لغة الجسد، الخطابة، العصبية المفرطة، أو الاستقرار والثقة بالنفس، كلها عوامل ومظاهر تكشف عن إحساس كل مرشح ومدى يقينه بالفوز أو بالهزيمة قبيل بدء الإقتراع. في ما يلي، تحاول إيلاف من مصر تسليط الضوء على هذا الجانب مع خبراء نفسيين واجتماعيين.
أحمد حسن من القاهرة: قبل ساعات& من بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية والمقرر إجراؤها يومي الإثنين والثلاثاء القادمين، أكد& خبراء التحليل النفسي أن علامات النصر تظهر على المرشح المشير عبد الفتاح& السيسي، في حين يمر المرشح حمدين صباحي بحالة من التوتر وظهور علامات الهزيمة في تحركاته وتصريحاته.
جاء ذلك في تحليل خبراء النفس ولغة الجسد لحوارات ولقاءات كلا المرشحين قبل توقف الدعاية الانتخابية بـ48 ساعة من بدء المصريين التوافد على لجان الاقتراع للتصويت في الانتخابات، وقد وجد هؤلاء المحللون في شخصية المرشحين كثيراً من التفاصيل التي تستحق الدراسة، وستكون سبباً مباشرًا في حسم اختيار الناخبين لهوية رئيس مصر القادم.
قلق صباحي
يوضح الدكتور مدحت مسعد، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن المرشح حمدين صباحي أكثر قلقًا وتوتراً من نتائج الانتخابات، خاصة بعد حصوله على أصوات متدنية في تصويت المصريين بالخارج، فقد ظهرت عليه عدم الثقة في النفس بدليل اعتماد أسلوبه في خطاباته قبل الانتخابات بساعات على العصبية والبعد عن ترتيب الأفكار، وكذلك حديثه عن المصالحة مع الإخوان طالما لم يرتكب الشخص مخالفة قانونية.
وقال لـ"إيلاف": "شخصية حمدين صباحي طموحة أكثر من اللازم، كما أن شخصيته تسعى لتمجيد وتفخيم الذات، وهذا لا يعبر عن ثقة زائدة بالنفس كما يحب أن يظهر،&انما يعبر عن قلق كبير من الرسوب الذي يتوقعه بقوة، بدليل حديثه أكثر من مرة عن قيادة المعارضة في حالة الرسوب بالانتخابات، ولم يتحدث لمرة واحدة عن تأكيد بالفوز".
ثقة المشير
أما بالنسبة للمرشح المنافس المشير السيسي، فيرى الدكتور مسعد أنه يعبر عن شخصية واثقة من نفسها ومن الفوز بالانتخابات، بل زادت تلك الثقة بقوة قبل ساعات من فتح لجان الاقتراع، حيث لوحظ في حواره الأخير قبل غلق باب الدعاية الانتخابية والمعروفة بيومي الصمت الانتخابي تحول حديثه من مجرد مرشح لرئاسة البلاد إلى كونه الرئيس المنتخب وزادت من قوة هذا الشعور نتائج الانتخابات في الخارج وحصوله على ما يفوق الـ 94%.
وأشار إلى أن المرشح عبد الفتاح السيسي يعتمد على الكلام المنمق والأفكار المسترسلة والمرتبة لجذب الناخبين.
ويعرف جيدًا متى يستخدم الجانب العاطفي الذي يظهر أحيانًا، وعلى الجانب الصارم الحاد الذي يظهر في أحيان أخرى بحكم طبيعته العسكرية، وهو ما لقي قبولاً كبيرًا لدى الطبقات المتوسطة والفقيرة من الشعب في ظل الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد.
