بهية مارديني: أنهى المشاركون في اجتماع الرياض الموسع للمعارضة السورية السياسية والعسكرية اجتماعاتهم ببيان ختامي تحدث عن رؤية واحدة للحل السياسي والعملية الانتقالية، وقائمة مؤلفة من 34 عضوًا شكّلت هيئة تفاوضية عليا ستجتمع في 17 الشهر الجاري لتقرر أسماء لجنة ستقوم بالتفاوض مع النظام السوري يقرر عددها الموفد الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا.

وبين الانتخاب والتوافق تألفت الهيئة التفاوضية من "أحمد الجربا، أحمد العسراوي، بشار منلا، بكور السليم، جورج صبرا، حسام حافظ، حسن ابراهيم، خالد خوجة، رياض حجاب، رياض سيف، رياض نعسان أغا، زياد وطفة، سالم المسلط، سامر حبوش، سهير الأتاسي، صفوان عكاش، عبد الحكيم بشار، عبد العزيز الشلال، عبد اللطيف الحوراني، فاروق طيفور، لبيب نحاس، لؤي حسين، محمد جمعة عبد القادر، حسن حاج علي، محمد حجازي، محمد مصطفى علوش، محمد منصور، معاذ الخطيب، منذر ماخوس، منير بيطار، هند قبوات، وليد الزعبي، يحيى قضماني، إياد أحمد".

واختارت اللجنة ثلاثة متحدثين باسمها، وهم منذر ماخوس عضو الائتلاف وممثله في فرنسا، رياض نعسان آغا وزير الثقافة المنشق، سالم المسلط عضو الائتلاف والناطق الرسمي له، وتردد أن رئيسها أو أمينها العام سيكون رياض حجاب رئيس الحكومة السورية المنشق .

وقال منذر آقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض في تصريح لـ"إيلاف" إن المؤتمر أنتج "موقفًا سياسيًا مشتركًا بين كافة أطياف المعارضة".

وتلخص الموقف، بحسب آقبيق، في أن السوريين "يناضلون من أجل إحداث تغيير و انتقال سياسي حقيقي في نظام الحكم بعيدًا عن الأسد وطغمته، مما يقطع بالكامل مع حقبة الديكتاتورية العسكرية التي بدأت في آذار 1963، و البدء في مرحلة إنتقالية تنتهي بانتخابات حرة و نزيهة، أي أن التغيير سوف يكون نحو دولة ديمقراطية تعددية تساوي بين جميع أبنائها في المواطنة".

اختراق حقيقي
&
واعتبر أنه "لا يمكن للمعارضة السورية أن تتعاون مع الأسد ضد داعش، هو أصلا يشن الحرب على الشعب و ليس على داعش، و يمول داعش عن طريق شراء النفط منه، و يتجنب شن عمليات عسكرية ضده. الأسد و داعش وجهان لعملة واحدة، و هما يشتركان في النوعية الإجرامية، و يختلفان في الكمية، حيث الأسد يقتل عشرة أضعاف ما يقتله داعش. وبالتالي، الإثنان هما أعداء للشعب السوري، و الشعب سوف يتخلص منهما معًا، و لا يوجد خيار بين أحدهما، و من يروج لمثل هذا الخيار يتجاهل تمامًا الشعب السوري وتضحياته وطموحاته ومعاناته ومثل هؤلاء يتصفون بالبرود الأخلاقي".

فيما رأى منذر ماخوس أن "ما حققته المعارضة في مؤتمر الرياض، بدعم من السعودية التي اكتفت بالدعم اللوجستي، وحرصت على إبقاء الحوار سوريًا - سوريًا، هو اختراق حقيقي".

وقال إن ما تم إنجازه للمرة الأولى في تاريخ المعارضة السورية بجمع معظم أطياف المعارضة، ولا سيما العسكرية منها، في ظل الاختلافات العقائدية لدى بعضها، ترك شعورًا تفاؤليًا لدى الجميع".

لا يفاوض إرهابيين!

وبعد اختتام المؤتمر، قال بشار الأسد لوكالة اسبانية في أول تعليق من النظام على ما جرى في الرياض "أنه لا يفاوض ارهابيين".

وعلّق بسام اسحق القيادي في الجمعية الوطنية السورية في تصريح لـ"إيلاف" بالقول، "في مفاوضات جنيف 2 انتقد وفد النظام وفد المعارضة، وقالوا أنه لا يملك تأثيرًا على من هم على الارض ليطبق أي اتفاق واليوم يقول رأس النظام أنه لا يفاوض ارهابيين بعد تشكيل هيئة التفاوض الجديدة في مؤتمر الرياض".

