معارض سوري: الأسد سينتهي في سيناريو أبشع من القذافي

لندن: قال فهد المصري المعارض والباحث في الشؤون الايرانية، في لقاء خاص مع "ايلاف" إنه بالنسبة لنا "كمتابعين مختصين لم نفاجأ بتمدد حزب الله ثم الميليشيات العراقية بالتزامن مع بروز النصرة ثم داعش ثم تمددهما"، وأكد "عدم استغرابه بإعلان انسحاب قوات المالكي من الموصل والادعاء بسيطرة داعش عليها".&

وأوضح المصري "كان هناك عمليات تمهيد على مستوى التكتيك لتنفيذ الاستراتيجية الإيرانية المطلوبة، فقد سبقت انسحاب قوات المالكي عمليات ارهابية متعددة باسم داعش فمثلاً جرت في يوم واحد عدة عمليات انتحارية لداعش في الموصل، استهدفت مواقع ومراكز حكومية كتلك العمليات التي نفذها إرهابيون انتحاريون في الموصل يوم 20 أيار (مايو) الماضي، ولاقوا حتفهم كأبو القعقاع الفرنسي وأبو سعد الدنماركي وابو إسحاق المغربي".

وأشار إلى أن "البعض قد يتساءلون هل يعقل ان تقوم وتسهل حكومة المالكي مثل هذه الجرائم ضد مصالحها"، وأجاب " نعم، لأنهم يريدون ان يقنعوا الناس بوجود خطر الإرهابيين والقاعدة، وبأن كل ماستفعله الحكومة له تبريراته المشروعة".

وأضاف "الأسد والمالكي من خلال الاستراتيجية الايرانية يمتلكان منظومة التبرير للقضاء على الثورة تماماً كما فعلت إيران في سوريا".

&

وأضاف المصري "ما يحدث حرب استنزاف لكل الأطراف والقوى في سورية وكذلك العراق ولبنان لذلك تم السماح بدخول الميليشيات الشيعية المتطرفة لجذب المتطرفين والارهابيين من جميع العالم، فالمتطرفون الشيعة بمثابة المغناطيس لجذب المتطرفين من الطرف الآخر بغية التخلص منهم دفعة واحدة، ودون أن يتحمل الغرب وعلى رأسهم أي تكاليف ودون ان يمنحوا رصاصة واحدة"..

وقال "لقد تلاقت في بعض الجوانب المصالح الإيرانية والإسرائيلية والأميركية والعربية الخليجية مع مصلحة نظام الأسد". مشددا على أن "الأسد كان جزءاً من المخطط الدولي في سورية والمنطقة". &.

واعتبر المصري أن "إيران نجحت بعسكرة الثورة في كل من سوريا والعراق وأسلمتها وحرفها عن مسارها، والوصول بالحالة العامة إلى حفرة دفن الاحتجاجات الشعبية بحجة محاربة الإرهاب، وبهذا تقول إيران وأدواتها نحن في خندق الغرب في الحرب على الإرهاب، وتبعد شبح التدخل الخارجي في ايران وسوريا، وتكسب الوقت للمماطلة في مشروعها النووي المخصص للأغراض العسكرية والذي سيأتي يوم قريب لتضع العالم أمام الأمر الواقع. كما انها ضمن ذلك تعزز من نفوذها في المنطقة والخليج، &في اطار صراع النفوذ مع إسرائيل والولايات المتحدة"..

وبالنسبة إلى تنظيمات مثل داعش والنصرة أوضح المصري "أن لديها مقدرات مالية وعسكرية وبشرية وهذه المقدرات لم تهبط من السماء بل عبرت البنوك والحدود والأجواء".&

وأفاد "أنه من السذاجة الاعتقاد أن مجموعة إرهابيين مطاردين تحاربهم دول العالم قد تمكنوا من بناء هذه المقدرات دون دعم من أجهزة مخابرات ودول".

وقال المصري "إن تنظيم داعش صناعة إيرانية- سورية بتخطيط روسي، أما النصرة فهي صناعة سورية بدعم لوجستي وعسكري ايراني".

وكشف "أن المجلس العسكري لداعش يتألف من 8 إلى 13 شخصية عسكرية كلهم ضباط عراقيون سابقون ولا يقبلون غير العراقي الموثوق من طرفهم في هذا المجلس، فيما ما بين 20 إلى 25% من عناصر ومسؤولي داعش هم عناصر وتابعون لأجهزة أمنية إقليمية ودولية وعلى رأسها الإيرانية والسورية والروسية".&

&

وحول جبهة النصرة على وجه الخصوص، لفت المصري إلى "أن &المخابرات السورية من أسستها في نوفمبر 2010 ، في إطار خطة التحضير لمواجهة اي سيناريو اندلاع احتجاجات في سوريا، يمكن أن تحدث بناء على الثورات في تونس وليبيا واليمن ومصر ، فإن جبهة النصرة تتبع على مستوى القيادات بشكل عام للنظام السوري وهي ثلاثة اقسام قسم القيادات التابعة للمخابرات السورية وقسم تم استقطابهم من مقاتلين عرب وأجانب والقسم الأعظم هم سوريون عاديون انضموا للنصرة لقتال نظام استهدف بيوتهم وقراهم ومدنهم واغتصب نساءهم وقتل اطفالهم وشيوخهم وهؤلاء لا يمكننا اعتبارهم إرهابيين بل دفعوا بالقوة امام ابشع الممارسات للنظام وقيامه بكل اشكال التطرف للدفع بمثل هؤلاء للتطرف وأعتقد أن زوال السبب الذي دفعهم للتطرف سيعودون كما كانوا مواطنين عاديين بحاجة للمساعدة للاندماج"، متهمًا الدول بتصدير الجهاديين حيث أفاد أن "المقاتلين والجهاديين العرب والأجانب، القسم الأعظم منهم سهلت دولهم التي جاؤوا منها للوصول إلى سوريا للتخلص منهم"..

وشدد المصري على أن داعش والنصرة "حققا ماهو مطلوب منهما الأجندة المكلفين بها ووجودهم وبقاؤهم مرحلي وتحت السيطرة، والمعلومات والمعطيات تشير إلى أن هذه التنظيمات وعناصرها ستبدأ بالانسحاب التدريجي من سوريا، إلى افغانستان، مع نهاية العام الحالي عبر الأراضي العراقية وإيران، ومن يتبقى منهم سيتم القضاء عليهم في حملة عسكرية برية وجوية واسعة النطاق".&

ورأى أن "سوريا دخلت مرحلة جديدة، ومهمة الأسد وحسن نصر الله انتهت، ولابد من إزاحتهما من المشهد وبشكل درامي مثير"..

وانتهى المصري إلى القول إن نهاية الأسد أبشع من نهاية القذافي "بل سيكون الأسد محظوظًا لو لاقى نهاية القذافي، وأن حسن نصر الله منذ دخوله سوريا ارتكب الخطيئة التاريخية القاتلة، ثم حفر قبره بيديه في القصير و مع مقتل الأسد واعتقال الدائرة المصغرة سيفر الموالون إلى قراهم في الساحل وستقوم الدواعش واخواتها بتنفيذ عدة مجازر في الساحل بحق العلويين لاستدعاء استصدار قرار دولي لحماية الأقليات وارسال قوات حفظ سلام دولية للساحل في مهمة لمدة عام ".

&