استهدفت عملية "جنادل الشام" في يومها الثالث القصر الرئاسي في منطقة المالكي بالعاصمة السورية بعدة صواريخ. وأكد الإتحاد الإسلامي أن العملية ستستمر خمسة أيام وتستهدف معاقل النظام الحيوية والأمنية في دمشق.


بيروت: في اليوم الثالث من الأيام الخمسة التي أكد فيها الإتحاد الإسلامي "جنادل الشام" استهداف المقرات الأمنية في دمشق بـ 100 صاروخ، تم استهداف القصر الرئاسي في منطقة المالكي بعدة صواريخ كاتيوشا، وأصاب أحدها المكتب الرئاسي وآخر أصاب مرآب الضباط.

وكان بيان الإتحاد الإسلامي قال إن عملية "جنادل الشام" سوف تستمر على مدى خمسة أيام سيطلق خلالها مائة صاروخ، أي بمعدل 20 صاروخًا يومياً، تستهدف معاقل النظام الحيوية والأمنية وسط العاصمة دمشق.

وكشف قيادي في الاتحاد أنه سوف يتم استخدام صواريخ من نوع "كاتيوشا"، مصنعة لدى معامل الدفاع في الاتحاد، وتحتوي على منصة إطلاق فيها ست حفر ضمن قاعدتها للمحافظة على اتزانها مما يعطي قوة دافعية أكبر للصاروخ.

وطالب البيان المدنيين بإخلاء المناطق المستهدفة، حيث قال: "مع إعدادنا لهذه الصواريخ لتصيب أهدافها بدقة وحرصاً منا على سلامة المدنيين والأبرياء نطلب منهم إخلاء تلك المناطق".
&
هجوم على القوات الحكومية

إلى ذلك، شنّ مقاتلون معارضون هجمات على القوات الحكومية في ريف حماة، فيما تستمر طائرات النظام باستهداف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة. وأفادت وكالة "سوريا برس" أن فصائل من المعارضة استهدفت بالصواريخ مقرات للقوات الحكومية والميليشيات الموالية لها في قرية جورين بسهل الغاب.
&
وفي ريف دمشق، استمرت المواجهات بين طرفي النزاع على جبهة المليحة، حيث عمدت دبابات الجيش إلى قصف خطوط المعارضة. وأعلن المرصد السوري أن الغارات الجوية على الضواحي الشرقية للعاصمة، أسفرت عن مقتل 64 شخصًا منذ مطلع الأسبوع الجاري.
&
اشتباكات بين الأمن ومسلحين موالين
&
واندلعت اشتباكات بين أجهزة أمنية ومسلحين موالين للحكومة في مناطق متفرقة من دمشق وفقًا لناشطين. وقال "مكتب دمشق الإعلامي" المعارض إن عناصر من لجان الدفاع الوطني انتشرت في منطقتي القزاز ودف الشوك، مقابل قيام مسلحين موالين للحكومة بالانتشار بحي التضامن.
&
وأضاف المكتب أن مسلحي الطرفين المواليَيْن للحكومة كانا قد خاضا، على أثر اعتقال عدد من ما يعرف بـ"الشبيحة"، مواجهات مع عناصر من الشرطة أسفرت عن سقوط قتلى. وأكد أن قوة من الجيش عمدت إلى الانتشار في محيط حي القزاز الواقع جنوب دمشق وفي مجمع زنوبيا للسيراميك، وذلك في محاولة للفصل بين الأطراف المتقاتلة.
&

مسلحون في المعارضة السورية يحتجزون 54 طفلاً وامرأة منذ عام

وقالت منظمة هيومن رايس ووتش الاربعاء ان مجموعات سورية مسلحة تحتجز 54 امرأة وطفلاً رهائن من عام، داعية الى اطلاق سراحهم، ومشيرة الى ان احتجاز مدنيين يمكن ان يعتبر جريمة حرب.

وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها إن المحتجزين، وبينهم 34 طفلاً، كانوا ضمن اكثر من مئة شخص خطفهم مقاتلون معارضون منذ عام، خلال هجوم شنوه بدءًا من الرابع من آب/اغسطس 2013، في ريف محافظة اللاذقية الساحلية (غرب)، احد ابرز معاقل النظام السوري.

وفي ايار/مايو الماضي، افرج عن اربعين من هؤلاء المخطوفين بموجب اتفاق غير مسبوق بين طرفي النزاع اشرفت عليه الامم المتحدة، سمح بخروج نحو الفي شخص غالبيتهم من المقاتلين، من الاحياء القديمة لمدينة حمص (وسط) اثر حصار من القوات النظامية دام نحو عامين.

الا أن هيومن رايتس ووتش قالت إن مجموعة من 54 امرأة وطفلاً ما زالت محتجزة "بهدف مبادلتهم مع اشخاص معتقلين في سجون النظام".

وقالت ليا ويتسون، مديرة قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة، إن "العائلات تنتظر منذ عام لم شملها بينما تجري الحكومة والمجموعات المسلحة مفاوضات حول مصيرها".

واضافت أن "حياة المدنيين يجب الا تكون موضوع مساومة بين اطراف النزاع"، داعية الى "الافراج فورًا" عن الرهائن بدون تحديد الجهة التي تحتجزهم.

الا انها اشارت الى أنها حددت عددًا من الافراد، غالبيتهم من دول مجلس التعاون الخليجي، شاركوا في عمليات جمع تبرعات لدعم العملية العسكرية التي شنها المقاتلون في اللاذقية، محذرة من أن هؤلاء قد يكونون عرضة للمحاكمة في قضايا متعلقة بجرائم الحرب.

وجددت المنظمة الحقوقية دعوتها الى احالة ملف النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، الى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال ويتسون إن "احالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية قد تبعث برسالة واضحة الى كل المقاتلين عن وجوب أن يتقيدوا بقوانين الحرب".

اضافت أن "المدنيين في سوريا من مختلف الجهات، دفعوا غاليًا ثمن العرقلة الروسية والصينية" في مجلس الامن، في اشارة الى استخدام الدولتين الحليفتين لنظام الرئيس بشار الاسد، حق النقض "الفيتو" اربع مرات لمنع صدور قرارات تدين النظام منذ اندلاع النزاع.

وادى النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، الى مقتل اكثر من 170 الف شخص، بحسب المرصد.
&