اختتم أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، زيارة إلى باريس بإجراء عدة اجتماعات صدرت من خلالها مواقف حاسمة في عدة ملفات، حيث التقى، إثر اجتماعه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وزير دفاعه جون ديف لودريان، ثم مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان، ومريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية في باريس.


أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا لـ"إيلاف" أن فرنسا رأس حربة في دعم الشعب السوري والوقوف إلى جانبه نحو التصدي للنظام المجرم، لافتًا إلى جهودها الحثيثة في تقديم مجرمي النظام السوري إلى العدالة الدولية، مؤكدًا تقديره لعملها الدؤوب للضغط على الأعضاء دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي نحو السير في طريق المحكمة الجنائية.

واستعرض الجربا زياراته السياسية إلى عواصم القرار في الشهر الأخير، التي وصفها "بالناجحة والمثمرة". وقال إن الموضوع تجاوز اطار الوعود نحو تغيير على الأرض سيلمسه السوريون في ظل قناعة أميركية أوروبية متزايدة أن مجموعات معتدلة من الجيش الحر تستحق الدعم، وأن هناك تنسيقًا بين القيادتين العسكرية والسياسية للمعارضة السورية.

سلاح نوعي

وجدد الجربا قوله إن الأوان قد آن لمد المقاتلين السوريين بالسلاح النوعي الذي يحتاجونه، لافتًا إلى أن مساعدتهم عسكريًا ستترجم في الأسابيع المقبلة ترجمة حقيقية على أرض الواقع. وأشار إلى أن الأميركيين باتوا أكثر اقتناعًا بضرورة مساعدة المقاتلين عسكريًا.

وعبّر رئيس الائتلاف عن تفاؤله بالمستقبل رغم الصعوبات التي تواجه الثورة السورية والمنعطفات التي تمر بها، وأشار إلى الخطوات الناجحة للمعارضة السورية، والخسائر السياسية الفادحة التي مني بها النظام، ونزع ما تبقى من غطاء الشرعية عنه وعزله تمامًا.

وكشف لـ"إيلاف" مصدر واكب زيارة باريس أن الفرنسيين وعدوا بدعم المعارضة المعتدلة بكمية من السلاح النوعي بشرط تقديم الضمانات لاستخدامها وهي ما يعرف بتسميته "فوارغ الصواريخ".

الجربا ورجوي

أدانت إيران لقاء الجربا بمريم رجوي، ووصفتهما بـ"الارهابيين". وقال الجربا خلال اللقاء في باريس أول أمس: "نحن والشعب الإيراني نناضل في خندق مشترك ضد عدو مشترك ومن أجل الوصول إلى هدف مشترك، والملالي الحاكمون في إيران لا يتمتعون بأية شرعية، ومصير الشعب السوري والثورة السورية مرتبط بمصير الشعب الإيراني وممثله الشرعي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورئيسته المنتخبة السيدة مريم رجوي".

وأدان الجربا الإجراءات التعسفية التي ترتكب ضد مجاهدي خلق في مخيم ليبرتي، مطالباَ بضمان المجتمع الدولي لحقوقهم.

وأدانت رجوي دور الفاشية الدينية الحاكمة في إيران في قمع وقتل الشعب السوري ودعمها الشامل لديكتاتورية بشار الأسد، وطالبت بدعم المجتمع الدولي للجيش الحر وللائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. وأكدت رجوي أن "مقاومتنا ونضالنا التحرري المشتركين بالتأكيد يتمكنان من تحرير إيران وسوريا الشقيقين من الديكتاتورية ونظام الحكم للولى الفقيه البغيض وغير المشروع في إيران وسوريا وتحقيق الحرية والديمقراطية للشعبين".

شكر لجنبلاط وخشان

أما خلال لقاء الجربا مع مسعود البارزاني، فقد جدد البارزاني موقف الكرد الرافض للولاية الثالثة لرئيس الوزراء نوري المالكي، مؤكدًا أن الخيار المتاح في حال حصول ذلك هو اللجوء لاستفتاء شعبي في الاقليم باتجاه اعلان صيغة جديدة للعلاقة مع بغداد.

في غضون ذلك، وجه رئيس الائتلاف الشكر إلى الزعيم اللبناني وليد جنبلاط والصحافي المعروف فارس خشان على مواقفهما التي تساند الشعب السوري وقضاياه العادلة، مؤكدًا أن السوريين لن ينسوا للاشقاء اللبنانيين وقوفهم معهم.

ورفض الجربا في بيان أصدره مكتبه الاعلامي محاولة النظام السوري النيل من الرموز اللبنانية، مؤكدًا فشل النظام التام وعجزه، الأمر الذي يجعله يصدر مذكرتي استدعاء بقضايا باطلة وادعاءات كاذبة بحق كل من جنبلاط وخشان بتهمة النيل من هيبة الدولة السورية.

والزعيم الدرزي وليد جنبلاط هو إحدى أبرز الشخصيات المعارضة لنظام الاسد في لبنان، أما خشان فهو من الصحافيين البارزين الذين يوجهون في كتاباتهم وتصريحاتهم انتقادات شديدة إلى النظام السوري، وهو مبعد قسرًا منذ سنوات بسبب هذه المواقف المبدئية من حزب الله ونظام الأسد.