الثبات النفسي يحسم الاختيار
وتؤيده في الرأي الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس السياسي، التي قالت: "أحد عوامل نجاح المرشح في الانتخابات الرئاسية ليس برنامجه الانتخابي فقط كما يظن البعض، ولكن هناك عوامل يقيس عليها الناخب عند الاختيار، وقد تكون حاسمة له، وهذا يحدث في جميع البلدان المتقدمة، مثل: شخصية المرشح، وأسلوبه في الكلام، ولغة الجسد وخاصة في الساعات الأخيرة قبل فتح عملية التصويت، وبقياس المقاييس النفسية والسيكولوجية، نجد أن المرشح المشير السيسي أكثر ثباتًا وواقعية، ولديه استراتيجية واضحة، ولا يحمل كلامه أي احتمال للمخاطرة أو التجربة، ويعتمد على تحفيز المصريين وإشراكهم في تنفيذ برنامجه الانتخابي، كما يعتمد في كلامه على المصارحة بعيدًا عن الوعود الوهمية؛ لذلك يؤكد في جميع حواراته على حدوث تحسن بعد عامين من توليه المسؤولية".
وأشارت إلى أن "ثقة السيسي بالفوز مؤكدة بدليل تصريحه بتجهيز فريق العمل ومشروعات القوانين التي سيتم إصدارها دون انتظار البرلمان القادم، في حين نجد منافسه حمدين صباحي أكثر تذبذبًا ولخبطة وحيرة من أمره قبل ساعات من فتح لجان التصويت، فبانت عليه وعلى حملته لغة الهزيمة المبكرة، خاصة بعد نتائج المصريين بالخارج، وبدا الاستعداد لاستقبال خبر الهزيمة بالبحث عن التبريرات مثل: اتهام الإعلام بعدم الحيادية والدعاية النظيفة، ومساندة أجهزة الدولة للمنافس، وتبرير سبب دخوله الانتخابات من الأصل، وهذا كله أمر مكشوف لعامة الناس، مما سيكون سببًا كبيرًا لتغيير وجهة نظر الكثير من الناخبين ممن كانوا قد قرروا التصويت لحمدين والذهاب لانتخاب السيسي بدلاً منه.
عوامل جوهرية
يؤكد الدكتور علي المليجي، أستاذ علم الاجتماع، لـ"إيلاف" أن السيطرة النفسية للمرشح عبد الفتاح السيسي كانت أكبر بكثير منذ خطابه الأول وإعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، حيث ظهر عليه وضوح الفكر وترتيب خطوات تحركه وفقاً لأجندة ثابتة.
وارجع ذلك إلى وجود عوامل جوهرية كانت سبباً رئيساً في الثقة التي تنتاب المرشح عبد الفتاح السيسي، منها قوة الفريق المعاون له في الحملة الانتخابية، بجانب مساندة الإعلام له بقوة وخاصة الفضائي، الأمر الآخر وقوع المنافس حمدين صباحي في مهاترات كلامية& بمغازلة جماعة الإخوان وحديثه عن الإفراج عن المحبسوين بدون سبب.
ضبط النفس
وأشار إلى أن حمدين صباحي بدأ الانتخابات مهزوزًا نفسيًا بعدم القدرة على تحقيق الفوز بشكل كافٍ، بجانب أن جزءًا كبيرًا من كتلته التصويتية في الانتخابات الرئاسية الماضية ذهبت للمرشح المنافس كما هو الحال بالنسبة لعدد كبير من الناصريين وشباب الثورة.
وأضاف أن الساعات القليلة التي سوف تسبق فتح صناديق الاقتراع وأثناءها سوف تشهد مزيدًا من التوتر النفسي من جانب حمدين صباحي وأفراد حملته الانتخابية، والخروج بهجوم قاسٍ على المنافس، وشن تبريرات لما سوف تسفر عنه النتيجة المتوقعة بفوز المرشح عبد الفتاح السيسي؛ ولذلك من مصلحة صباحي لضمان جذب كتلة تصويتية في الساعات الأخيرة ضبط الانفعال النفسي له ولحملته حتى يلعب على تعاطف المساندين له.
التعليقات