فرضت سيطرة جماعة الحوثي على مفاصل الدولة في اليمن إضافة للفراغ الدستوري الناجم عن استقالة رئيس البلاد ورئيس الحكومة أمام فوضى يصعب "لملمتها" وقد تتطاير شظاياها إلى كل الإقليم وخاصة السعودية ودول الخليج العربية.


نصر المجالي: تأتي استقالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومة رئيس الوزراء خالد بحاج بعد أقل من أسبوعين من سيطرة الحوثيين على قصر الرئاسة وحددوا إقامة الرئيس في منزله وشددت الحركة سيطرتها التامة على اليمن.

ورغم أن الحركة قالت إنها لا تعتزم فرض سيطرتها التامة على اليمن، إلا أن تقارير قالت انها تحاول من خلال محادثاتها مع الفصائل السياسية الكبرى، حيث لا اتفاق الى اللحظة، تشكيل مجلس انتقالي ومجلس وطني وحكومة لإدارة شؤون البلاد تكون هي وحلفاؤها العصب الرئيس فيه.

وهذا الحليف هو الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي لا يزال يمسك بأوراق مهمة في اللعبة السياسية.

الاستفتاء

وعلى وقع تداعيات الحدث اليمني، طرحت "إيلاف" سؤال الاستفتاء في الأسبوع الماضي عما إذا كانت إيران ضالعة بتدهور الأوضاع في هذا البلد العربي المنقسم على نفسه منذ العام 2011.

وشارك في الاستفتاء 3032 قارئا، حيث أقرت إجابة ما نسبته 78% (2365 قارئا) من مجموع المشاركين بتورط إيران في انهيار الأوضاع في اليمن من خلال دعمها الواضح والعلني لجماعة الحوثي الشيعية المتمردة، بينما رفضت ما نسبته 22 % (667 قارئا) هذا الطرح.

وإلى ذلك، فإن جماعة الحوثي كانت أمهلت يوم الأحد الأحزاب السياسية ثلاثة أيام للاتفاق على طريق للخروج من الأزمة التي أدت إلى استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وإلا فإن الجماعة ستفرض الحل الذي تراه.

وقضت الأحزاب السياسية في اليمن بمن فيها الحوثيون عدة أيام لبحث امكانية تشكيل مجالس تملأ الفراغ الذي تركته استقالة هادي لحين التوصل لاتفاق بشأن تسوية طويلة الأجل.

وقال البيان الختامي الصادر عن المؤتمر إن المؤتمر الوطني الموسع القوى السياسية مدة ثلاثة أيام للخروج بحل يسد الفراغ القائم "وما لم يتحقق ذلك، فإن المؤتمر قد فوض اللجان الثورية وقيادة الثورة باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطات الدولة والمرحلة الانتقالية للخروج بالبلد من الوضع الراهن".

رقم أساس

يشار إلى أن حركة الحوثيين ظهرت منذ سنوات كرقم أساس في المعادلة السياسية اليمنية. وكانت التساؤلات تطرح في كل حين عن مطالبهم وأهدافهم، وما إذا كانت الحركة تلقى الدعم من قبل قوى إقليمية وخاصة إيران.

والحوثيون جماعة دينية شيعية تقوم علی ولاية الإمام وتتبع الطريقة الاثني عشرية علی غرار النموذح الإيراني، وكان بدر الدين الحوثي تولى قيادة الحركة بعد مقتل زعيمها حسين الحوثي في 2004.

وفي وقت سابق، قال تقرير لوكالة (فرانس برس) إن هناك من يرى "أن الحوثيين يسيرون علی خطی حزب الله اللبناني ولو أن الجماعة لم تعلن تحولها حتی الآن إلى حزب سياسي معترف به لدی السلطات، لكنها تستعير اسما حديثا دخلت به مؤتمر الحوار الوطني عرف بمكون "أنصار الله".

وتتهم صنعاء وعواصم عربية الحوثيين بتلقي الدعم من إيران ومشاركة "حزب الله" اللبناني في مشروع إقامة "الهلال الشيعي" في المنطقة. الأمر الذي ينفيه الحوثيون الذين يؤكدون بقاءهم على المذهب الزيدي رغم اتفاقهم مع الاثني عشرية في بعض الأمور.

والزيدية، نسبة إلى الإمام زيد بن علي، هي إحدى فرق الشيعة الثلاث: الزيدية والاثني عشرية والإسماعيلية. ولكن "الزيدية أعدلها وأقربها إلى مذهب أهل السنة"، بحسب تفسير المهتمين. ويتمركز المنتسبون إلى هذا المذهب في الجزء الشمالي من البلاد.

ويرجع البعض توتر العلاقة بين حركة الحوثيين والدولة اليمنية إلى إقدام الدولة في تسعينات القرن الماضي بمنع ترديد شعار للحركة في المساجد يقول: "الله أكبر، الموت لإسرائيل، الموت لأميركا، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام".