أعلنت القمة العربية في دورتها الخامسة والعشرين في الكويت عن قرار وصفه قانونيون quot;بالغريب والملتبسquot; حول كيفية تسلم الائتلاف الوطني المعارض لمقعد سوريا في الجامعة العربية.

القرار يحاول ارضاء كل الأطراف العربية ويعكس الخلاف العميق حول هذه المسألة.
وأوضح المحامي محمد صبرا، عضو الوفد المفاوض في جنيف، لـquot;ايلافquot;، أن قرارًا صدر في قمة الدوحة في 6-3-2013 يقضي بتسليم مقعد سوريا للائتلاف، وقال quot;إن هذا القرار يعتبر قرارًا ملزمًا طبقًا لتعديل المادة السابعة من الميثاق الذي تم في قمة الجزائر لعام 2005، وهذا يقضي التزام كافة الدول العربية بما لا يخل بسيادة كل دولة بقرارات الجامعة العربيةquot;.
وشدد صبرا أن quot;ليس هناك ما يبرر على الاطلاق اصدار قرار آخر في قمة الكويت ما دام قرار الدوحة ملزمًا وكافيًا بحد ذاته لتسليم المقعدquot;.
وأضافquot; أن مسيرة العمل العربي المشترك، والتي تم تطويرها، بدءًا من قمة الجزائر، تقضي الغاء قاعدة الاجماع لصالح قاعدة الاغلبية مع حفظ حق كل دولة بعدم تنفيذ القرار الذي لا توافق عليهquot;.
واعتبر صبرا أنه quot;من المستغرب حقًا أن تفرض دولتان فقط ارادتهما على الجامعة العربية متجاوزتين بذلك احكام الميثاق وقرارات المجلس الوزاري العربيquot;.
و يؤكد سوريون أن القرار يعاود مجددًا الاعتراف بالائتلاف ممثلاً شرعيًا ووحيدًا للشعب السوري، ولكن جوهر القرار ملتبس، وهو يستخدم صيغ الجامعة العربية القديمة التي تقولquot; اللعم quot; أي بينquot; نعمquot; و quot;لاquot; حيث يدعو الائتلاف الى المشاركة في اجتماعات مجلس الجامعة اعتبارًا من الدورة العادية المقبلة في أيلول 2014 quot;كحالة استثنائية للقواعد المعمول بها في الجامعةquot;، فيما يؤكد القرار أنه quot;لا يترتب على هذه المشاركة أية التزامات تمس القرار السيادي لكل دولة عضو في جامعة الدول العربيةquot;.
كما لا يترتب على هذه المشاركةquot; أية التزامات قانونية على دولة المقر وستنظر مصر والائتلاف في ما يمكن تقديمه من امتيازات وتسهيلات لممثلي الائتلافquot;.
ومن الكويت أيضا أعلن نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية عن عدم موافقته شخصيًا على منح الائتلاف مقعد الجامعة، رغم أنه كان في قمة الدوحة حين تم اعلان القرار.
الجربا يلتقي الرئيس التونسي
في غضون ذلك، واصل أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لقاءاته في الكويت، وقدم للمنصف المرزوقي الرئيس التونسي عرضًا لأهم المحطات السياسية المفصلية في تاريخ المعارضة السورية وسعي الائتلاف الى توحيد الصفوف في مواجهة النظام لاسقاطه وبناء دولة الحرية والعدالة .
وحول الوضع العسكري وتطوراته على الارض، أكد الجربا أن قوات الجيش الحر صمدت بشكل اسطوري في القلمون رغم فارق القوة والتسليح الشاسع بينها وبين النظام وحزب الله.
وعن جبهة الساحل وما يجري في هذه الفترة، اوضح رئيس الائتلاف quot;أن هناك مناطق في الساحل السوري تم تحريرها منذ أكثر من عام الا أنها سيطرت في الايام القليلة الماضية على مناطق استراتيجية في الساحل السوري وما زال التقدم مستمراًquot;.
وحول الافق السياسي لحل الأزمة في سوريا بعدما افشل النظام المفاوضات بإعتراف الامم المتحدة. اوضح الجربا أنه لن يكون هناك حل سياسي ما لم تتغيّر موازين القوى على الارض وعندها يمكن أن يتقدم الائتلاف بمبادرة
لانهاء معاناة السوريين عبر حل سياسي يجنب سوريا نزيف الدماء ويصل بهم الى نظام ديمقراطي يوفر الحرية والعدالة والمساواة لجميع السوريين .
