بدأت تباشير الاحتجاجات رفضًا للاعلان الدستوري اليمني، فأعلنت مأرب اللجوء إلى السلاح، بينما تظاهرت تعز. ودعا شباب الثورة اليمنية الشعب للوحدة ضد الانقلابيين الحوثيين.

&
صنعاء: كلف الإعلان الدستوري الذي أعلنه الحوثيون اليوم الجمعة اللجنة الثورية بإتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية الوطن ومصالحه وحقوق المواطنين، أي بمعنى آخر أن تقوم اللجنة الثورية بتنفيذ الأحكام الحوثية، الهادفة لاستكمال الانقلاب في اليمن بالسيطرة الكاملة على الرئاسة. وبهذا، تم تنصيب رئيس اللجان الثورية محمد علي الحوثي حاكمًا فعليًا على اليمن، ومنح اللجان الحوثية صلاحيات إدارة شؤون البلاد.
وأتى الاعلان الدستوري الحوثي بتوقيع رئيس هذه اللجنة الثورية محمد علي الحوثي، الذي يعد من اللحظة الحاكم الفعلي لليمن، إلى أن تستعيد السلطة الشرعية دورها في اليمن.

لن يحكموا
وقال المحلل السياسي اليمني عبد الناصر المودع في حديث صحافي إن اليمن مقبل على أعمال عنف وفوضى، "لأن لن يكون بإمكان الحوثيين أن يحكموا، وهم أقلية في اليمن، والحوثي هرب إلى الأمام، وسيواجه واقعا محليا يرفضه، وواقعا دوليا يرفضه، وليس من مصلحة العالم والاقليم أن يستمر الحوثي، فهو ليس مشروعًا للحكم، بل سيجر البلاد إلى الفوضى".
أضاف: "من مصلحة العالم أن يحاصر الحوثي، حتى لا يدخل اليمن في دوامة عنف شبيهة بما يحصل في سوريا"، محملًا المبعوث الأممي جمال بنعمر المسؤولية لأنه لم يسمّ ما حصل في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي انقلابًا.
&
شباب الثورة يثور
وفي أول رد فعل على الاعلان الحوثي، رفض مجلس شباب الثورة الاعلان الدستوري الحوثي، ووصفه باغتصاب السلطة ومصادرة ارادة اليمنين، ويدعو اليمنيين لمقاومة سلطة هيمنة ميليشيات الحوثي.
وقال البيان: "في خطوة هستيرية تعبر عن استهتار بالغ بتاريخ الشعب اليمني، ونضالاته، وطموحاته، أعلنت ميليشيا الحوثي المسلحة ما قالت إنه إعلان دستوري، في حين أنه لم يكن سوى إعلان الاستيلاء على الدولة اليمنية، معرضًا سلامة ووحدة البلاد للخطر".
أضاف: "مجلس شباب الثورة السلمية يعتبر إعلان الحوثي اغتصابًا لحق اليمنيين في اختيار حكامهم ومصادرة لحرياتهم ومستقبلهم، وهو ما سوف يرفضه شعبنا اليمني الذي لن تتحكم في مصيره قلة تحكمها نزعات السيطرة والهيمنة. إن مجلس شباب الثورة السلمية يرى بأن مليشيات الحوثي بعد انقلابها على الدولة اصبحت ترى الديمقراطية والجمهورية والوحدة وثورة 11 فبراير أعداء ويجب الانقضاض عليهم في مقامرة غير محسوبة العواقب".
&
أحزاب ترفض
&
أعلن حزبان يمنيان، رفضهما لما سمّي بـ"الإعلان الدستوري" الذي أعلنته اللجان الثورية التابعة لجماعة الحوثي، مساء الجمعة في العاصمة صنعاء، فيما اعتبر قيادي في الحراك الجنوبي الإعلان "يخص الشماليين وليس ملزما للجنوبيين".
وأعلن حزب البعث العربي الاشتراكي القومي رفضه لما سمى بـ "الإعلان الدستوري"، معتبرا إياه "انقلابا على السلطة ودستور دولة الوحدة وكل الاتفاقات والبروتوكولات المبرمة بين دولة الوحدة والمنظمات العربية والاقليمية والدولية بما فيها جامعة الدول العربية ومجلس تعاون دول الخليجي العربي والامم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة".
ودعا الحزب في بيان نقلته وكالة الأناضول التركية، كافة القوى والمكونات السياسية والشعبية اليمنية إلى إدانة ورفض ما وصفه بـ"الإعلان الانقلابي"، والخروج إلى الشوارع والساحات والميادين العامة رفضا لما سماه"الانقلاب على الدولة والشرعية الدستورية وتحرير العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية من الميليشيات الحوثية واستعادة الدولة ومؤسساتها الدستورية ومحاكمة الانقلابيين الذين عطلوا عمل الدولة ونهبوا معسكرات الجيش والأمن".
وبينما لم يعلن حزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، موقفا "رسميا" من "الإعلان الدستوري"، إلا أنه دعا في بيان له، أمانته العامة إلى اجتماع عاجل للوقوف أمام "الإعلان الدستوري"، وتحديد موقف "نهائي" منه.
&
عاصمة محتلة
وتابع البيان: "يعتبر المجلس أن صنعاء غدت عاصمة محتلة من قبل مليشيات مسلحة طائفية اغتصبت السلطة وقوضت الدولة اليمنية، ويرى المجلس أن كل ما يصدر عنها وما تتخذه من اجراءات باطلة وغير مشروعة وغير ملزمة لبقية المحافظات والاقاليم خارج العاصمة المحتلة. ويدعو مجلس شباب الثورة السلمية جميع اليمنيين باختلاف ميولهم ومواقعهم إلى الوقوف صفًا واحدًا ضد هذه العربدة الحوثية ومقاومة سلطة هيمنة ميليشيات الحوثي التي تبدو مصرة على المضي بمخططاتها الانفرادية والاستعلائية، في محاولة منها لتغيير هوية البلد السياسية، من طرف واحد في سابقة تاريخية لم تحصل بعد".

مأرب وتعز معارضتان
وتلقت قبائل مأرب خبر الإعلان الدستوري بالاستنفار، مؤكدة رفض الخضوع للحوثيين، ما ينذر بحرب في المنطقة، خصوصًا إذا حاولت جماعة الحوثي التقدم إلى مأرب.&
وكررت القبائل هناك التلويح بتخريب الكهرباء والنفط ليغرق اليمن بالظلام اذا حاولت جماعة الحوثي فرض الإعلان الدستوري على محافظة مأرب.
كما خرج الآلاف من ابناء مدينة تعز عصر الجمعة إلى شارع جمال وسط المدينة رفضًا للإعلان الدستوري وللانقلاب الحوثي على الشرعية.
وهتف المحتجون ضد الانقلاب الحوثي مكالبين ابناء الشعب واحزابه السياسية إلى انقاذ اليمن من التفكك والانهيار. كما ناشدوا قيادة الجيش الوطنية والشريفة إلى الانحياز لإرادة الشعب وحماية شرعياته الدستورية، ممثلة بمجلس النواب والحكومة والرئيس المنتخب.
&