاع الرأي الثاني الذي أعده مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة المؤيدين للمرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي بزيادة 13% خلال 15 يوماً. وأوضح الاستطلاع أن نسبة مؤيدي السيسي بلغت 84% بعد أن كانت 71% في منتصف شهر مارس الماضي.
&
&وأضاف أن نسبة مؤيدي المرشح المنافس حمدين صباحي انخفضت بواقع 9% خلال 15 يوماً، حيث اصبحت نسبتهم 16 % بعد أن كانت 25 % في منتصف الشهر الماضي. كما ارتفعت نسبة المبطلين لاصواتهم بنسبة 2% ايضا، فأصبحت 4% بعد أن كانت 2% وظلت نسبة المقاطعين للانتخابات ثابتة طول الشهر الماضي بنسبة 14%.
&
وقالت داليا زيادة، المديرة التنفيذية لمركز ابن خلدون، إن هذا التغيير في نسب المؤيدين لصالح السيسي، حدث بالرغم من التحرك الدائم والمبكر للمرشح حمدين صباحي للتواصل مع الجماهير، في حين أن المرشح عبد الفتاح السيسي ظل محتفظاً بالابتعاد عن التخاطب مع الرأي العام قبل بدء مرحلة الدعاية الإنتخابية حتى بداية شهر أيار&(مايو) الحالي وفقاً للقانون.
&
وأضافت أن المناخ السياسي العام للبلاد سيكون عنصرًا مهمًا في حسم الناخبين أمرهم بشأن اختيار المرشح المناسب، ولن يعتمد الاختيار فقط على البرنامج الانتخابي أو "الكاريزما" السياسية لأي من المرشحين كما هو الحال في الديمقراطيات المستقرة ".
&
وحول تأثير المقابلة الإعلامية التي أجراها السيسي مع الإعلاميين لميس الحديدي وإبراهيم عيسى، قال اللواء حسين عبد الرازق، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" إن السيسي ظهر كرجل دولة، يدرك التحديات ولديه رؤية لكيفية حلها، ويتخير كلماته حسب مقام حديثه، فيخاطب قلوب الجماهير وعقولهم في آن واحد، ولهذا فإن ثقته بنفسه وثقته في ما يقول تجعل كل الآذان صاغية له وتتقبل ما يقول.
&
ووصف السيسي بأنه عسكري متمرس، أي أنه شخصية عسكرية منفتحة على الثقافات الاخرى لكي ينهل منها، وقال:"هذا الرجل انفتح على عدة ثقافات منها الثقافة البريطانية، والثقافة الاميركية، بالاضافة الى أن عمله في جهاز المخابرات الحربية اتاح له فرصة الانطلاق هنا وهناك مما جعل في امكانه التحاور والسيطرة على الحوار بحسب رأيه".
&
خطاب خاص لكل فئة
&
وأرجع تزايد شعبية السيسي إلى أنه يخاطب كل فئة حسب ثقافتها، وقال إن خطاب السيسي مع النخب والمثقفين يختلف عن خطابه داخل القوات المسلحة، ويختلف عن خطابه للجماهير، ويختلف عن خطابه الى النخبة النسوية، ويختلف عن خطابه للشباب. ورفض عبد الرازق القول بأن السيسي يحاول دغدغة مشاعر الجماهير، من خلال الظهور بمظهر القائد الحنون والعطوف أو البكاء، وأوضح أن الخطاب الدافئ مع الجماهير يزيد الناس قربًا منه وتعلقًا به، مشيراً الى أن أحاديثه ولقاءاته الاخيرة جمعت حوله القلوب وزادت من الاقبال عليه وزادت من حسن ظن الناس به.
&
وحسب وجهة نظر اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، فإن كل لقاءات المشير عبد الفتاح السيسي كانت جيدة وكان واضحاً في ما يتعلق بوضع جماعة الاخوان المسلمين رغم حدة الخطاب نحوهم، مشيرًا إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون الرجل العسكري أو رجل المخابرات خاليًا من العواطف. وقال لـ"إيلاف" إن الرجل العسكري مليء بالعواطف اكثر من الرجل العادي؛ بسبب تربيته على حب البلد والتضحية من اجلها، لافتًا الى أن اللقاء الإعلامي الأول للسيسي بالإضافة إلى اللقاءات مع رموز مختلف فئات المجتمع عكست بعض صفاته الشخصية على الاقل.
&
وأضاف أن السيسي بدا حازماً، وفي بعض الاحيان بدا مثاليًا أو حتى رومانسياً، ولفت إلى أن هذه هي شخصيته وهو اسلوبه في التعامل حتى مع زملائه في العمل، مستبعدًا تمامًا أن يكون هذا الخطاب مصطنعاً من المشير أو هدفه دغدغة عواطف الجماهير، منوهاً بأن السيسي يعلم جيدًا ثقل المهمة والمسؤولية، وأنه لم يستطع حملها وحده، بل يسعى إلى أن يشاركه الجميع فيها.
&
حديث بلغة البسطاء
&
ووفقاً لعلم النفس وتحليل الخطاب، فإن شعبية السيسي تتزايد، بسبب قدرته على الحديث بلغة يستوعبها البسطاء الذين يشكلون نحو 80% من الشعب المصري، وقال الدكتور خالد خيرت، المدرس بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، لـ"إيلاف" إن النهج الذي يتبعه السيسي هو نهج مطلوب في الذين يبحثون عن رئاسة الدولة لاسيما في مجتمع عاطفي كالشعب المصري، مشيرًا الى أن هذا النهج حق لكل مرشح يبحث عن حقه في أن يصبح رئيسًا للدولة.&
&
وأضاف أن السيسي أدرك جيداً أن الشعب المصري "طيب" تؤثر فيه الكلمة الحلوة، لاسيما في ظل معاناة المصريين من المسؤولين الذين لم يكونوا يتحدثون بتلك اللغة على مدار ثلاثين عاماً. ونبّه إلى أن السيسي يخاطب دائماً فئتين أساسيتين من المصريين،&فئة البسطاء والفقراء، وفئة النساء، والفئتان تشكلان غالبية الشعب.&وقال خيرت إن هاتين الفئتين هما&اللتان تتوجهان&إلى صناديق الإقتراع وهما الأكثر تعرضاً للظلم في المجتمع المصري.
&
على الجانب الآخر، لم ينجح حمدين صباحي، في كسب أرضية جديدة، خارج فئات شباب ثورة 25 يناير أو بعض المثقفين، رغم أنه بدأ حملته الإنتخابية مبكراً، وبدأ في التجول بالمحافظات، وذلك حسب نتائج إستطلاع مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية. ويرجع خيرت ذلك إلى أن المصريين حسموا أمرهم، وقرروا اختيار السيسي، لاسيما أنهم لديهم شعور بأن دولتهم مهددة، وأنهم في حاجة إلى قائد عسكري حازم يعيد الأمن وينتشلهم من الفوضى.&
&
السيسي باكيًا
&

&
السيسي يتحدث عن النساء