تتفاقم الأزمة السياسية في اليمن... الحوثيون يطلقون النار في الهواء لتفريق تظاهرة مناهضة لهم، فيما تم تأجيل اجتماع مهم للبرلمان، ومعظم المساعي التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر، يبدو أنها فشلت مع تعنت جماعة أنصار الله ورفضها القيام بخطوات تثبت حسن النية.
إيلاف - متابعة: فيما يتواصل مسلسل الفوضى في اليمن بعد أن احكمت جماعة الحوثي سيطرتها على العاصمة، ترى مصادر سياسية أن المساعي التي يبذلها المبعوث الأممي، جمال بنعمر، للتوصل لاتفاق يمنع انهيار الدولة فشلت بسبب تمسك الحوثيين بمطالبهم ورفض القيام بخطوات تثبت حسن النية.
ويواصل بنعمر اتصالاته في اليمن مع مختلف الاطراف في محاولة لتطبيق الاتفاق السياسي الموقع في 21 ايلول (سبتمبر) 2014 ويقضي بانسحاب المليشيات الحوثية من صنعاء. وأجرى بنعمر سلسلة من اللقاءات مع كثير من الأطراف اليمنية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة. وأكدت مصادر لـ "الشرق الأوسط" أن الحوثيين شاركوا في لقاء وقاطعوا البقية.
وكشفت مصادر سياسية يمنية أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، يرتب أوراق المرحلة المقبلة. وأكدت أنه أوفد عددًا من قيادات حزبه إلى محافظة صعدة للقاء عبد الملك الحوثي ومناقشة جملة من القضايا التي تهم الطرفين.
وعلى الرغم من التكتم الشديد على الزيارة وأهدافها، فإن المصادر أكدت أنها ستناقش وضع العاصمة صنعاء وترتيب الحكم للمرحلة المقبلة، عقب استقالة الرئيس هادي وحكومته.
المهمة "شاقة"
وفيما تتفاقم الازمة السياسية في اليمن حيث تم تأجيل اجتماع مهم للبرلمان، لكن يبدو أن ذلك لن يمنع الولايات المتحدة من الاستمرار في ملاحقة تنظيم القاعدة، بحسب الرئيس الاميركي باراك أوباما.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك في نيودلهي مع رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي إن "اولويتنا هي الابقاء على الضغط على القاعدة في اليمن وهذا ما نقوم به". لكنه اقر ان المهمة "شاقة" بعد استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه خالد بحاح الخميس.
مكافحة الإرهاب
وأضاف أوباما "قرأت مقالات تفيد أن انشطتنا في مكافحة الارهاب تم تعليقها: هذا غير صحيح". واكد "سنواصل ضرب اهداف مهمة داخل اليمن وسنبقي على الضغط الضروري لضمان امن الاميركيين".
ومنذ 2009، شنت الولايات المتحدة اكثر من 110 ضربات جوية في اليمن، والقسم الاكبر منها بواسطة طائرات من دون طيار، بحسب تعداد نشرته مؤسسة نيو اميركا. وفي 2011، قتل& الاميركيون في غارة جوية& الامام الاميركي اليمني انور العولقي المسؤول عن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي نشأ من دمج فرعي التنظيم في السعودية واليمن.
والفرع اليمني لتنظيم القاعدة يعتبر الاخطر بينها، وكان تبنى الهجوم الدامي على صحيفة فرنسية بباريس في 7 كانون الثاني (يناير). وإذ اشار الى قلقه حيال "ما كان على الدوام حكومة مركزية هشة"، دعا الرئيس الاميركي كافة الاطراف المعنية الى احترام العملية الدستورية و"اللجوء الى وسائل سياسية بدلاً من العسكرية لحل خلافاتهم".
مأزق اليمن
لكن بعد ثلاثة ايام من استقالة الرئيس والحكومة لا يزال الوضع متأزماً في اليمن. والرئيس هادي (69 عامًا) الذي يحكم البلاد منذ 2012 استقال مساء الخميس بعد أن اقر بأن اليمن "في مأزق تام" اثر سيطرة الحوثيين على القصر الرئاسي معززين قبضتهم على العاصمة.
وهم يحاصرون الكثير من المباني الرسمية واقامات المسؤولين ويحاصرون قافلة لمسلحين قبليين سنة وصلت السبت الى صنعاء بنية اخلاء وزراء ومسؤولين كبار محاصرين. ويخشى المواطنون في العاصمة من حدوث شلل تام للادارة ، ولا احد يعرف ما اذا كان الموظفون سيتلقون اجورهم نهاية الشهر أو ما اذا كانت الخدمات العامة ستستمر.
كما بات اليمن على شفير كارثة انسانية مع اعلان منظمة اوكسفام عن وجود 16 مليون نسمة، أي اكثر من نصف عدد السكان، بحاجة الى مساعدات. واضافت في بيان أن "ازمة انسانية واسعة النطاق تهدد هذا البلد في حال استمرت حالة عدم الاستقرار".
هذا ويعقد مجلس الأمن الدولي الاثنين جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة التطورات الاخيرة في اليمن.
التعليقات