ولكنه أكد أنه في حال "وجهت روسيا النظام الى طاولة المفاوضات سيفاوض ". ورأى أنه" من المحزن أن الشعب السوري اليوم لا يملك صوتًا حقيقيًا في الفعل السياسي الحالي".

مواقف دولية

وفي المواقف الدولية، رحبت باريس باجتماع المعارضة السورية في الرياض، داعية إلى «مواصلة الجهود» لبدء مرحلة انتقالية.

وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، أن "فرنسا ترحب بمؤتمر المعارضة السورية، الذي خلص إلى تبني وثيقة مشتركة تؤكد على الالتزام بسوريا موحدة وحرة وديموقراطية، تحترم حقوق جميع المواطنين، بالإضافة إلى تشكيل هيئة مكلفة اختيار الوفد التفاوضي للمعارضة".

وأضافت "هذه مرحلة مهمة في المسار الذي بدأ في 14 تشرين الثاني في فيينا، بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع السوري". وتابع البيان: "يجب أن نعمل على إطلاق مفاوضات ذات مصداقية بين المعارضة والنظام السوري بإشراف الأمم المتحدة، بغية الوصول إلى مرحلة انتقالية في سوريا"، والتي ستكون أحد أهداف الاجتماع المقرر عقده الإثنين المقبل في باريس حول سوريا.

إلا أن الولايات المتحدة اعترضت على بعض نقاط البيان الختامي للاجتماع، وأعلن جون كيري وزير خارجيتها، انه سيتباحث مع نظيره السعودي عادل الجبير لمعالجة النقاط العالقة في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض بين المعارضة السورية، السياسية والعسكرية.

وأضاف أن "بعض المسائل، وتحديداً نقطتين، في رأينا بحاجة إلى معالجة". وتابع: "إني واثق من أنها ستعالج وسأتباحث معهم".، فيما اعتبرت روسيا أن مؤتمر الرياض لايمثل كل اطياف المعارضة السورية.

وتساءل عبد العزيز التمو القيادي في الجمعية الوطنية السورية اذا "كانت روسيا تصنف بالارهاب، السوري المعتدل الذي وافق أن يوقع على بيان ختامي في مؤتمر الرياض ليؤكد بأن سوريا دولة مدنية ديمقراطية، فماذا عن ميليشيا حزب الله وابو الفضل العباس وهي ميليشيا بامتياز تقتل وتحرق وتنحر بحجة حماية الأضرحة ؟".

وشدد أن "الفصائل العسكرية المعتدلة هم سوريون يدافعون عن أرضهم ووطنهم ويطمحون الى تحقيق الحرية والكرامة لشعبهم".

خطوة هامة

من جانبه، اعتبر أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن "نتائج اجتماع الرياض للمعارضة السورية تعتبر خطوة هامة على طريق تفعيل الصوت الموحد للمعارضة السورية، استعداداً لخوض العملية التفاوضية بين الحكومة السورية والمعارضة”، وفق تعبيره

وأضاف أبو زيد، أن تلك العملية "تحت إشراف الأمم المتحدة وبدعم من مجموعة فيينا لدعم سوريا، وعلى أساس إعلان جنيف لعام2012 فضلاً عن بياني فيينا الصادرين في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين".

وأشارأبو زيد إلى "أهمية ما تضمنه البيان الختامي لاجتماع الرياض بشأن تمسك المشاركين في المؤتمر بوحدة الأراضي السورية وإيمانهم بمدنية الدولة السورية وسيادتها، والتزامهم بآلية الديمقراطية التعددية دون تمييز عرقي أو طائفي، وبالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، ورفضهم للإرهاب بكافة أشكاله"، معتبرًا أن كل هذه القيم متسقة مع ما صدر عن مؤتمر القاهرة للمعارضة الوطنية السورية في حزيران (يونيو) الماضي"

ولفت المتحدث إلى "أهمية ان يسفر هذا التطور عن الاستمرار في جهود جمع إرادة السوريين على التوصل إلى تسوية سياسية تفتح الطريق لعودة الاستقرار وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري، والقضاء على كافة أشكال الإرهاب وتنظيماته على الأراضي السورية"، مشددًا على أن مصر ستستمر في بذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الأهداف خلال الفترة القادمة.