من جهته، أيّد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ضرورة الوصول الى حل سياسي ينهي الازمة التي طالت كثيرًا. معتبرًا أن الشعب السوري بات ضحية تحديات بين دول كبرى لا بد من أن تتفق على انقاذ هذا الشعب
وأبدى الرئيس التونسي تأييده لتسلم الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا الدائم في الجامعة العربية. مشددًا على أن ذلك يعتبر خطوة هامة في التمثيل الدبلوماسي. كما دعا وفد الائتلاف لزيارة تونس في اقرب فرصة ممكنة لزيادة التنسيق والتعاون في كل المجالات.
الجربا يلتقي رئيس المجلس الليبي
كما اجتمع أحمد الجربا بنوري ابو سهلين، رئيس المجلس الوطني العام الليبي، رئيس وفد بلاده الى القمة العربية، حيث قدم شرحاً عن الاوضاع السياسية والميدانية التي تشهدها الساحة السورية. وقد اعرب الجربا عن تمنياته بالتوفيق للمجلس الوطني الليبي في الاستحقاقات الانتخابية القادمة وانتخابات الهيئة التأسيسية التي ستصيغ دستورًا جديدًا.
معربًا عن امله بأن يأتي هذا الاستحقاق قريبًا للسوريين لصياغة دستورهم وبناء دولتهم الديمقراطية على اسس العدالة والحرية والمساواة .
من جهته، وصف رئيس المجلس الوطني العام الليبي قرار منح الائتلاف مقعد سوريا في الجامعة العربية بالمنصف، متمنيًا أن تكون ليبيا في موقع أقوى لدعم الشعب السوري المظلوم، واكد ابو سهلين ضرورة تلازم المسارين السياسي والعسكري في أي ثورة. مذكراً بأن ليبيا مرت في تلك المحنة ولا تزال تسعى لتجاوزها، ولا بد لكل ثورة أن تواجه عقبات واختلافات ايديولوجية ستكون مرحلية في عمر الشعوب التي تود الانتقال إلى الديمقراطية.
والتقى أحمد الجربا، عباس القاسي، رئيس الوزراء المغربي رئيس وفد بلاده الى القمة، و قدم الجربا شرحاً لمكونات الائتلاف باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري بما يحتويه في صفوفه من تنوع بين كل فصائل المعارضة السورية، ما ينسجم مع التنوع الثقافي والديني للمجتمع السوري.
وعن الوضع العسكري، اوضح الجربا أن النظام كان يهدف من بدء الثورة الى ايصال البلاد الى الفوضى، وقد اتت تنظيمات متطرفة واحتلت بعض مناطقنا المحررة واوغلت بدماء السوريين كما فعل النظام تماماً، وقد بدأت قوات الجيش الحر الذراع العسكرية للائتلاف حرباً على تنظيم داعش ودحرته من تلك المناطق وستواصل حربها ضد كل المليشيات المتطرفة كحزب الله وابو الفضل العباس وعصابات الشبيحة، وقال الجربا: سنبقى نطالب بتغيير موازين القوى على الارض عن طريق تزويد الجيش الحر بالسلاح النوعي للوصول الى حل سياسي بعدما افشل النظام مؤتمر جنيف ٢.
الجربا يلتقي رئيس الوزراء المغربي
كما طالب رئيس الائتلاف أحمد الجربا رئيس الوزراء المغربي، بتسهيل معاملات العائلات السورية اللاجئة في المغرب، وخاصة تلك العالقة على الحدود مع الجزائر، والنظر بعين العطف الى اوضاعهم خلال أكبر كارثة انسانية ألمت ببلدهم .
من جانبه، عبّر رئيس الوزراء المغربي عن اهمية أن تكون للمعارضة جهة رسمية واحدة تمثل المعارضة في المحافل الدولية كتنظيم وطني يرتبط بذراعه العسكرية المكونة من قوة من الوطنيين المعتدلين، ما يسهل وصول مطالب الشعب السوري للعالم اجمع.
ثم قبل وفد الائتلاف دعوة وجهها رئيس الوزراء المغربي لزيارة المملكة المغربية ووعد بتلبيتها في أقرب فرصة ممكنة.