أعلنت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية في مصر رسميًا حصول المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي على 94.5% من أصوات المصريين في الخارج. فيما علّق السفير معصوم مرزوق المتحدث باسم حملة المرشح المنافس حمدين صباحي على تلك النتائج بالقول إنها ليست مؤشرًا إلى نتائج عملية الاقتراع في الداخل.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال المستشار عبد العزيز سالمان، الأمين العام للجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية، إن 318 ألفا و33 ناخبًا مصريًا مغتربًا شاركوا في عملية الاقتراع، التي جرت في الفترة من 15 إلى 19 مايو/أيار الجاري. وأضاف أن عدد الأصوات الصحيحة بلغ 313 ألفا و835 صوتًا.

وأوضح أن المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي حصل على 296 ألفا و628 صوتا، بنسبة 94.5 %، بينما حصل المرشح حمدين صباحي على 17 ألفا و207 أصوات، بنسبة 5.5 %. وأضاف&أن اللجنة وزّعت على مندوبي المرشحين كشفًا مدوّنًا فيه الحصر العددي لما حصل عليه من أصوات.

ليست محسومة
دعا سالمان المصريين في الداخل إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات، وقال: "نتمنى من المواطنين في الداخل أن يشاركوا في الإقبال بكثافة شديدة، ويتوجّهوا إلى الصناديق". وتابع قائلًا: واللي عايز يروح يبطل يبطل، والنغمة السائدة التي تقول إن الانتخابات محسومة كلام فارغ، ولا يصح أن تقال".

من جانبه، قال السفير معصوم مرزوق، المتحدث الرسمي باسم حملة المرشح حمدين صباحي إن نتائج تصويت المصريين في الخارج لا تعد مؤشرًا إلى نتائج الانتخابات بصفة عامة. وأضاف لـ"إيلاف" أن مجمل من أدلوا بأصواتهم تعدّوا الـ 300 ألف صوت بقليل، معتبرًا أنهم "لا يمثلون دائرة انتخابية صغيرة في الداخل".

يرفض مرزوق أيضًا القول إن الانتخابات محسومة مسبقًا لمصلحة السيسي. ويضيف: لو كانت الانتخابات محسومة، فلماذا تنطلق الدعوات المحمومة في مختلف وسائل الإعلام التي تستصرخ الناس للنزول لانتخاب السيسي بكل صراحة ومن دون مواربة".

بورصة مرتفعة
أوضح أن "البيانات التي تأتينا من المحافظات تؤكد أن أسهم وشعبية مرشحنا في تصاعد، لاسيما بعد قيامه بجولات ميدانية، وزيارة الجماهير في منازلهم، وتنقله بين محافظات عدة، ولقاءاته بمختلف القطاعات". وتمنى أن تمتد الحملة الدعائية لمدة أسبوعين آخرين. وقال: لو حدث ذلك لقلت إن صباحي سيفوز باكتساح، لأن الجماهير بدأت تشعر بأن صباحي يسعى إلى تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

في سياق متصل، استقبل السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية وفدًا من سفراء الدول الأفريقية، يضم ممثلين عن 41 دولة. وقال خلال اللقاء إن مصر تحتاج تعاونًا وتواصلًا مع مختلف دول العالم، خلال المرحلة المقبلة، من أجل صياغة علاقات خارجية حقيقية، مؤكدًا أن الدول الأفريقية تمثل عمقًا استراتيجيًا مهمًا لمصر.

كما واصل السيسي لقاءاته مع الوفود والنخب داخل مقر حملته وفي الفنادق، وعقد لقاء مع مجموعة من الشباب، وسلم السيسي عشرة شباب جوائز، ضمن مسابقة أطلقتها حملته عرفت باسم "فكرتي".

مشاركة الشباب
وقال الدكتور حازم عبد العظيم، رئيس لجنة الشباب في الحملة الانتخابية، إن لجنة الشباب في الحملة نظمت مبادرتين كبيرتين خلال عملها ، أولهما "مبادرة فكرتي"، التي كان الهدف منها مشاركة الشباب في المشكلات المختلفة بحلول مبدعة، وأفكار غير تقليدية، والثانية مبادرة "بالتوفير تحيا مصر"، والتي كان دور لجنة الشباب فيها يعتمد على جذب شباب المتطوعين لتوزيع اللمبات الموفرة في عدد من المناطق في مختلف محافظات الجمهورية.

وقال السيسي خلال اللقاء إن شباب مصر هم أملها الحقيقي، الذي يمكن أن يصنع نهضتها وتقدمها في المرحلة المقبلة. وقال: "أحتاج الشباب معي في مختلف المواقع المهمة في الدولة، للاعتماد عليهم بشكل أساسي، ليكونوا عماد التنمية، وجزءًا رئيسًا من الخطة الطموحة، التي استهدفها لمصر، وتكون لديهم فرص حقيقية في تلك الخطة، وأحتاج نماذج ناجحة جدًا من الشباب في مختلف القطاعات".

وفي رده على سؤال حول استعادة الأمن والاستقرار خلال المرحلة المقبلة، قال السيسي إن "جهاز الشرطة يبذل جهودًا غير مسبوقة في مواجهة العنف والجريمة ومكافحة الإرهاب، ويحتاج إمكانيات مادية وفنية لرفع كفاءته، حتى يتمكن من مجابهة حجم التحديات الملقاة على عاتقه"، مؤكدًا أن "غياب جهاز الأمن الوطني عن متابعة خريطة الإرهاب والتطرف في مصر خلال الفترة الماضية، أحدث مشكلات كبيرة في منظومة الأمن، تسببت بما نراه اليوم من أحداث وأعمال عنف غير مسبوقة".

وأعرب السيسي عن اعتقاده بأن "أحد أهم التحديات التي تواجه مصر هو أن كتلة كبيرة من الشباب لا تنظر إلى مشكلات مصر إلا في ما يتعلق بالديمقراطية والقضايا السياسية فقط، من دون النظر إلى التحديات الأمنية أو تراجع الاقتصاد، أو العمل الجاد المخلص، وقيمة الوقت الذي نهدره دائمًا"، داعيًا الشباب إلى "ضرورة تشكيل حالة فهم حقيقية للواقع المصري، والوقوف على حجم التحدي الحقيقي، وتوصيف المشكلة في مصر بشكل دقيق".

إصلاح التعليم
ولفت السيسي إلى أن "إصلاح التعليم قضية تحتاج جهودًا كبيرة خلال المرحلة المقبلة"، مشيرًا إلى أن "هذه القضية تحتاج إمكانيات مادية وبشرية ضخمة، حتى يتحسن مستوى التعليم بنسبة معقولة، تساهم في الرقي بتعليم الأجيال الجديدة، وتحسين المنتج التعليمي".

وفي رده على سؤال حول أولويات القضايا لديه خلال المرحلة المقبلة، قال السيسي إنه "سيعمل في كل القضايا والمشكلات التي تجابه مصر بشكل متزامن ومتوازن، خاصة وأن التحديات وصلت إلى مرحلة لا يمكن معها العمل على محور واحد من دون الاهتمام ببقية المحاور". وتابع: "المواطن يجب أن يشعر بتحسن ملحوظ حتى يصبر ويتشجع على استكمال طريق التنمية والبناء الذي يتم التخطيط له".

&