وصل الاتفاق إلى نهاية الطريق وحان وقت الفراق. فعلي عبدالله صالح يريد ابنه رئيسًا لليمن وعبدالملك الحوثي يريد اليمن كله، فساد التوتر، وتصاعد الخلاف، فهل آن أوان اللجوء إلى السلاح وخوض الحرب المؤجّلة؟

إيلاف - متابعة: انقضى شهر العسل المر الذي جمع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وعبد الملك الحوثي، إذ نقلت تقارير صحافية يمنية عن مصادر عسكرية تأكيدها احتدام الخلاف بينهما، بعد رفض الحوثي طلب صالح ترشيح نجله أحمد، خلفًا للرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي، ما أدى إلى نشوب أزمة بين الطرفين تنذر بحرب طاحنة بينهما.

طرده

وقالت هذه التقارير، نقلًا عن مصادر رفيعة المستوى في دار الرئاسة اليمنية، إن عبدالله الحاكم، القائد الميداني للحوثيين في صنعاء، طرد الأحد نجل الرئيس السابق خالد علي عبدالله صالح من دار الرئاسة، الذي كان يتردد عليه منذ استقالة هادي، وإن محافظات جنوب وشرق اليمن، اي عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة والمهرة وجزيرة ستقطرى شهدت الاثنين عصيانًا مدنيًا شاملًا شل الحياة العامة، واوقف السير في شوارع مدن جنوب وشرق اليمن بنسب متفاوتة، وإغلق المنافذ الحدودية بين شمال وجنوب اليمن، فامتنع الموظفون والعاملون في قطاعي العام والخاص من الذهاب إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم.

صواريخ نحو مران

ونسبت تقارير صحافية مختلفة لمصادر يمنية تأكيدها أن مسلحين حوثيين حاصروا مساء السبت منزل صالح في حي الكميم، وسط صنعاء، بينما وجه صالح الموالين له في الجيش من قوات مرابطة في منطقة حرف سفيان، أي لواء العمالقة، بالتحرك نحو محافظة صعدة لقصفها، فتراجع الحوثيون سريعًا وسحبوا مسلحيهم من محيط منزل صالح فور تلقيهم بلاغًا من الحوثي أن قوات العمالقة وجهت صواريخ "كاتيوشا" نحو معقل الحوثيين في منطقة مران.

وأكدت مصادر محلية هذا الخبر، ناقلة عن شهود عيان في حرف سفيان بمحافظة عمران شمال اليمن قولهم إن قيادة لواء العمالقة حركت عربات كاتيوشا ونصبت الصواريخ في الجبل الأسود، القريب من منطقة مران في محافظة صعدة، بينما تحركت قوات أخرى من لواء العمالقة مساء السبت هدفها محاصرة معسكر الجهاديين التابع للحوثي ف حرف سفيان.

تعارض في المصالح

ويأتي هذا التوتر بين صالح والحوثي بعد قيام مسلحين حوثيين بمحاصرة منزل صالح في صنعاء، عشية اختتام المؤتمر الوطني الذي عقدته جماعة الحوثيين، للضغط على صالح كي يقبل بخيار تشكيل المجلس الرئاسي الذي كانت الجماعة تعتزم إعلانه الأحد، إلا أن معارضة صالح تشكيل مجلس رئاسي لا يضم نجله أحمد اضطر جماعة الحوثي إلى العدول عن تشكيل المجلس، وإلى إصدار بيان تهديدي للقوى السياسية وإمهالها ثلاثة أيام لملء الفراغ الدستوري الذي تركته استقالة هادي وحكومة بحاح.

بلا نتيجة!

إلى ذلك، انتهى اجتماع قيادات أحزاب اللقاء المشترك في اليمن، الثلاثاء، دون التوصل لموقف محدد، ورجح رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك محمد الرباعي صدور الموقف النهائي من الأزمة الأربعاء، يوم انتهاء "مهلة الحوثيين".
&
وكانت ضغوط جماعة الحوثي دفعت أحزاب اللقاء المشترك إلى تعليق مشاركتها في الحوار الرامي إلى احتواء تداعيات استقالة الرئيس اليمني، الأمر الذي قد يدفع الجماعة إلى تنفيذ تهديدها بإحكام قبضتها على مقاليد الحكم في صنعاء.

ويسعى الحوثيون إلى تشكيل مجلس رئاسة وحكومة إنقاذ وطني وتعيين قيادة جديدة للجيش، بينما يسعى ويضغط صالح وأنصاره من أجل العودة إلى مجلس النواب للبت في استقالة هادي، لأن الأغلبية التي يمتلكها حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه صالح، تمكنه من التصويت لصالح قبول الاستقالة، وفي حال حدوث ذلك سيتولى رئيس مجلس النواب اللواء يحيى الراعي رئاسة البلاد لمدة 60 يومًا، وهو مقرب من صالح وينتمي إلى حزبه.
&
وبعد يوم على إمهال القوى السياسية "ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ القائم في سلطات الدولة"، طالب الحوثيون بدمج ميليشياتهم في الجيش والشرطة كشرط مسبق للحوار.
&
لحظة الفراق

ويشرح علي الصراري، القيادي الاشتراكي لصحيفة "الشرق الأوسط" أن هذه لحظة افتراق بين الجماعتين، "فجماعة النظام السابق تعتقد أن الفرصة مؤاتية كي تستعيد سيطرتها على الوضع، بينما القوى الجديدة المتمثلة في الحوثيين، لا تزال تتطلع إلى توطيد مواقعها، ولهذا نجد فارقًا بين مواقف الجماعتين، فجماعة النظام السابق تسعى إلى الانفراد بشكل كامل بالسلطة، من خلال تسليم ورقة الشرعية إلى مجلس نواب، لتكون الترتيبات جميعًا في صالح طرف واحد وهو طرف النظام السابق، بينما الطرف الآخر يريد ترتيبات تعترف بوجوده وبشرعيته ونفوذه ويريد شراكة من نوع ما، حتى وإن كانت شكلية مع أطراف سياسية معينة، يتخذ منها الحوثي غطاء لدوره في المرحلة المقبلة".