أجلت السفارة الأميركية في صنعاء العشرات من موظفيها ورعاياها العاملين في اليمن، بينما تنتظر البلاد انقضاء مهلة الحوثيين للتوافق، مهددين باتخاذهم إجراءات أحادية، مثل قلب البرلمان إلى مجلس تأسيسي.


إيلاف - متابعة: نسبت صحيفة "الأولى" اليمنية اليوم الأربعاء إلى مصدر مطلع تأكيده أن عملية الإجلاء تمت بطريقة سرية مساء الاثنين، واستمرت حتى فجر الثلثاء، وأن عمليات إجلاء مشابهة جرت خلال الأسبوع الجاري، "وتم نقل عدد من العاملين في السفارة، والعشرات من عناصر مشاة البحرية المكلفة حماية السفارة، على متن سيارات مدنية لم تعرف وجهتها، كما تم إعطاء عدد من العاملين اليمنيين في السفارة إجازة مفتوحة حتى إشعار آخر".

وأشار المصدر الى&أن السفارة الأميركية في صنعاء اتخذت قرار الاجلاء& بعد إطلاق النار، أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، على إحدى سياراتها قرب مقر السفارة، وبعد الاستياء من تعرض سيارات السفارة للتفتيش على نقاط اللجان الشعبية التابعة للحوثيين.

انتهاء المهلة

واليوم، يدخل سباق فرض الإرادات بين القوى السياسية اليمنية مرحلته النهائية، مع انتهاء مهلة منحها الحوثيون لهذه القوى كي تتوصل إلى حل يسد الفراغ الدستوري المتفاقم في اليمن، عبر مفاوضات مستمرة منذ 10 أيام برعاية جمال بنعمر، مبعوث الامين العام للامم المتحدة، مهددين بتفويض المجلس الثورى وقيادة الثورة لفرض حل يسد الفراغ.

لكن يبدو أن هذه المفاوضات لن تصل إلى حل، فحزب المؤتمر الشعبي العام، برئاسة الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح يعارض الحوثيين، بعد وفاق معهم، بشأن العودة للبرلمان للبت فى استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لحين إجراء انتخابات جديدة، وهو الحل الذى يريده المؤتمر ويرفضه الحوثيون لأنهم يرفضون عودة النظام السابق إلى الحكم.

كذلك دب الخلاف بين تكتل اللقاء المشترك، ويضم 6 أحزاب أهمها حزب التجمع اليمني للإصلاح (الاخوان المسلمون)، بعد انسحاب التنظيم الناصري من المفاوضات وطلب التكتل تعليق المفاوضات لحين إقناعه بالعودة إليها، وهذا ما فشل حتى الآن.

فاشلة

وتوقع الدكتور أبو بكر القربي، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، فشل المشاورات الجارية حاليًا، في حال سارت مسار مؤتمر الحوار، ولم يمسك اليمنيون زمامها، ويحترموا قدرتهم لإيجاد الحل بدلاً من الانقياد للآخرين.

وأضاف مغردًا على تويتر: "الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي حسم أمره لمصلحة اليمن، والأزمة تحتاج للحوار والتوصل لحل توافقي شامل لإنهائها ووضع مصلحة اليمن أولاً".

أضاف: "استمرار الحوار للتوافق يجب أن لا يفشل بالتسريبات الكاذبة من بعض وسائل الإعلام، المهم أن يلبي الحل آمال الشعب بشراكة كاملة وحقيقية وعادلة للجميع". وأشار القربي إلى أن اليمن يحتاج لحل توافقي شامل لإنهاء أزمته، من دون فرض أو هيمنة أو مماطلة من أحد، وهذا لن يتحقق إلا بالانفتاح والثقة بالآخر.

إجراءات أحادية

ويهدد أنصار الله من جانبهم باتخاذ إجراءات أحادية مع انتهاء المهلة مساء اليوم. وتنقل التقارير عن صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي للحوثيين، قوله: "الشعب اليمني يرفض أن تبتزه أي قوة في هذا العالم علی حساب عزته وكرامته"، بينما اتهم علي القحوم، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، القوى السياسية بالمماطلة وإعاقة الحل والتنصل من تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وعدم الاعتراف بالثورة الشعبية، "لكن الشعب لن يسمح لها بأن تعبث بمقدرات البلد، ولن نعود إلى مجس النواب، وقد طرحنا مقترحات كثيرة لم تجد إلا المراوغة والتضليل من جانب القوى السياسية، التي نحملها مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق".

ونقلت بعض التقارير أن الحوثيين يفكرون في إضافة ممثلين عن الحراك الجنوبي والشباب والمرأة والمهمشين إلى مجلس النواب ليكون هو المجلس التأسيسي فيدير المرحلة الانتقالية ويناقش مسودة الدستور بعد إدخال التعديلات المناسبة عليه، بما يتوافق مع مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.

عارية عن الصحة

إلى ذلك، نفى مصدر مسؤول في البنك المركزي اليمني صحة أنباء تداولتها بعض المواقع الإخبارية الالكترونية، تناولت اعتزام البنك المركزي السعودي سحب وديعة قدمتها السعودية للبنك المركزي اليمني، قيمتها مليار دولار.

وأكد إبراهيم النهاري، وكيل البنك المركزي، في حديث صحافي اليوم الأربعاء أن ما تناولته بعض المواقع في هذا الشأن عار عن الصحة ومجرد إشاعات، "فاتفاقية الوديعة بين المركزي السعودي والمركزي اليمني اتفاقيه دولية، تتضمن مواعيد السداد على البنك المركزي اليمني بشكل دقيق ومزمن".

ودعا النهاري وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والتزام المهنية والمصداقية في كل ما تتناوله، لا سيما الاخبار المتصلة بنشاط الاقتصاد الوطني.

لا نخاف

وعلى جبهة الحوثيين - القبائل، نقلت تقارير صحافية يمنية نفي مصدر في مكتب الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر، الشيخ القبلي البارز في اليمن والقيادي في حزب الإصلاح، وجود إي نوع من التواصل او التفاوض بينه وبين جماعة الحوثي. وقال المصدر إن الأحمر لا يخاف تهديدات الحوثي، متوعدًا بنضال مشروع نحو تحقيق تطلعات الشعب اليمني.

أضاف المصدر: "ما نشر بهذا الخصوص في بعض وسائل الإعلام محض افتراء وأخبار ملفقة من نسج خيال مروجيها، ومحاوله مفضوحة لإشغال الرأي العام عن حقيقة ما يجري من نهب واختطاف للدولة وانتهاك غير مسبوق لليمن من قبل مجرمين باتوا معروفين لكافة ابناء الشعب، يجب ان يمثلوا امام القضاء جراء ما اقترفوه بحق الشعب اليمني"، معربًا عن ثقته بأنهم سيمثلون أمام العداله مهما اعتقدوا أنهم بمنأى عن ذلك.

سرطان

جنوبًا، أكد عبدالرحمن الجفري، رئيس الهيئة الجنوبية المؤقتة، أن استمرار الصمت الدولي إزاء سيطرة الحوثيين على مفاصل اليمن وتفردهم بالسلطة سيزيد من قوتهم، "وأخشى أن يمتد نفوذهم العسكري والسياسي إلى المحافظات الجنوبية وبقوة".

ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن الجفري قوله إن ما يحدث في اليمن مع الحوثيين مواجهات قد تنتهي من حين لآخر، "إلا أن الخوف من القادم إذا استمر التغاضي عن ممارسات الحوثيين، وقد يتحول الأمر إلى احتلال حوثي لجميع المحافظات اليمنية، وهو يتطلب تحركًا عاجلًا من الأسرة الدولية".

وشدد الجفري على أن الوضع في الجنوب خطير، "ولن نغادر أرضنا وسنظل مع شعبنا مهما كانت التحديات"، مطالبًا بضرورة عدم سكوت المجتمع تجاه الحوثي والاكتفاء بتناقل أخبار هيمنته من دون النظر لمطالب شريحة كبيرة من المجتمع اليمني ضاقت ذرعًا بتصرفات جماعة الحوثي، "السرطان الذي لا يمكن الشفاء منه".

وأردف: "لا مجال الآن للمناورات السياسية، الوضع يحتاج للعمل، لأن أطرافًا خارجية تحاول فرض سياسة الأمر الواقع من خلال دعم قوى داخلية تنفذ أجندتها الخاصة".